رائد الفضاء الأمريكي دانيال تاني لـ"الفجر": موارد الأرض شارفت على الانتهاء.. وعلينا البحث عن كوكب بديل

عربي ودولي

بوابة الفجر


القاهرة في الواقع رائعة كما تبدو من الفضاء 
هناك كائنات فضائية وحيوات أخرى خارج الأرض 
قريبا سيسافر الأشخاص العاديين للفضاء 


عبر رائد الفضاء الأمريكي "دانيال إم تاني"، عن سعادته لوجوده في القاهرة، مؤكدا أنه رؤيتها على الأرض لا تختلف عن جمال رؤيتها من أعلى في الفضاء، مؤكدا أنه كان محظوظا للغاية حين تم اختياره للسفر في الفضاء.

"دانيال" الذي عمل في مجال الفضاء لمدة 16 عامًا منذ عام 1996 وحتى 2012، كان مهندسا في مجال الهندسة الفضائية، وحلق في الفضاء مرتين أول مرة كانت عام 2001 وفي مهمته الثانية عاش في الفضاء لفترة طويلة داخل محطة فضاء لمدة 4 أشهر، حيث قام بالمساعدة في بناء المحطة والقيام ببعض الأبحاث.

وإلى نص الحوار...

حدثنا عن أول مرة أصبحت فيها خارج الغلاف الجوي للأرض؟
المرة الأولى كانت في عام 2001 حيث ذهبت لمدة أسبوعين، وكانت مقدمة رائعة لعملي في الفضاء، حيث تعلمت المشي في الفضاء، والمرة الثانية مكثت في الفضاء وكانت عام 2007، حيث قضيت أربعة أشهر في المحطة الدولية، وكنت أساعد في بناء بضعة أمور داخل المحطة وساعدت بعض العلماء، كانت خبرة رائعة.

وكنت بالمرة الأولى التي ذهبت فيها متحمسًا جدا، عندما تخرج من الغلاف الجوي وتوقف المحركات يصبح أمامك ثمانية دقائق ونصف للخروج وبعدها تصبح في الفضاء، لم تشعر حقا بذلك، المذهل في المرة الأولى عندما توقفت المحركات بدأت الأشياء تتحرك من حولنا بفعل إنعدام الجاذبية وهو شعور مذهل، بعد هذه الساعة خلعت خوذتي وفككت حزام الأمان وبدأت السباحة في الفراغ بدون جاذبية داخل المركبة ورأيت الأرض لأول مرة من الخارج على مسافة 400 كم تقريبا، كانت الساعات الأولى مثيرة للغاية، أتذكر كل تفاصيل ذلك اليوم. 

وبعد عودتي الأولى من الفضاء شعرت بالغرابة لعودتي إلى الأرض وتمنيت وقتها أن يتم اختياري للذهاب للفضاء مرة أخرى.

ولكن خلال رحلتي الأولى للفضاء قمت بالعديد من الأخطاء الساذجة لأنني لم أقم بتدوين أي ملاحظات ظنا مني أنني سوف أتذكرها فيما بعد، ولكن في رحلتي الثانية قمت بتدوين كل شئ مما ساعدني كثيرا.

وعلى الرغم من مكوثي في الفضاء لمدة أربعة أشهر إلا انني لم أشعر ابداً أنني بعيد عن الأرض، لقد كنت اتحدث إلي عائلتي بشكل يومي وكنت مواكب للأحداث، كنت أحدثهم هاتفيا وعبر البريد الالكتروني، لذلك لم اتفاجا بعد عودتي.

قضيت أياماً عديدة في الفضاء كما قضيت 8 أيام تحت سطح الماء كجزء من تدريبكم.. ما الفرق بين التجربتين؟

وجودي في الفضاء كان أكثر راحة من وجودي في المحيط، كجزء من تدريبي بقيت في المحيط لمدة 8 أيام على بعد 60 قدما وكان من الصعب الصعود إلى سطح الماء لذلك كنت أشعر أنني محاصر، كما أنني كنت طوال الوقت مبلل وأقوم بأنشطة مائية كالسباحة والغوص؛ مما أرهقني وأشعرني بعدم الراحة كثيرا لذلك تجربة الفضاء كانت أكثر راحة وملائمة لي. 

في المحيط عند النظر من النوافذ كنا نرى الأسماك تسبح من حولنا وفي الفضاء كنا نرى الأرض وفي الحالتين كان الأمر رائعا.

هل تمكنت فعلا من رؤية الأهرامات من الفضاء؟

نعم والتقطت لها بعض الصور الرائعة، وخلال رحلتي الفضائية قام أحد زملائي بمناداتي قائلا: "تعالى سوف نمر فوق القاهرة الآن"، وطلب مني أن احضر الكاميرا معي، تساءلت وقتها ما الشئ المميز إلى هذا الحد في مرورنا فوق القاهرة، وساعدني زميلي في أن أرى الأهرامات فوجدت لوحة صحراوية كبيرة تتوسطها مدينة بداخلها الأهرامات وكان ذلك أمرا رائعا للغاية. 

وشعرت وقتها بصلة كبيرة بين الحاضر والمستقبل كما شعرت بصلة بين أعظم مبنى بناه الإنسان القديم وبين أعظم اختراع "المركبة الفضائية" بناها الانسان الحديث، وخلال زيارتي الحالية لمصر، وهي تعتبر الأولى حرصت على أن أذهب لزيارة الأهرامات. 

لماذا تبحث ناسا دائما عن كوكب يصلح للعيش بدلا من الأرض؟

لأننا دائما لدينا فضول أن نجيب على سؤال، ماذا أيضا يوجد في الفضاء، وهو سؤال طرحناه قبل وجود الأبحاث الفضائية، وعندما بدأنا في عمل أبحاث فضائية تمكننا من إرسال الأشياء للفضاء لنرى الفضاء بشكل كبير. 

كما أننا لدينا سؤال هام، كيف انتهى بنا الأمر هنا وكم نحن محظوظين بوجودنا في الأرض وهو كوكب به ماء ومناخه جيد ويصلح للعيش على عكس باقي الكواكب في الجموعة الشمسية، واعتقد بشكل كبير أن هناك بالفعل حياة أخرى خارج الأرض لكن أشك أننا سنتمكن من العثور عليهم لأن الفضاء واسع بشكل كبير ونحن لا نمثل سوى جزء صغير للغاية فيه، قد نجد كواكب أخرى تصلح للعيش وقد نكون محظوظين في العثور على كائنات أخرى تعيش في كوكب غير الأرض. 

وقد يكون هناك حياة أخرى بالفعل في المريخ لأنه الكوكب الأقرب لنا ومناخه جيد كما أنه الكوكب الوحيد الذي نستطيع الوصول اليه واكتشافه.

هل هذا يعني أن الحياة على كوكب الأرض شارفت على الانتهاء؟

لا ولكننا نعلم جميعا أن الموارد على كوكب الأرض قاربت على الانتهاء، لذلك من الجيد أن نعرف إذا كنا سنغادر الأرض إلى أين سنذهب وأننا لدينا خيارات أخرى، وهو أمر يجب أن نبحث له بشكل دقيق وقبلها بفترة كافية، لا يمكننا بين ليلة وضحاها أن نقول "الأرض لا يمكن العيش عليها الآن، يجب أن ننتقل لكوكب آخر لوضع البشرية عليها".

لا نعرف مدى قدرة الإنسان على البقاء في الفضاء طويلًا، نحن على وشك أن نعرف عندما يذهب أول البشر إلى المريخ، المهمة الأولى هناك ستكون لمدة أربع سنوات، ونحن نريد معلومات حول ما يمكن للإنسان أن يفعله هناك، في المحطة الدولية هناك من بقى ستة أشهر وهناك من ظل عام كامل، لذلك لدينا الكثير من المعلومات عن هذا حول تأثيرات البقاء مدة كهذه، ومن أهداف المحطة الدولية هو التعرف على هذه النقطة.

هل تظن أن يكون هناك في المستقبل رحلات للفضاء للأشخاص العاديين؟ 

نعم وهو أمر بدأ بالفعل في الولايات المتحدة، حيث توجد صناعة ستمكن الأشخاص العاديين من الذهاب إلى الفضاء خلال السنوات القليلة القادمة مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأأمل أن تصبح متاحة أكثر للأشخاص العاديين دون الحاجة إلى دفع الكثير من الأموال وإلا تكون حكراً على الأغنياء فقط.

ما أكثر اللحظات المميزة التي عايشتها خلال وجودك في الفضاء؟

أكثر اللحظات المميزة في الفضاء هي التي رأيت فيها الأرض للمرة الأولى وشاهدت مدى جمالها، كذلك أول خطوة في الفراغ وأول لحظاتي في المحطة الدولية، كذلك كنت في الفضاء خلال احتفالات عيد الميلاد، واحتفلنا به نحن الثلاثة الرواد الموجودين في المحطة الدولية وهو شئ رائع، كنا أشبه بعائلة صغيرة في الفضاء.