غطاء "إخوان اليمن" لتمرير السياسة القطرية وحفظ النفوذ

عربي ودولي

الاخوان
الاخوان


ارتفع صراخ إخوان اليمن، كالعادة مؤخراً، على جزيرة سقطرى ومحافظة شبوة تخوفاً من أن تُبعد ما تبقت لهم من قوات في المحافظتين ويتقلص نفوذهم، وتحت مزاعم الدفاع عن السيادة الوطنية أيضاً.

 

ويردد الإخوان مسمى السيادة في حين يرون أن نفوذهم بدأ يتقلص وأن القوات الجنوبية باتت قريبة من السيطرة على كل مناطق الجنوب.

 

وبدأت السياسة الإخوانية في اليمن تنكشف أكثر، صيف 2017 وهو العام الذي تشكل فيه المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ كان الوضع في الجنوب آنذاك يحتاج إلى قوة سياسية تطغى على المشهد وذراع عسكري ليتسنى حماية الجنوب من أي اختراق حوثي أو حتى إخواني، بعد فشل حكومة الرئيس هادي في صنع الاستقرار، غير أن الحكومة المخترقة من الإخوان رأت أن ظهور هذا المجلس يعني انتهاء نفوذها في الجنوب، لتتحول إلى حوثي آخر يحيك المؤامرات للمناطق الجنوبية التي مرغت أنف جماعة الحوثي، في التراب وأذاقته الويل صيف 2015.

 

وتحول الإخوان في حكومة هادي بشكل علني وصريح من مساندين للتحالف العربي لإسقاط الانقلاب الحوثي، إلى منشغلين بالمحافظات الجنوبية المحررة ومدافعين عن مسمى السيادة وطعن التحالف وخصوصا دولة الإمارات في الظهر.

 

إنجازات وهمية

ولم يحقق إخوان اليمن والشرعية ككل أي إنجاز على الصعيد العسكري ضد جماعة الحوثي الانقلابية في المحافظات الشمالية منذ صيف 2015 وحتى العام الجاري، بالإضافة إلى الإخفاق الذريع في ملف الخدمات.

 

وعلى الرغم من الدعم الذي قدمه التحالف العربي للشرعية وما زال يقدمه، إلا أن أبرز إنجازات الشرعية تمثل في جيش 70٪ منه وهمي، والجزء الآخر منه يحمي مدينة مأرب، فضلاً عن الفساد المالي والإداري واستثمار الحرب وتحول الشرعية إلى حكومة عائلة توهب فيها الوظيفة للمقربين والأبناء، وكذا توظيف صحافيين للإساءة لدول التحالف.

 

قطر.. وإخوان اليمن

في مقابل ذلك، انعكست مقاطعة دولتي التحالف، السعودية والإمارات، لقطر في يونيو من العام 2017 على إخوان اليمن وأثرت كثيراً على السياسة الإخوانية، حيث كان يقيم إخوان الشرعية في الرياض حينما وقعت الأزمة، وآخرون في الخارج وكذا في الداخل، ما جعل من هم في الرياض يشيدون بالمملكة العربية السعودية لكنهم في ذات الوقت يهاجمون دولة الإمارات بحجة الدفاع عن السيادة، وأيضاً من هم في الداخل وبلدان أخرى في الخارج ينتهجون السياسة القطرية في العداء لدول التحالف وتأييد جماعة الحوثي.

 

ويبدو أن الإخوان المقيمين في الرياض ينتهجون السياسة القطرية، لكن يصعب عليهم انتقاد السعودية والإمارات، من الرياض فكانت الحيلة مسمى الدفاع عن السيادة.

 

ويتواطأ بشكل وثيق السفير السعودي محمد آل جابر مع إخوان الشرعية من خلال تقديم دعم مالي لهم وتسهيل تحركاتهم.

 

هيئة السيادة

وأطلق إخوان اليمن تحت مسمى "السيادة" هيئة في بداية العام الجاري، تهدف إلى ما أسموها مواجهة المشاريع التي تستهدف الدولة اليمنية أرضاً وشعباً، ضمن سلسلة انتهاج السياسة القطرية.

 

وتهاجم الهيئة علانية، وسط تأييد شرعي إخواني، التحالف العربي وتعتبره احتلالاً، على الرغم من أنه تدخل بطلب من الرئيس هادي.

 

الإصلاح الإخواني والوجود الحوثي

واعتبر المحلل السياسي عادل الشبحي، أن إخوان اليمن يخوضون حروباً مع الجميع في الشمال والجنوب ما عدا الحوثيين، قائلاً إنهم يتصرفون وكأنهم وكلاء للحوثيين في المناطق التي لا يتواجدون فيها، مشيراً إلى أن الإخوان يعادون التحالف واليمنيين وينسقون مع دول معادية للتحالف والعرب.

 

وقال الشبحي، إن إخوان اليمن استخدموا الشرعية لتعيين كل أتباعهم وتمرير قراراتهم لإشعال فتنة في مواقع عدة وأوقفوا المعارك سعياً في عدم تحقيق أي انتصار للتحالف.

 

وأضاف: حزب الإصلاح الإخواني رأى بأنه لن يستمر إلا بوجود الحوثي، ولذلك سيدتهم تنسِّق بينهم وبين الحوثي (في إشارة إلى قطر) وتوحد جهودهم ضد الجنوب والتحالف.