"قبل زيارة السيسي".. محطات تاريخية في العلاقات "المصرية - الكويتية"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد غد السبت، إلى الكويت حيث يجري خلال الزيارة مباحثات مع أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في حين تشهد العلاقات الثنائية تطورا ملحوظا وتشاورا بمختلف القضايا الإقليمية والعربية.

 

وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين وبحث سبل تطويرها في شتى المجالات إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية كونا.

 

وتشهد العلاقات المصرية الكويتية نموًا على مدار التاريخ، وعلى كافة الأصعدة، وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين وحرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين، وتقدم "الفجر" خلال السطور القادمة أبرز ملامح العلاقات المصرية الكويتية.

 

العلاقات السياسية

 

وبدأت العلاقات السياسية الأولية بين الدولتين بالتواكب مع الحراك السياسي والشعبي في مصر بعد الحرب العالمية الأولى حين زار القاهرة الشيخ الراحل حمد الجابر الصباح، كما زار الشيخ الراحل عبد الله الجابر الصباح القاهرة في عام 1953 واستقبله في المطار كل من اللواء محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر.

 

و مع قيام ثورة 30 يونية أكد  سمو الشيخ صباح الأحمد للمستشار منصور أن الكويت ستقدم دعما كاملا لمصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي وذكر سموه أن "مصر عزيزة على الكويت ولن تتأخر عنها أبدا" وشدد مخاطبا الرئيس منصور: أشقاؤكم معكم وسندًا لكم. وشارك أمير دولة الكويت في احتفالات تنصيب السيسي رئيسا لجمهورية مصر العربية، في خطوة تعكس حرص الدولة الخليجية على الوقوف خلف النظام المصري الجديد، كما شهد البلدان زيارات متبادلة لعدد كبير من المسئولين لدعم القضايا العربية وتوطيد أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

المجال الاقتصادي

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، تشهد العلاقات بين مصر والكويت في هذا المجال نمو كبير فقد تجاوز الاستثمار المشترك التراكمي بين البلدين 16 مليار دولار خلال العقود الاربعة الماضية بمتوسط 400 مليون دولار سنويا وبلغت التجارة البينية 3 مليارات دولار سنويا، واقترب الانفاق المتبادل للجاليات في البلدين من حاجز الـ 4 مليارات دولار سنويا، ووصل الانفاق المتبادل للسياح بين البلدين الى ما يزيد عن 2 مليار دولار سنويا، فضلا عن تحويلات العاملين المصريين في الكويت والمقدرة بنحو 3.5 مليار دولار سنويا. هذا إلى جانب المساعدات والقروض الكويتية إلى مصر.

 

ومن أجل المزيد من التنسيق التجاري والاقتصادي بين الجانبين ، تم الاتفاق على إنشاء مجلس للتعاون المصري الكويتي في 30 نوفمبر 2014  من رجال القطاع الخاص بالبلدين بهدف تسريع وتيرة التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين ،  18 فبراير 2015، أصدر وزير التجارة والصناعة قراراً بتشكيل الجانب المصري في مجلس التعاون الاقتصادي المصري الكويتي روعى في تشكيل المجلس الجديد أن يضم العديد من القطاعات المتنوعة والأنشطة الواعدة التى لديها فرصاً كبيرة للمساهمة فى نمو وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية بين مصر والكويت، ونص القرار على ان يرفع رئيس الجانب المصري تقريراً دورياً نصف سنوي عن جهوده ونشاطه إلى وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة يتضمن نشاطات ومقترحات وخطط المجلس المستقبلية لتنمية المصالح المشتركة بين مصر والكويت.

 

العلاقات الثقافية

 

وبدأت العلاقات الثقافية بين مصر والكويت قبل بدء العلاقات السياسية والاقتصادية بينهما، بل مهدت لها وشكلت بنيتها التحتية ، فالعلاقات الثقافية المصرية الكويتية سبقت انشاء المكتب الثقافى اذ إنها بدأت فى شكل ذهاب بعثة طلابية من المدرسة المباركية للدراسة بالأزهر سنة 1942.

 

وفي 25 أكتوبر 2018 التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مع على محمد ثنيان الغانم رئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت، لبحث مجالات التعاون المشترك. أعلن على الغانم رغبته فى إقامة جامعة دولية فى مصر، تضم عدداً من الكليات مختلفة التخصصات، وذلك بالشراكة مع كبرى الجامعات العالمية، وطلب من رئيس الوزراء تيسير إجراءات الحصول على الأراضي اللازمة لإنشاء الجامعة، وكذا الموافقات المطلوبة من وزارة التعليم العالي. ويقدر عدد الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات المصرية حوالي  20 ألف طالب كويتي.