فضيحة مدوية تطيح بمسؤولة بالبيت الأبيض وتجبرها على الاستقالة

ونشرت صحيفة "باليتوكو"، أخبارا عن توسع مسؤوليات "ويسترهوت" في البيت الأبيض، بما في ذلك تنظيم رحلات خارجية للرئيس، الأمر الذي أدى إلى استياء بعض المسؤولين الآخرين في الإدارة الأمريكية.

وكانت "ويسترهوت"، قد التقت بمجموعة من الصحفيين في مبنى ترامب في ولاية نيو جيرسي، وأخبرتهم عن تفاصيل خاصة بحياة الرئيس الأمريكي، وبدأ بعدها نقاش في البيت الأبيض حول فصلها من عملها، لتقدم هي استقالتها، أمس الخميس.

ووصفت وسائل الإعلام "ويسترهوت"، التي كان مكتبها قبالة المكتب البيضوي، بأنها "كاتمة أسرار ترامب"، وهي تولت هذا المنصب منذ بداية ولايته الرئاسية، فإن ويسترهوت "لن تتمكن من دخول البيت الابيض" بعد الآن.

ونقلت "سي إن إن" عن مسؤول سابق في إدارة ترامب، أن العلاقة بين ويسترهوت والرئيس كانت "وثيقة"، موضحة أن كشف معلومات عن أسرته "خط أحمر" لا يجب تجاوزه.

وأثار تداول وسائل إعلام أمريكية، تفاصيل أنشطة الرئيس دونالد ترامب، وإشارتها إلى وجود ساعات وقت حر طويلة في جدول الأعمال اليومي للرئيس، غضب البيت الأبيض.

جدول أعمال ترامب اليومي
وظهر في جدول الأعمال اليومي للرئيس ترامب، أنه يبدأ نشاطه في حدود الساعة 11 ظهرا ويستقطع وقتا طويلا لمشاهدة التلفزيون وتصفح الصحف والتغريدات.

وأضاف التقرير الذي يغطي ثلاثة أشهر، أن 60% من وقت عمل ترامب مدرج على أنه "وقت تنفيذي" وهو وقت غير منظم ودون نشاط معلن، مما يعني أنه وقت حر لإجراء المكالمات وقراءة الصحف ومشاهدة التلفزيون والتغريد.

وقد نشر التسريب موقع أكسيوس، وهو ما أغضب البيت الأبيض الذي لم ينكر تفاصيل الجدول المسرب لأعمال رئيس أقوى دولة في العالم، قائلاً إن اعتبار كل الوقت التنفيذي الوارد في جدول الأعمال أنه وقت حر ينطوي على كثير من التجني.

وفي معظم الأيام لا يظهر في الجدول أي نشاط للرئيس قبل الساعة 11 صباحا، وهو موعد تلقيه الإيجاز الأمني الذي يستغرق نحو 30 دقيقة، ويقول موقع أكسيوس، إن الأمور بعد ذلك تزداد صعوبة.

ورصد الموقع، 297 ساعة أمضاها ترامب كوقت تنفيذي منذ 7 نوفمبر الماضي، ويشير إلى أن بعض هذا الوقت قد تتخلله اجتماعات لا يرغب ترامب في الإفصاح عنها خشية تسريب تفاصيلها.

وكان العديد من تفاصيل ما يجري داخل البيت الأبيض قد تسربت لوسائل الإعلام؛ مما دفع وزارة العدل في أغسطس 2017، إلى إعلان إجراءات لوقف تسريب المعلومات السرية من المؤسسات الأمريكية خاصة البيت الأبيض.

وقد نددت مادلين ويسترهوت السكرتيرة الشخصية لترامب، بتسريب جدول أعمال الرئيس ووصفته بأنه "سوء استغلال معيب للثقة". 

وقالت في تغريدة على تويتر، "إن الجدول المسرب لا يظهر المكالمات التي يجريها ولا الاجتماعات التي يعقدها الرئيس كل يوم". 

وأضافت في حملة دفاعها عن ترامب، أنه يعمل بجد من أجل الشعب الأمريكي أكثر من أي رئيس آخر في التاريخ.

وأظهر جدول أعمال الرئيس أمس مثلا أن ترامب الذي أمضي نهاية الأسبوع في ملعب الجولف بفلوريدا، قد تلقى الإيجاز الأمني في الساعة 11:45 دقيقة صباحا يعقبه غداء مع نائب الرئيس مايك بنس في الساعة 12:45، دون أن ترد أي نشاطات أخرى.

ومقارنة بأوباما، كان المكتب الصحفي للرئيس السابق يرسل للصحافة كل يوم المناسبات الكبيرة في جدول الأعمال دون تفاصيل كثيرة، ولا يوجد لدى أوباما وقت تنفيذي في جدول أعماله، وكان يتلقى الإيجاز الأمني في الساعة 10:30 صباحا، ويبدأ يوم عمله بفارق ساعة أو أكثر عن ترامب.

ورغم أن الرئيس الأمريكي يستيقظ باكرا فإنه يمضي الساعات الخمس الأولى في مقر إقامته ولا يحضر فيها للبيت الأبيض بل يمضيها في متابعة التلفزيون وقراءة الصحف والتغريدات.

ولم تعتبر وسائل الإعلام ويسترهوت معاونة أساسية في البيت الأبيض لكن استقالتها تضاف إلى قائمة طويلة من الاستقالات منذ انتخاب ترامب في 2016.

هذا وكان قد ارتفع راتب "ويسترهوت"، الموظفة القديمة في مؤسسة الرئاسة من 130 ألف دولار إلى 145 ألفا، بعد أن تم ترقيتها إلى منصب مساعدة خاصة لمدير عمليات المكتب البيضاوي.

وأجريت الانتخابات الأمريكية، في 8 نوفمبر 2016، وفاز فيها المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وأصبح بذلك الرئيس المنتخب الـ45 للبيت الأبيض الأمريكي، بعد حصوله على 304 صوتا من كبار الناخبين، ليتغلب على المرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون.