عاطف فتيح يكتب: الأزمات الاقتصادية والحروب الباردة

ركن القراء

عاطف فتيح
عاطف فتيح


تستمر الأزمات التى تعرقل مسيرة الاقتصاد العالمى وفى كثير من الصعوبات التى تؤثر على معيشة الشعوب وخاصة الدول الفقيرة والنامية دول العالم الثالث.

حيث أن الرأسمالية أو أهل الغرب وهم من يملكون قيادة الدفه فى سفينة الاقتصاد العالمى يعيشون أحلك الأزمات الاقتصادية على الإطلاق فيما يخص فائض الإنتاج حيث تتسم طبيعة النظام الرأسمالي السائد فى الغرب بأزمات دورية لفائض الإنتاج مثل الازمة التى مر بها العالم فى السبعينيات من القرن الماضي. وحينما كانت المواجهة والحروب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي على أشدها كانت الأزمة الاقتصادية في الغرب تهدّده بالهزيمة لهذا لجأت الولايات المتحدة الأمريكية عام 1971 إلى إلغاء "الغطاء الذهبي" (ربط الدولار بمخزون الذهب) وهو ما سمح بطبع دولارات غير مغطاة بالذهب وخفض سعر الفائدة على القروض لاستخدامها في تحفيز الاستهلاك وتجاوز أزمة فائض الإنتاج.

وبعد عدد من الأعوام الماضية من توسيع قاعدة الائتمان في الغرب لم يكون هناك من بوسعه الحصول على قروض جديدة دون خفض الاستهلاك في الوقت الذي بلغت فيه عيوب الاقتصاد الغربي وحجم فائض الإنتاج مستويات مرعبة وهو ما تسبب في الأزمة الاقتصادية عام 2008 كانت من أكبر الأزمات الاقتصادية التى مرة على العالم.

وفي محاولة للتصدي للأزمة لجأت البنوك المركزية في كبرى الدول الغربية إلى ضخ مزيد من القروض في الاقتصاد وخفضت من سعر الفائدة عليها وهو ما أتاح مزيدا من القروض للدول النامية.

وجعلها تستدين وترفع عجزها الائتماني وتستمر في رفع الطلب وبالتالي دعم الإنتاج العالمي واليوم نفذ هذا المخزون .

فإن نمو الاقتصاد الصيني والأمريكي يتباطأ والحرب البارد بينهما مستمرة.

ومضى الصين باعلانها عن مبادرة الحزام والطريق بدأت تخلق (كوكب) خاص لها كوكب جديد بمؤسسات دولية جديدة بعملات جديدة وبديلة لكل المؤسسات الأمريكية مؤسسات بديل صيني.

وأيضا نجد الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا يتراجع وهو الركود يزحف ليسيطر على الغرب والعالم 
وأيضا نجد انخفاض فى سعر الفائدة على القروض في كل من الاتحاد الأوروبي و سويسرا- اليابان - السويد -الدنمارك إلى الصفر وتتسع تلك القائمة يوميا بعد يوم لتضم دولا جديدة.

و هذا لأن بإمكان الدول أن تستدين بالمجان لتسدد التزاماتها المحلية طالما لم ينهار ذلك الهرم الائتماني 
و ذلك يدل أن الشركات الخاسرة والتي كانت في أي ظروف طبيعية أخرى ستفلس قطعا ستظل تطفو بسبب إمكانية حصولها على قروض منخفضة الفائدة للغاية وهو ما يسمح لها بالاستمرار في الإنتاج حتى مع استمرار الخسارة ومؤجلة بذلك شبح الإفلاس حيث تشير بعض التقديرات إلى أن ثلث الشركات الغربية على حافة الإفلاس وهو أمر لا يمكن أن يستمر للأبد.

و حيث أن القروض ذات قيمة الفائدة الصفرية أو السالبة تقتل البنوك التي لا تحصل على أرباح بسبب انخفاض سعر الفائدة، في الوقت الذي تحافظ فيه على تكلفة العمليات.

بمعنى أن العالم قد وصل إلى تلك النقطة التي سيعبر فيها الطلب العالمي مرحلة الصعود إلى مرحلة الهبوط فإن الاستدانة المستمرة فإن انخفاض الطلب سوف يكون مريبا وسوف يتحدد الآن من سيقع تحت مقصلة خفض الإنتاج ومن سيتعين عليه إلقاء بضاعته إلى سلة المهملات ومن يبقى على قيد الحياة.

يحكي لنا التاريخ أن تناقضات بهذا الحجم وهذه الحدة غالبا ما تنتهي بحروب عالمية لكن اللاعبين الرئيسيين في المشهد العالمي اليوم يمتلكون أسلحة نووية وما زالت الحرب الحقيقية بين الغريمين الرئيسيين فى الاقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والصين قيد التداول ولا زال التناحر بينهما في إطار الحرب الاقتصاد الباردة وأن بعض دول العالم يجدوا أن الصين طوق النجاة.

لكن أمريكا تحاول فرملة المارد الصينى بكل الطرق يعني المشكلة الحقيقية هي رفض بعض دول العالم لأمريكا .
ليست التحركات الصينية ذات نفسها هى المؤثره ولكن هنالك حاجات لا ترامب ولا أمريكا قادرين على استواعبها 
لذلك سيخسروا كل الجولات القادمة أمام الصين في كل مكان في العالم وعلى كل الأحوال وعلى المستوى العالمي فإن ذلك يعني ببساطة إنهيار العولمة وسياسات العزل الذاتي للدول وسقوط التحالفات القديمة والشبكات التكنولوجية والصناعية القديمة وانخفاض مستوى المعيشة في جميع أنحاء العالم والتقسيم السياسى والاقتصادى له وفوق هذا وذاك فإن شبح الحرب يلوح في الأفق فى أغلب الاوقات.