عزت أبو عوف وفاطيما.. اللقاء أجمل فى السماء

العدد الأسبوعي

عزت أبو عوف
عزت أبو عوف


«كان نفسى أموت عشان أقابل فاطيما»، جملة صادمة كررها الفنان الكبير عزت أبو عوف كثيراً، حتى تحقق حلمه بملاقاة حبيبته وشريكة حياته، فلم يكن الموت له شبحا كما يطلق عليه البعض، وإنما كان هو الوسيلة التى تمكنه من لقاء محبوبته، رحل الدكتور عزت أبو عوف بعد صراع مع مرض القلب تاركا خلفه إرثا فنيا كبيرا ومسيرة طويلة من العطاء وسيرة طيبة تجلت فى مظاهرة الحب التى رافقت جثمانه من مسجد السيدة نفيسة وحتى مثواه الأخير بمقابر الدراسة.

ولد عزت أبو عوف بحى الزمالك وتخرج فى كلية الطب إلا أن شغفه بالفن جعله لا يمارس المهنة رغم معارضات والده وصرامته فى أن تكون الموسيقى له مجرد هواية، لكنه تحدى كل شىء ليحقق حلمه وبدأ مسيرته فى عمر 19 عاما، فكان أبو عوف أحد أهم الوجوه المؤسسة للفرق الموسيقية منذ السبعينيات، بداية من فرقة «لو بيتى شاه»، التى أسسها وجدى فرانسيس عام 1967، وانضم إليها أبو عوف عازفاً على الأورج، إلى جانب مجموعة من أبرز الوجوه الموسيقية فى مصر حينها مثل الموسيقار عمر خيرت، والمؤلف الموسيقى الراحل عمر خورشيد، وصبحى بدير، ومحمد سلماوى، واستطاعت الفرقة أن تغير لون الموسيقى فى مصر، حتى لقبت وقتها بـ»البيتلز المصرية»، ثم كون أبو عوف مع شقيقاته فرقة «فور إم» الموسيقية التى قدمت العديد من الأعمال والوجوه الفنية، مثل المطرب محمد فؤاد والذى بات يدين له بالفضل حتى إنه صمم على تقديم قصة لقائه بأبو عوف بتفاصيلها لاحقا فى فيلم «إسماعيلية رايح جاى» عام 1997، وظهر فيه أبو عوف بشخصيته الحقيقية وإن كان أول ظهور لاسم عزت أبو عوف كان كمؤلف للموسيقى التصويرية فى 7 أعمال منها فيلم المجنونة، ومسرحية الدخول بالملابس الرسمية ومسلسل حكاية ميزو، وظهر كممثل لأول مرة عام 92 فى فيلم آيس كريم فى جليم مع النجم عمرو دياب، الذى شاءت الأقدار أن يكون أيضا صاحب آخر ظهور له فى إحدى الحملات الإعلانية فى رمضان الماضى، بخلاف ترأسه إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى 7 سنوات، ولعل المشهد الأبرز كان فى آخر دورة له وبكى أمام الحضور ولم يستح من إعلان مرضه، وحينما نظر للمقعد الذى اعتادت زوجته الراحلة الجلوس عليه سنويا ولم يجدها شعر بمرارة الفراق، ورغم كل الأدوار التى تركت بصمة فنية عند الجمهور إلا أن ظهوره الإعلامى بعد وفاة زوجته وبكاءه على الهواء كلما تحدث عنها كان الأكثر تأثيرا فى وجدان محبيه، ولم يخجل عن إعلان إصابته بانهيار عصبى، ودخول المستشفى لمدة 4 شهور بعد رحيلها حتى إنه عندما قرر الزواج من السيدة أميرة مديرة أعماله بغرض أن يجد من يعتنى به وظل محتفظا بدبلة زوجته الراحلة فى سلسلة يرتديها طوال الوقت، ورغم زواجه لكنه لم يستطع نسيان حب عمره ويبدو أن العاشق خلص النية فى الدعاء فنال ما تمنى والتقى العاشقان أخيرا.