الإفتاء ترد على سؤال غريب بشأن الموتى (فيديو)

توك شو

دار الإفتاء
دار الإفتاء


وجهت متصلة سؤالا إلى الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، قائلة: "إن والدتها متوفية، وأحيانا يغلبها الشوق إليها، فتقوم بالنداء عليها دون صراخ.. فهل هذا حرام؟".

ومن ناحيته أجاب أحد علماء دار الإفتاء، أن الحديث إلى الموتى في إطار الآداب العامة ليس حرامًا، أي يكون التحدث إليهم دون صراخ أو عويل.

وفي سياق متصل أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، أنَّ زيارة المقابر في يوم العيد، مندوب إليها في جميع الأوقات؛ لأن الأمر بها جاء مطلقًا، فشمل ذلك جميع الأوقات، وتزيد أفضلية زيارتها في الأيام المباركة التي يلتمس فيها مزيد العطاء من الله تعالى، ومنها أيام العيدين.

وبينت دار الإفتاء، في معرض إجابتها عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الإلكتروني، أنَّ زيارة القبور فيها استشعار لمعاني الصلة والبر، والدعاء بالرحمة والمغفرة لمن توفي من الأهل والأقارب، ولكن بشرط أن يُراعَ عدم تعمد إثارة الأحزان، وعدم التلفظ بألفاظ الجاهلية والاعتراض المنهي عنهما.
أوضحت دار الإفتاء، في جوابها، أنَّ الشرع الشريف استحب زيارة القبور ورغب إليها؛ لما في زيارتها من تذكر الاخرة، والزهد في الدنيا الفانية، وترقيق القلوب القاسية، والردع عن المعاصي، وتهوين ما قد يلقاه المرء من المصائب.

واستشهدت دار الإفتاء بما رواه أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة" رواه الإمامان أحمد ومسلم، وأصحاب السنن، وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "نهيتكم عن زيارة القبور، ثم بدا لي أنها ترق القلوب، وتدمع العين، فزوروها، ولا تقولوا هجرا" أخرجه الإمام أحمد في "المسند" واللفظ له، والطبراني في "المعجم الكبير".

كما استشهدت دار الإفتاء بما قاله العلامة المناوي في "فيض القدير": "ليس للقلوب -سيما القاسية- أنفع من زيارة القبور، فزيارتها وذكر الموت يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا، ويهون المصائب، وزيارة القبور تبلغ في دفع رين القلب واستحكام دواعي الذنب ما لا يبلغه غيرها".

وبينت دار الإفتاء، أنه كان نهيه (صلى الله عليه وسلم) عن زيارة القبور حينما كان المسلمون قريبي عهد بالجاهلية، وبأفعالها التي كانت من عاداتهم عند زيارتهم للمقابر؛ من الندب والنواح والتلفظ بألفاظ يرفضها الشرع الشريف، فعندما استقر الإسلام في قلوبهم وزالت رواسب الجاهلية عنهم، أمرهم حينئذ بزيارتها، ورغبهم في ذلك، ونهاهم عما كانوا يفعلونه بها من أفعال الجاهلية.

وتابعت دار الإفتاء: "فالأمر بزيارة القبور بعد النهي عنها جاء مطلقا غير مقيد بوقت دون وقت، ولا حال دون حال، بل جاء مبينا ما في زيارتها من نفع يعود على زائرها، وهو مما ينبغي أن يحرص عليه المسلم دائما؛ فإن في تذكر الاخرة رقة للقلب وارتداعا للنفس عن المعاصي والآثام".