متحف يؤرخ لعواصم مصر من منف إلى القاهرة.. تعرف على مكانه

أخبار مصر

بوابة الفجر


"مصر أم الدنيا" هذه الكلمة ليست مجازًا أو من قبيل بث الحماسة في القلوب بل هي حقيقة واقعة، فمصر صاحبة أقدم حدود معروفة في العالم، كما أن فيها عواصم من أقدم عواصم الدنيا بدءً من منف ومرورًا بالإسكندرية ثم الفسطاط وانتهاءًا بالقاهرة، واليوم لدينا عاصمة إدارية جديدة. 

وفي هذا السياق قال الدكتور محمود مبروك رئيس قطاع المتاحف الأسبق والأستاذ بجامعة حلوان وعضو لجنة سيناريو العرض بوزارة الآثار حاليًا، إن فكرة العرض المتحفي لمتحف العاصمة الإدارية الجديد هي فكرة عبقرية حيث اختارت لجنة سيناريو العرض أن يكون المتحف عبارة عن متحف العواصم المصرية عبر العصور، بحيث نشرح للعالم كيف ولماذا تُنشأ العواصم من خلال التجربة التي تكررت مرات ومرات في التاريخ المصري القديم والوسيط والحديث بداية من منف ثم طيبة والمنيا مرورًا بالإسكندرية خلال العصر اليوناني والروماني، وصولًا إلى مدينة الفسطاط والقاهرة الفاطمية والقاهرة الخديوية، كما سيتم تخصيص فاترينة لكل عاصمة من العواصم الإدارية، لتسليط الضوء على النواحي الإدارية متشملة الأختام والرسائل والصادر والوارد والتبادل التجارى قديمًا، إلى جانب عرض العديد من العملات التى توضح بداية ونهاية الحكم لكل فترة. 

وأضاف مبروك أن متحف العاصمة سيكون واجهة حضارية لمصر كلها يحمل نبذة عن كل جزء منها من خلال العرض لتاريخ عواصمها، بحيث ستصل رسالته للعالم كله من خلال زيارات المسئولين الذين يأتون مصر حيث ستعقد في العاصمة اجتماعات الدولة وأجهزتها الرسمية وسيكون المتحف مزارًا عالميًا. 

وعن مكان المتحف فهو سيكون معلمًا من معالم مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي أصبحت محط أنظار الشرق الأوسط والعالم، لتخطيها مدن الثقافة والفنون به، من حيث الإنشاءات والإمكانات المزمع تنفيذها، فقد أقيمت على مساحة 127 فدانًا، وتضم عددًا من المسارح وقاعات العرض والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها.السيسى يتفقد مدينة الفنون والثقافة ودار الأوبرا بالعاصمة الإدارية الجديدة

وتحوي المدينة قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخصًا مجهزة بأحدث التقنيات، المسرح الصغير به قاعتان تستوعبان 750 فردًا للعروض الخاصة، أضف إلى ذلك مسرح الجيب الذى يستوعب 50 شخصًا ومسرح الحجرة، ومكتبة موسيقية، ومكتبة مركزية تسع 6000 شخصًا.

وتضم المدينة مركزًا الإبداع الفنى لشباب المبدعين، فضلًا عن قاعة عرض سينمائى متصلة بالأقمار الصناعية، و3 قاعات للتدريب، واستديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات.السيسى يتفقد مدينة الفنون والثقافة ودار الأوبرا بالعاصمة الإدارية الجديدة

ويحتل حدث إنشاء دار الأوبرا الجديدة بالعاصمة الإدارية، والتى تعتبر جزءًا أساسيًا من مدينة الفنون والثقافة، حيزًا كبيرًا كأعظم إنجاز ثقافى وفنى فى الشرق الأوسط، لما تحتويه من قاعة رئيسية تسع ما يقرب من 2000 فرد، فضلًا عن مسرحين للموسيقى والدراما، إضافة إلى مركز الإبداع الفنى ومتحف الشمع.السيسى يتفقد مدينة الفنون والثقافة ودار الأوبرا بالعاصمة الإدارية الجديدة

وهي بمثابة مدينة ثقافية عالمية تنفذ على أراضى العاصمة الإدارية الجديدة، ستكون بمثابة منبر للفن والثقافة للعالم كل خلال الفترة المقبلة، العمل فى هذه المدينة لا يتوقف، متابعة مستمرة من الأجهزة الحكومية المشرفة على تنفيذ هذا المشروع الضخم، والمشروعات التى تتضمنها ستكون بمثابة عودة لريادة السينما المصرية، واستعادة روح الثقافة المصرية الأصيلة"، بهذه الكلمات أثنى أحمد زكى عابدين، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، على الصرح الفنى والثقافى الأكبر "مدينة العلوم والثقافة" بالشرق الأوسط.

وهي إنجاز غير مسبوق فى تاريخ مصر، موضحًا أن يتم افتتاحها بشكل رسمى، بالتزامن مع نقل الوزارات والبرلمان للعاصمة الإدارية الجديدة، مشيرًا إلى استمرار العمل المتواصل ليل نهار داخل هذا المشروع الضخم، بحيث ستصبح هي المتنفس لمحبى الثقافة والفن بمصر، والسبب أن المسرح الكبير بدار الأوبرا القديمة لا يتسع لأكثر من 800 شخصًا، ما كان دافعًا لمشاكل وأزمات أثناء الحفلات الكُبرى التى تُقام به، مؤكدًا احتواءها على مركز ضخم للمؤتمرات، وتضم 3 قاعات مسرحية بسعة 3300 كرسى، بالإضافة إلى مسرح خارجى، لافتًا إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة ستكون عبارة عن مدينة مُتكاملة تُقدم لقاطنيها كافة أنواع الأنشطة الاجتماعية والثقافية والخدمية لكى لا يحتاج أحد سكانها إلى البحث عن أى خدمة خارج المدينة، مرجعًا الهدف من وراء إنشائها إلى انطلاق مصر نحو الريادة فى مجال الفن والثقافة.برج العاصمة الإدارية الجديدة

والجدير بالذكر أن المؤسسات الحكومية ومبانى الوزارات على موعد مع الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة فى منتصف العام المقبل، حيث تتولى وزارة التخطيط تحديد المؤسسات الحكومية التى ستنقل إلى الحى الحكومى، والذى يضم 36 مبنىً حكوميًا بطرازات مختلفة.