أموال التبرعات القطرية تغزو منظومة التعليم في الولايات المتحدة

عربي ودولي

منظومة التعليم
منظومة التعليم


يتلقى ما يقرب من 20 مدرسة و10 جامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة أموالاً في شكل تبرعات من إحدى المجموعات التي تمولها قطر، وهي بلد لديه سجل حافل بانتهاكات حقوق إنسان وتلاحقها اتهامات كثيرة بدعم الإرهاب حول العالم، وفقاً لما جاء في تقرير موسع أعدته أودري كونكلن لصحيفة "ديلي كولر Daily Caller" الأميركية.

 

تم إنشاء مؤسسة قطر الدولية عام 2012 في ولاية ديلاوير، وهي فرع بالولايات المتحدة تابع لمؤسسة قطر غير الربحية ومقرها الدوحة، وتقدم الأموال للمدارس العامة بزعم تعزيز برامج تعليم اللغة العربية للأطفال.

 

وتقوم مؤسسة قطر بمنح تبرعات للمدارس العامة من مراحل الروضة والتمهيدي وحتى مراحل الصف الثاني عشر. كما تقدم تبرعات للبرامج الأكاديمية بجامعات في كاليفورنيا وكونيكتيكت وماساتشوستس ومينيسوتا ونيويورك ونورث كارولينا وأوريغون وتكساس وفرجينيا وواشنطن ستيت وواشنطن دي سي.

 

رسميا.. تتبع الأسرة الحاكمة

وتقر مؤسسة قطر في البيانات المدونة بنموذج تسجيل كوكيل أجنبي وفقا لقانون الولايات المتحدة، الذي ينظم عمل الوكلاء الأجانب، أنها مؤسسة أجنبية، بمعنى أنها كيان يخضع "لقوانين أو يتبع مبادئ وأهداف تقع تحت سيطرة فرعها الرئيسي المتواجد في دولة أجنبية"، وأن من قام بتأسيسها هو الأمير القطري السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الثانية الشيخة موزة بنت ناصر.

 

وتورد مذكرة صادرة عن مؤسسة قطر أنها، كمجموعة تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، تعبر عن رؤية الشيخة موزة بنت ناصر، ورؤية مؤسسة قطر في الدوحة.

 

كما يوضح نموذج تسجيل الوكلاء الأجانب الخاص بمؤسسة قطر أن رئيسها التنفيذي والمؤسس الاسمي لها، هي الشيخة هند بن حمد آل ثاني، ابنة الأمير السابق، أما رئيس مجلس الإدارة فهو الشيخ عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني، وهو أيضاً من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر.

 

إرهاب وقرصنة ورشاوى قطرية

وتوجد اتهامات لقطر برعاية الجماعات الإرهابية وغيرها من المتطرفين. كما أنه في يونيو 2017، قامت كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين واليمن وليبيا بقطع علاقاتها مع تلك الدولة الخليجية، التي أصرت على عدم التخلي عن سياساتها التي تدعم "تمويل وتبني وإيواء المتطرفين".

 

وفي تصريحات لصحيفة ديلي كولر، قال رونالد ساندي، كبير المحللين في المخابرات العسكرية الهولندية سابقا، وأحد ضحايا جرائم قرصنة إلكترونية، التي تدعمها الحكومة القطرية: " تفتقر قطر إلى قوة حقيقية، لذا فهي تحاول اللجوء إلى قوة ناعمة. ولكن الأمر يتوقف على كيفية الحصول على تلك القوة الناعمة، هل تستثمر؟ أم تقدم رشاوى؟ أم تتعاون مع الشعوب؟"

 

معايير مبهمة للحصول على المنح

وتعد العربية هي اللغة الثانية الأكثر شعبية في المدارس الحكومية الأميركية بعد الإسبانية، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في أغسطس 2017. ولكن تعد معايير التأهل للحصول على منحة مؤسسة قطر غير واضحة، لأن عملية التقديم تتطلب من المدارس، والبرامج إرسال بريد إلكتروني إلى المؤسسة قبل الإجابة على استبيان، ولا تفصح أي من تلك المدارس عن كيفية قبولها للحصول على منح على مواقعها الإلكترونية.

 

ويوضح تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن مؤسسة قطر تجري أيضاً اتصالات بالمدارس لعرض تقديم المنح ومقترحات تعاون.

 

مخطط سري

وصرح سام هيريرا، وهو ناشط قام بتنظيم احتجاجات في هيوستون ضد افتتاح مدرسة تعليم للغة العربية، لأنها تلقت أموالاً من مؤسسة قطر، حسبما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، قائلا: إنهم يقومون باستغلال احتياج المناطق التعليمية للأموال، ويتسللون إليهم عبر تقديم التبرعات في إطار مخطط متعمد. (ومن البديهي) أنهم لن يخرجوا علنًا ويعترفوا بما يفعلون".

 

وفي تعقيب لـ"وول ستريت جورنال"، قال عمران حمد الكواري، مدير مكتب الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر: "إن هناك الكثير من حروب العلاقات العامة مستمرة. ولكن كل من يأتي إلى قطر يعرف ما نحن بصدده".

 

برامج راديكالية معادية لأميركا

كما يعلن موقع مؤسسة قطر الإلكتروني أن برامج المؤسسة التعليمية ليست مصممة لتعليم اللغة العربية فحسب، بل تسعى أيضًا إلى "تعزيز فهم أعمق للعالم العربي من خلال تدريس اللغة العربية، ومجتمعات، وثقافات المنطقة".

وتدير المؤسسة موقع باللغة العربية باسم "المصدر" يعرض مشروع منهج المؤسسة ويصف نفسه بأنه "مكتبة موارد التعليم المفتوح"، التي "تضم مجموعة كبيرة من المواد والموارد للمعلمين بما في ذلك خطط الدروس والوحدات والمواد الأساسية وأكثر من ذلك".

 

وتقول مؤسسة قطر إن المصدر "يوفر المواد التعليمية باللغة العربية، والثقافة العربية، والفرص، والأخبار والأحداث ذات الصلة، بكل من المعلمين والطلاب. "المصدر" مصدر واحد للمعلمين لإنشاء، ونشر، والتعاون مع الزملاء على المواد التي وضعت لفصولهم الدراسية".

ولكن تبين أن موقع "المصدر" يقدم مواد تعليمية لبرامج تعلم اللغة العربية للمدارس الثانوية والكليات بالولايات المتحدة، يتم دمجها مع بعض الدروس التي قام بإعدادها أميركيون يتبنون مواقف راديكالية ومعادية لأميركا و/أو مناصرين مؤيدين للقطريين، وفقًا لما نشرته "National Review" عام 2018.

 

مناهج عنصرية وساذجة

ويضيف تقرير "National Review": "غالباً ما تستضيف المدارس والمساجد التابعة لمؤسسة [قطر] أكثر الدعاة الإسلاميين راديكالية، بمن فيهم من أشار إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر على أنها " فيلم كوميدي"، وآخرون قاموا بذكر أمور مغلوطة عن أبناء ديانات أو طوائف أخرى".

يعرض أحد الدروس على الموقع المسمى "عبر عن ولائك لقطر" مقطع فيديو على موقع يوتيوب يعبر فيه مصرفيون قطريون عن ولائهم لقطر والحكومة وأميرها تميم بن حمد آل ثاني وشعب قطر. والطريف أن الدرس يتم تقديمه بدون إرشادات للمعلمين.

 

كما أن الدرس لا يشير إلى حقيقة أن 95% من القوى العاملة في قطر تتكون من 2.1 مليون عامل هندي، ونيبالي يعملون وفق قواعد "العبودية المعاصرة"، كما ذكر تقرير صحيفة "ديلي كولر نيوز".

 

استهداف النخب في الجامعات

وأفاد تقرير "ديلي كولر" أن قطر، التي تواجه فيضاً من الاتهامات بمحاولة التأثير على حكومات الدول الأخرى، دفعت مليار دولار على شكل منح للنخبة الأميركية بالجامعات، بما في ذلك جامعة جورج تاون وجامعة تكساس إيه آند إم وجامعة كارنيغي ميلون وجامعة كورنيل والعديد من الجامعات الأخرى - بعضها يدير فروع في المدينة التعليمية بالدوحة منذ عام 2011.

 

تلقت جامعة جورج تاون تمويلًا من قطر أكثر من أي جامعة أميركية أخرى، بلغ إجماليها 333 مليون دولار، وفقًا لما أورده تقرير "ديلي كولر نيوز"، نقلاً عن تقرير بشأن العقود الأجنبية من مكتب المعونة الطلابية الفيدرالي التابع لوزارة التعليم الأميركية.

 

وذكر منتدى الشرق الأوسط MEF في أحد تقاريره أن أحمد دلال، عميد فرع جامعة جورج تاون في قطر، "مؤيد بحماس شديد ومنذ فترة طويلة لحزب الله اللبناني، والذي أدرجته وزارة الخارجية كـ"تنظيم إرهابي"، وأن دلال ترأس قسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة جورج تاون من عام 2003 إلى عام 2009، وهو أيضاً مؤيد لحركة حماس ومؤيد لحملات المقاطعة وسحب الاستثمارات".