د. حماد عبد الله يكتب: نشرة أخبار "والدجاج" !!

مقالات الرأي

د. حماد عبد الله
د. حماد عبد الله


من برامج رمضان التى تركت أثراً فى المشاهد المصرى تلك البرامج التى تميزت بالإسقاطات على المجتمع السياسى والخدمات التى تؤديها أجهزة الحكومة للشعب ، وكذلك تلك البرامج التى كشفت عن سذاجة بالغة لدى المواطنين فى الشارع المصرى ، الذى إختارهم مخرج البرنامج إختياراً متوافق مع الهدف من ذلك المحتوى الذى يؤديه برنامج شعبى فى شهر مضان الكريم.

وبالقطع فإن تسمية هذا البرنامج (بالكاميرا الظاهرة) أى أنه لا توجد مشاهد تتم دون معرفة الضيف بأنه تحت كاميرات تليفزيونية سوف تنقل لقائه على المشاهدين ولكى يشهدوا على سذاجة منقطعة النظير ، وبالقطع هذه البرامج إذا حاولوا تقديمها كل عام سوف تنجح ، لأن التلقائية التى تتعامل بها الألة الإعلامية مع مواطنين فى الشارع المصرى تحتمل كل شيىء ممكن ولا يمكن تطبيق المثل القائل لايلدغ مؤمن من جحر مرتين ، نعم يلدغ المواطن من برنامج عشرات المرات ، دون تعلم ودون عظة !!

ولكن الشىء الذى شدنى أكثر ، هى تلك البرامج التى تعرضت لرجال الأعمال ووصفتهم أوصاف شبه حقيقية على البعض المنحرف من هذه الفئة من المصريين .

وإن كان لكل طائفة فى الوطن عيوبها ومميزاتها إلا أن التركيز على العيوب ، بجانب أنها تصحح من الأوضاع قليلاً إلا أنها تلقى بظلال من الريبة والشك وعدم الإحترام لهذه الطائفة الهامة فى حياتنا الإقتصادية حيث المنهج الإقتصادى المصرى يعتمد على القطاع الخاص فى قيادته للتنمية فى البلاد.

وعلى سبيل المثال هذا البرنامج الكاريكاتيرى الذى قدمه السيد (إبراهيم أبو حفيظة ) وهو يمثل (المذيع الأهطل) وهو الحمد لله لا وجود له بصورة واسعة فى وسط مذيعينا قدم عدة حلقات من (التريقة) على رجال الأعمال حينما كان يسأل عن وجه الشبه بين الدجاج ورجال الأعمال.

ويجيب هو بقفشات عن وجه الشبه بطريقة ساخرة تقترب من الواقع على البعض كما ذكرت ، ويثير من الضحك الحزن الشديد على الواقع.

كما أن برنامج نشرة أخبار (الفراخ) الدجاج من القاهرة والناس ، وأيضاً القفشات على الأحداث وأهمها رجال الأعمال وتعرضهم لتلك القفشات تدفع للضحك وكذلك للسخرية من الأوضاع القائمة .

إن ظاهرة إستخدام (الفراخ) فى الإعلام هذا العام أعتقد بأنها تحتاج لإتساع إستخداماتها لتشمل جميع الحيوانات والطيور والحشرات فى رمضان القادم ، حيث الفرخة أصبحت (قديمة) !!

"وياما غداً"َ نشوف العجب فى شهر من المفترض أن نحتفى به دينياً وثقافياً ونزيد من إنتاجية أعمالنا فى شتى مجالات الحياة !!