لبنان رحل "قسراً" 2500 لاجئ سوري في 3 أشهر

عربي ودولي

بوابة الفجر


أعلنت منظمة العفو الدولية اليوم الثلاثاء أن السلطات اللبنانية رحلت "قسراً" نحو 2500 لاجئ سوري في الأشهر الثلاثة الماضية، داعيةً إلى وقف فوري للترحيل.

وفوض المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، الذي يبقي قراراته سريّة، في أبريل الماضي، لجهاز الأمن العام اللبناني ترحيل كل سوري يدخل بطريقة غير شرعية إلى البلاد.

وتنفيذاً للقرار، رحل الأمن اللبناني بين 13 مايو و19 أغسطس الماضيين، 2447 سورياً "قسراً" إلى بلادهم، وفق ما نقلت العفو الدولية عن رسالة رسمية وُجهت إليها من الأمن العام ووزارة شؤون رئاسة الجمهورية.

وقالت مديرة أبحاث الشرق الأوسط في المنظمة لين معلوف في بيان: "نحث السلطات اللبنانية على وقف الترحيل على وجه السرعة، والمجلس الأعلى للدفاع على إلغاء قراره ذي الصلة".

وأضافت معلوف "إن أي محاولات لإعادة اللاجئين قسراً تشكل انتهاكاً واضحاً لالتزامات لبنان مبدأ عدم الإعادة القسرية".

وتسبّبت الحرب السورية بتشريد ملايين السكان، ويستضيف لبنان، وفق السلطات، 1.5 مليون سوري، بينما تفيد الأمم المتحدة بوجود نحو مليون مسجلين لديها.

وينظم الأمن العام اللبناني عمليات عودة جماعية، يصفها بأنها "طوعية"، عاد بموجبها أكثر من 325 ألف لاجئ إلى سوريا، وفق بياناته. لكن منظمات إنسانية ترجح أن عدد العائدين أقل بكثير، وتتحدث عن توثيق حالات ترحيل "قسري".

وفي مايو، نددت 5 منظمات حقوقية بينها "هيومن رايتس ووتش" بترحيل لبنان 16 سورياً على الأقل من مطار بيروت في يوم واحد بإجراءات "موجزة"، رغم أن عدداً منهم مسجلون لاجئين وأبدوا خشيتهم من إعادتهم إلى بلادهم.

وتجمع منظمات دولية وحقوقية على أن الظروف في سوريا غير مهيأة لاستقبال الهاربين العائدين، في ظل تقارير عن اعتقالات، وتجنيد الإلزامي، عدا عن الوضع الاقتصادي المتدهور، ودمار البنى التحتية.

معاناة اللاجئين السوريين في لبنان
يعاني اللاجئين السوريين في لبنان، الذين يقيمون في حوالي 1,700 موقع في جميع أنحاء البلاد، يستأجرون مساكنهم ويدفعون 200 دولار أميركي شهرياً كمعدل. فليس هناك مخيمات رسمية للاجئين السوريين.

ويستأجر معظم اللاجئين مساكنهم، ولكن مع ازدياد ضعفهم، يضطرون للعيش في مبان غير مكتلمة وفي مرائب وحظائر مهجورة، ومواقع العمل والخيام في المخيمات العشوائية. وغالباً ما تكون التحسينات الهيكلية ذات طابع مؤقت فقط بسبب عدم حصولهم على التراخيص الحكومية أو على موافقة أصحاب الأملاك لإجراء تحسينات أكبر.

وأشارت التقييمات الأخيرة التي أجرتها المفوضية إلى أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين يعيشون في مآوٍ دون المستوى المطلوب، ويعتبر هذا تحدياً بخاصة في أشهر الشتاء عندما تزيد الثلوج والأمطار والفياضانات من معاناتهم.

وتوفر المفوضية وشركاؤها المساعدة للاستعداد لفصل الشتاء للاجئين السوريين في لبنان، من خلال عملية ضخمة، يبدأ تخطيطها ووضع ميزانيتها قبل أشهر لضمان تلبية أكبر عدد من الاحتياجات المقدّرة، على الرغم من التحديات الهائلة التمويلية واللوجستية.

ويواجه لبنان اليوم تحدياً غير مسبوق في تلبية احتياجات سكانه واللاجئين السوريين، وهو البلد الأعلى كثافةً باللاجئين في العالم، لذا فإن الحاجة ماسة إلى دعم أكبر لتحقيق أهداف عديدة بينها التنمية الطويلة الأجل.”