صاحب لافتة "لن ننساك يا منسي" بمدرجات الكان: أيقونة للشهداء.. وأقل حاجة أقدمهاله

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بينما يتعالى صوت أبواق التشجيع والهتاف، للجماهيرالمتواجدة بمدرجات ستاد القاهرة، أثناء مباراة منتخبنا الوطني بنظيره الأوغندي، فتح الشاب "فتحي" حقيبته خلسة، وأخرج منها عدد من اللافتات الصغيرة تحمل صورة الشهيد عقيد أحمد منسي، والتي قد أخفاها في حقيبته الصغيرة بلفة محكمة، خوفاً من رفض الأمن لدخوله بها إلى الاستاد.

دقائق معدودة رفع فيها أربعيني العمر تلك اللافتات التي حملت عبارات "لولا أنتم ما كنا هنا يا منسي"، التقطته عدسات الكاميرات، وسرعان ما انتبه إليه الجمهور فتضامنوا معه ومنهم من حصل على بعض تلك اللوحات 

منذ ستة أشهر من الآن، كان "فتحي المزين" يتابع قرار فوز مصر بتنظيم كأس الأمم الأفريقية لعام 2019، حينها انتباته مشاعر مختلطة ما بين فرحة مصر بإستقبال حدث ضخم مثل كأس الأمم، و مشاعر خوف لاستغلال الجماعات المتطرفة ذلك الحدث ومحاولة إفساد بهجة الشعب المصري، والقيام بعمليات إهاربية للتغطية على ذلك الحدث الضخم.

استبعد "المزين" حينها مشاعر الخوف والقلق، وقال في قرارة نفسه إن مصر تبذل مجهود هائل لحماية شعبها وجيشها العظيم، وبالتالي سنشهد تشديدات أمنية هائلة من أجل إفتتاح الحفل، وتنظيم لا مثيل له سيلفت نظر العالم له، وهو ما حدث بالفعل.

يرتبط أربعيني العمر بذكريات وثيقة عن الشهيد الراحل "عقيد أحمد المنسي"، فمنذ استشهاد البطل كان "فتحي" يتابع كل ما يكتبه أصدقاء الشهيد البطل من مواقف إنسانية له وذكريات سعيدة، وبطولات حقق فيها النصر، فتدمع عينه كلما تذكر تلك المواقف، حتى أنه قرر استدعاء أخيه "محمد المنسي" لتكريم روح الشهيد في إحدى فعاليات الشهداء.
 
مرت الشهور واقترب موعد انطلاق حفل الأفتتاح، حينها فكر "فتحي" في وسيلة لتكريم أرواح الشهداء في ذلك الحدث الضخم، وتوصيل رسالة لهم أن ذكراهم مخلدة في قلب وذاكرة المصريين، ومع كل حدث عظيم تشهده البلاد سيتم ذكر أسمائهم والإشارة إلى دورهم أنهم السبب بتضحيتهم في شعور المصريين بالأمان "رفعت صورة منسي لأنه أيقونة للشهداء وده أقل حاجة ممكن أقدمهاله".

قبل أيام من حفل الافتتاح بدأ فتحي في تجهيز عدد من اللافتات الصغيرة التي تحمل صورة الشهيد "المنسي"، لتكون لافته طيبة منه في حفل التفتتاح، ولكن الحظ لم يحالفه حينها عندما حاول البحث عن تذكره لحضور الحفل، ولكنه جميع التذاكر كانت مباعة، وصادفه الموقف ذاته في المباراة التالية.

ولكن حظ "فتحي" ابتسم له بعد أن حصل على تذكرة في مباراة "مصر وأوغندا"، والتي صادفت ذكرى ثورة 30 يونيو" كانت صدفة غريبة إن اليوم اللي أخد فيه التيكت هو نفسه 30 يونيو، بس أكيد ربنا كان مرتبها من عنده".
وفي تمام الساعة السابعة، وقف "فتحي" أمام بوابة الاستاد، منتظر دوره في الدخول، ربما كان يخشي أن يتم منعه بالدخول بتلك الللافتات فحرص على إخفائها بعناية في حقيبته كي يتمكن من العبور.

وأثناء متابعة الجماهيروهتافهم للمنتخب، أخرج أربعيني العمر"اللافتات" ورفعها عالياً، حينها خالجته مشاعر القلق "كنت خايف إن حد يمنعني ويقول إنها لافتات سياسية.. بس الحمد لله اعتقادي كان خطأ والناس تفاعلت معايا وحبت الفكرة".

بمجرد إشهار "المزين" لتلك اللافتات، التقطته عدسات الكاميرات، حتى أن بعض المشجعين التقطوا الصور التذكارية برفقته للمشاركة في تخليد ذكرى الشهداء"كان يوم جميل ومشهد رائع، المشجعين وقفوا معانا واتصوروا.. وطبعاً هتفضل أحلى ذكرى ليا في كأس الأمم".