بقدم واحدة.. "كيلاني" يخوض ماراثون العزيمة ويحصل على تكريم الرئيس (فيديو)

أخبار مصر

الشاب محمد كيلاني
الشاب محمد كيلاني


الحياة فرص، نصنعها ونتبناها، وبالنسبة لبطل قصتنا، كانت الفرصة هي محاولة المشي في إحدى الماراثونات بعد التعرض لحادث، أدى إلى بتر إحدى قدميه.


محمد كيلاني 26 عام، تخرج في كلية النظم والمعلومات، يعمل مهندسًا في أحد البنوك، منذ نعومة أظافره وهو بطل، لكنه لم يكتشف ذلك إلا بعد وقت كبير.


اعتاد على الذهاب إلى الجامعة بالقطار، وفي خريف 2011 صباحًا، حدث ما لم يتوقعه أحد، انزلقت قدماه تحت القضبان مما أدى إلى بتر إحداهما بالكامل.


ملحمة إنسانية مكتملة بدأت، مرورًا بصموده الهائل في وجه الأزمة، وبقائه ما بين اليقظة والموت، ثم تقبله لصدمة أنه أصبح عاجزًا، ثم الملحمة العظمى في التدريب والعودة مرة أخرى إلى طبيعته بقدر الإمكان، وذلك بعد تحفيز ذاته بأقصى قدراته.


دخلت أسرته في نوبة من الاكتئاب الشديد لتعرض نجلهم لهذا الحادث، ولكن "كيلاني " أصر على رفع روحهم المعنوية؛ فقام ليثبت لهم أنه مازال محمد الذي يعرفونه ولم يتغير به شئ.


حياة هذا البطل قبل حادث القطار، كانت مهمشة وبسيطة، ليس بها ما هو جديد، لكنها جاءت لتغير هذه النمطية، وأعادت رؤيته لها بشكل كامل، فلم يكن شخصًا نشيطًا، ويشترك في النشاطات المختلفة، ولكن عندما حدثت تلك الواقعة، جاءت لتفيقه من انطوائه الذي كان به، وأدى دراسته حتى أكمل تعليمه وتخرج.


"حاجة بتجيلك عشان تطلع حاجات حلوة جواك، فبتحاول تستغلها"، بهذه الكلمات عبر البطل عن الابتلاء الذي تعرض له وأدرك أن لذلك حكمة، مضيفًا: "كنت عارف إن دي مش نهاية الحياة، وإني همارس حياتي عادي".


وفي إحدى الأيام كان ذاهبًا ليشجع أحد الفرق في ماراثون الجري الذي ينظمونه، فهمس في نفسه للمشي فقط معاهم وليس الجري، ومن خلال المشي اكتشف أنه يستطيع الجري، من خلال أخذ خطوة على الجهاز وخطوتين على قدمه المعافاه.


بدأ "كيلاني" الاشتراك معهم في الماراثونات المختلفة، وأصبح يحصل على مراكز متقدمة، وأدرك قيمة ما يفعله للتخلص من الطاقة السلبية التي بداخله، وأصبح أحد أسباب التحفيز لأناس كثيرون مثله، فقطع مسافة جري من القاهرة للعين السخنة، استمر بها ثلاثة أيام.


ومنذ فترة بسيطة ، تلقى اتصالًا هاتفيًا يبلغه بتصوير فيلم "بطل كل يوم" لعرضه في المؤتمر الوطني السابع للشباب، ثم بعد ذلك تفاجأ أنه من ضمن المكرمين.


وعن وقوفه أمام الرئيس السيسي وتكريمه، أكد أنه شعر بالفخر للتكريم من الرئيس القدوة في الدولة، وذلك لجهوده التي يفعلها، وأنه واثق من نفسه للاستمرار على طريق النجاح، لتظل ذكراك خالدة وتكون إلهام لأناس كثيرة حولك.


يحلم "كيلاني" بأن يظل في طريق نجاحاته والمشاركة في البطوبات الدولية، فهو يشعر بالتميز في هذه الرياضة.


ووجه رسالة للشباب قائلًا: "الابتلاء الذي يتعرض له الإنسان، إنما هو شئ كبير عند الله، وعند الصبر يعوض الله، طالما لديك إرادة، هدف وحلم ستصل إلى أي شئ تريده، وطالما يفعل الإنسان ما بوسعه، الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا".