"تيكاد 7".. فرصة أفريقيا للانطلاق نحو التنمية

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يومان وينطلق مؤتمر طوكيو الدولي السابع للتنمية الأفريقية "تيكاد 7"، والذي سيعقد بمدينة "يوكوهاما اليابانية"، برئاسة مصر واليابان، وبمشاركة زعماء الدول الأفريقية خلال الفترة من 28 حتى 30 أغسطس الجاري.

 

سيعقد المؤتمر تحت شعار" دفع التنمية الأفريقية من خلال الشعوب والتكنولوجيا والابتكار"، بمشاركة ممثلين عن الجهات الدولية الداعمة، وفى مقدمتها الأمم المتحدة وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ومفوضية الاتحاد الأفريقي والبنك الدولي، وسيركز المشاركون فى المؤتمر على 3 قضايا رئيسية للتعاون بين الجانبين تتمثل فى التحولات الاقتصادية وتحسين بيئة الأعمال من خلال تشجيع الاستثمارات الخاصة والابتكار، وتعزيز الأمن والاستقرار والسلام بالمجتمعات.

 

وستشهد القمة عقد 250 اجتماعا فرعيا من بينها ندوات ومعارض على هامش القمة بمشاركة كبار المسئولين بالدول الأفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقى والبنك الدولى وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة ومكتب المستشار الخاص بشأن أفريقيا التابع للأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية بالتنمية.

 

نقطة تحول بين دول القارة الأفريقية

 

يعد مؤتمر "تيكاد 7"  نقطة تحول فى مسار التعاون بين دول القارة الأفريقية واليابان، حيث ستؤسس تلك القمة لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، ترتكز على المصالح المتبادلة واحترام السيادة الوطنية وتعزيز مساهمة اليابان فى تنمية القارة الأفريقية.

 

 

 

تيكاد 7

 

أكد السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة الدول الصناعية السبع الكبرى G7 بفرنسا، وفي قمة "تيكاد 7" باليابان بالتتابع، خلال أسبوع واحد، ستتيح فرصة مهمة للتشاور مع قادة الدول الكبرى، وكذلك لنقل هموم وقضايا وتحديات العمل الأفريقي في أهم منتديين اقتصاديين وتنمويين على المستوى الدولي.

 

فرصة اسثتمارية واعدة

 

وقال "حجازي"، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، ، إن قمتي "الدول السبع" و"تيكاد 7" ستقدم مصر كفرصة استثمارية واعدة، بعد برنامج إصلاح اقتصادي جاد، وهو ما يحقق العديد من المكاسب سواء على مستوى اجتذاب الفرص المتاحة للاقتصاد المصري أو الاستفادة من نتائج أعمال القمتين في دعم العلاقات الثنائية أو الاقتصاد المصري بشكل عام.

 

وتكتسب قمة التيكاد القادمة أهميتها كونها أول قمة أفريقية يابانية تعقد عقب تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية رسميا خلال القمة الأفريقية الاستثنائية بنيامى عاصمة النيجر فى يوليو الماضى، والتى تعتبر الأكبر على المستوى العالمى منذ تأسيس منظمة التجارة العالمية عام 1995، ويبلغ عدد مستهلكيها 2ر1 مليار شخص، وناتجها المحلى الإجمالى حوالي 4ر3 تريليون دولار، أي 3% من الناتج الإجمالى العالمى.

 

تحسين الأوضاع الأقتصادية بالبلاد

 

منذ انطلاق قمة "تيكاد7" عام 1993، اثبتت مرتمراتها أنها إحدى المنصات المهمة التى تجمع مختلف الشركاء معاً لدعم أفريقيا وتطلعاتها التنموية، حيث ساهمت فعاليات التيكاد فى تحسين الأوضاع الاقتصادية والتجارية بالقارة الأفريقية من خلال توفير اليابان للمساعدات الاقتصادية والفنية لعدد كبير من دول القارة.

 

وعقدت القمم الأربع الأولى من التيكاد باليابان خلال الفترة من عام 1993 حتى 2008 بمعدل قمة كل 5 سنوات، وتم اختصار مدتها الزمنية خلال القمة الخامسة التى عقدت بمدينة يوكوهاما اليابانية عام 2013 إلى مرة كل 3 سنوات، بينما تبنى المشاركون بالقمة السادسة التى عقدت بالعاصمة الكينية نيروبى عام 2016 - والتى تعد أول قمة للتيكاد تقام خارج اليابان - قرارا بعقد القمة بالتناوب بين اليابان وأفريقيا.

 

مواجهة التراجع في المساعدات التنموية

 

وخلال قمة التيكاد الأولى عام 1993، تعهد المشاركون بمواجهة التراجع فى المساعدات التنموية المخصصة للقارة الأفريقية وتعزيز الإصلاحات السياسية والاقتصادية وزيادة المساعدات التنموية من جانب القطاع الخاص.

 

تقليص معدلات الفقر

 

وخلال قمة التيكاد الثانية التى عقدت عام 1998 ناقش المشاركون تحديات التنمية فى القارة الأفريقية وسبل تقليص معدلات الفقر وتعزيز التكامل بأفريقيا، بينما تعهد الزعماء المشاركون فى قمة التيكاد الثالثة عام 2003 بتنفيذ مبادرة التيكاد بشأن دعم الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا النيباد والتى تعد رؤية أفريقية لاستراتيجية شاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام بالقارة السمراء.

 

 

 

القضاء على الفقر في أفريقيا

 

وتتمثل أهداف النيباد - التى دمجت في أجهزة الاتحاد الأفريقي بموجب قرار قمته في أديس أبابا فبراير 2010 كهيئة فنية تابعة له - فى ‌القضاء على الفقر، تحقيق التنمية المستدامة، إنهاء تهميش القارة الأفريقية، تمكين المرأة، دمج الاقتصاد الأفريقى مع الاقتصاد العالمي، الاعتماد على الموارد الذاتية، الشراكة بين الشعوب الأفريقية، تحقيق التكامل الإقليمي والقارى، تنمية التنافسية لدول القارة، والشراكة مع الدول المتقدمة من أجل تقليص الفجوة بينها وبين أفريقيا.

 

تعزيز النمو الاقتصادي ضمن الأمان البشري

 

وخلال قمة التيكاد الرابعة عام 2008 ركز الزعماء المشاركون على 3 أولويات تمثلت فى تعزيز النمو الاقتصادى، ضمان "الأمن البشرى" بما فى ذلك تحقيق الأهداف الواردة فى مشروع الأمم المتحدة للألفية الجديدة ودعم السلام والحوكمة، ومواجهة قضايا البيئة والتغيرات المناخية.

 

وفي قمة التيكاد الخامسة عام 2013 - والتى تزامنت مع الذكرى العشرين لإنشاء التيكاد والذكرى الخمسين لتدشين منظمة الوحدة الأفريقية التى تحولت فيما إلى الاتحاد الأفريقى - ركز الزعماء المشاركون فيها على 3 قضايا رئيسية تمثلت فى الاقتصاد القوى والمستدام، المجتمع النشط والشامل، والسلام والاستقرار بالقارة الأفريقية.

 

تدعيم الأنظمة الصحية

 

وتعد قمة التيكاد السادسة أول قمة تعقد خارج اليابان حيث استضافتها العاصمة الكينية نيروبى عام 2016، وركزت على سبل تعزيز التحولات الاقتصادية الهيكلية من خلال التنوع الاقتصادى والتصنيع، تدعيم الأنظمة الصحية، والاستقرار الاجتماعى والرفاهية المشتركة بالقارة الأفريقية.

 

كما وفر "إعلان نيروبي" الصادر فى ختام قمة التيكاد السادسة إطارا لتعزيز التعاون التنموى بين اليابان والقارة الأفريقية من خلال توقيع حوالى 73 مذكرة تفاهم مشتركة لدعم التعاون فى مجال التنمية المستدامة، إقرار مشروعات هامة من بينها مشروع تنمية ميناء مومباسا الكينى، مشروع تنمية المنطقة الاقتصادية الخاصة بمومباسا، ومحطة كهرباء أوكاريا الحرارية ومشروع توسيع طريق نجونج وغيرها.