بسبب كلمة في "السيناريو".. فيلم شهير كاد أن يُمنع من العرض (فيديو)

الفجر الفني

السيناريست ممدوح
السيناريست ممدوح الليثي


استطاع الفن المصري أن يحظى بإعجام عدد كبير من نقاد الفن في الوكن العربي، بسبب التنوع الفكري الذي قدمه الفن في الزمن الجميل الذي استطاع أن يؤثر على المجتمع وينتقد العديد من الأساليب الذي كانت تسئ للمجتمع.

تحدث الإعلامي عمرو الليثي عن موقف مثير حدث مع فيلم "ميرامار".

كشف عمرو الليثي أن هناك كلمة في فيلم "ميرامار" كادت تتسبب في منع الرقابة للفيلم بشكل نهائي، وهى الكلمة التي وردت في الفيلم على لسان الفنان يوسف وهبي يقول فيها: "طظ" تعليقا على تقديم يوسف شعبان نفسه بصفته (عضو باللجنة السياسية بالاتحاد الاشتراكي). 

وتابع الليثي: حكي لي والدي المنتج والسيناريست ممدوح الليثى أنه فى أواخر عام 1969 وأوائل عام 1970 كان المخرج كمال الشيخ قد انتهى من إخراج فيلم "ميرامار" الذى كتب له والدى السيناريو والحوار عن قصة أستاذنا الكبير نجيب محفوظ.

وحمل المنتج جمال الليثى والمخرج كمال الشيخ والسيناريست ممدوح الليثي الفيلم إلى مبنى الرقابة على المصنفات الفنية بشارع سليمان باشا، استقبلتهم هناك السيدة اعتدال ممتاز وأوفدت اثنتين من الرقيبات لمشاهدة الفيلم.
وبعد مرور عشر دقائق من المشاهدة نطق الفنان الكبير يوسف وهبى الذى كان يقوم بدور الإقطاعى "طلبة بيه مرزوق" فى الفيلم ـ قائلا: "طظ"، تعليقا على تقديم يوسف شعبان نفسه بصفته (عضو باللجنة السياسية بالاتحاد الاشتراكي"، وشهقت الرقيبتان وانتفضتا من مكانهما وأضاءتا صالة العرض، وأوقفتا عرض الفيلم، وأسرعتا جريًا لرئيستهما تبلغانها بالكارثة بعدها بدقائق نزلت السيدة اعتدال ممتاز من مكتبها وتبعها كل الرقيبات والرقباء العاملين بالرقابة الذين صاروا يتسللون تباعا وفى وجوههم دهشة ووجوم مما سمعوه من الرقيبتين.

أطفأت الأباجورة وقالت لهم السيدة اعتدال ممتاز عفوا سأشاهد الفيلم بنفسى وعادت أجهزة العرض تدير نسخة الفيلم من بدايته ولا تمر خمس دقائق إلا وتضىء السيدة اعتدال ممتاز لمبة الأباجورة التى أمامها لتسجل ملاحظة وظلت هكذا تضىء وتطفئ الأباجورة وأصبح المعدل كل دقيقتين، ثم نظرت إليهم وقالت الملاحظات كتير ولا داعى لإضاءة اللمبة، بعد ذلك لنتركها مطفأة ولنستمتع بالفيلم، وجلست مع جهاز الرقابة يشاهدون الفيلم ويضحكون على قفشات يوسف وهبى وهم يتلفتون حولهم مخافة أن يطب عليهم وكيل الوزارة أو وزير الثقافة.

وفى نفس الوقت شاع خبر "طظ" داخل مبنى مصلحة الاستعلامات الذى يعلو الرقابة، فهبط إلى الصالة عشرات الموظفين والسكرتارية يحاولون معرفة القصة ومشاهدة الفيلم، وهم غير مصدقين، وفى نهاية العرض أعلنت السيدة اعتدال ممتاز قرارها وهو رفض الفيلم بالكامل.

لجأوا إلى الأستاذ حسن عبدالمنعم، وكيل أول الوزارة وللوزير وكان الرد الوحيد هو هذا الفيلم لا يستطيع أحد التصريح بعرضه غير الرئيس جمال عبدالناصر. واتصلوا بمحمود الجيار، سكرتير خاص الرئيس عبدالناصر، وسامى شرف، سكرتيره للمعلومات، وطلبوا منهما إرسال نسخة الفيلم لمنزل الرئيس عبدالناصر بمنشية البكرى.
أرسلوا النسخة وفى كل يوم يتصلون بمحمود الجيار وسامى شرف: إيه الأخبار؟ الرئيس شاهد فصلا من الفيلم ثم ترك القاعة لشعوره بآلام النقرس. إيه الاخبار؟ الرئيس لم يشاهد شيئا اليوم. إيه الأخبار؟ الرئيس شاهد فصلا ونصف فصل من الفيلم.

ونجد تكملة هذه الرواية وما حدث مع الفيلم في حلقة من حلقات برنامج "حوش عيسى" الذي قدمه الإعلامي إيراهيم عيسى، بأنه تم إرسال نسخة من الفيلم للزعيم جمال عبد الناصر، وكشف سامي شرف السكرتير الخاص للرئيس الراحل، في شهادة له، أن عبد الناصر شاهد الفيلم وأقره ووافق عليه، وكلف رئيس مجلس الأمة وقتها محمد أنور السادات أن يشاهد الفيلم.

لافتاً إلى أن السادات ذهب شخصياً إلى الرقابة على المصنفات لمشاهدته، وسأل عن الكاتب نجيب محفوظ مؤلف الفيلم، ولكن الأخير رفض الحضور.

وأكمل: شاهد السادات الفيلم، وأُعجب به، لكنه اعترض على جملة مختلفة تماما عن جملة "طظ في الاتحاد الاشتراكي" وقال: "أنا أعترض على شيء واحد، وهي جملة "تضربوا الستات زي الحيوانات"، وهذه إهانة للمرأة ولا تصلح في الفيلم"...وبالفعل تم حذف هذه الجملة فقط من الفيلم.

فيلم "ميرامار" عرض لأول مرة في 13 أكتوبر 1969، بأوامر من رئيس الجمهورية، وهو من بطولة شادية، ويوسف وهبي، بالإضافة يوسف شعبان، ونادية الجندي، وعماد حمدي، عن قصة بنفس الاسم لنجيب محفوظ، كتب لها السيناريو ممدوح الليثي، وأخرجه كمال الشيخ.