قيادات لبنانية تحذر من تهديدات "نصر الله": تدمر البلاد لصالح إيران

عربي ودولي

ارشيفية
ارشيفية


تباينت آراء السياسيين والمحللين اللبنانيين حول تهديدات أمين عام مليشيا حزب الله حسن نصر الله لإسرائيل.

وبينما اعتبرها البعض تجاوزا للدولة اللبنانية والقرارات الدولية وبمثابة تدمير للبلاد لصالح إيران، قلل آخرون منها باعتبارها مجرد كلام لإرضاء أنصاره.

لم تكد تهدأ الجبهة الجنوبية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية إثر تنفيذ حزب الله عملية، الأحد الماضي، مستهدفا آلية عسكرية إسرائيلية، حتى أطل أمين عام مليشيا حزب الله حسن نصر الله الإثنين، متوعدا مجددا، ومهددا باستهداف عمق إسرائيل، ومؤكدا أنه لم تعد هناك خطوط حمراء وأنه سيتخطي القرار الدولي 1701.

هذه المواقف التي تأتي استكمالا لسياسة حزب الله المتبعة في الفترة الأخيرة، لا سيما منذ سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين فوق معقله في الضاحية الجنوبية.

واعتبر النائب السابق والقيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، حسب تصريحات لـ "العين الإخبارية" أن "كلام نصر الله ليس إلا محاولة منه لإرضاء جمهوره وإظهار نفسه كمنتصر، في حين أنه لا يريد الحرب، وما يدل على هذا الأمر قوله الشيء وعكسه في الوقت عينه، إذ إنه رغم السقف العالي بكلامه يعود ويقول لا نريد الحرب".

وأوضح علوش: "قناعتي هي أن نصر الله وإسرائيل يتصرفان وكأنهما في سوق عبر رفع سقف تهديداتهما، لكن هناك اتفاقا على خطوط اشتباك محددة هي تلك التي رسمها القرار 1701، وكأن هناك تفاهما ضمنيا بين الطرفين على عدم تجاوزها بغض النظر عن كل ما يقولانه".

وأضاف علوش أن "تصعيد نصر الله الكلام ليحاول به إرضاء جمهوره، لكن جمهوره هذا لم يعد يتحمّل الحرب وتداعياتها، وبات يسيطر عليه الإحباط والخوف، وهذا ما عكسته موجة النزوح من بلدات الجنوب والمناطق الحدودية عند تنفيذ عمليته ضد إسرائيل، الأحد الماضي".

من جهة أخرى، يرى علوش أن "مواقف المسؤولين حيال كلام نصر الله هي واقعية، وتهدف إلى التخفيف مما يحصل وعدم تأثيره على الداخل اللبناني".

وأشار إلى أن "مواقف رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، حليفي حزب الله، غير مستغربة وطبيعية، أما مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري لها أسبابها انطلاقا من الواقع القائم اليوم وعدم القدرة على تغيير قواعد اللعبة الإقليمية، بحيث عندما يتخذ القرار الأمريكي لإنهاء حزب الله فعندها لا مواقف الحريري ولا غيرها سيكون لها دور".

في المقابل، لم يجد لبنانيون آخرون في كلام نصر الله إلا إمساكا بالدولة وتفردا بقرار الحرب والسلم.

وفي هذا الإطار، توجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري عبر "تويتر" سائلاً إياهما: "هل أخذتما علما قبل أو بعد كلام نصر الله بإلغاء قرار مجلس الأمن 1701؟ وهل أنتم موافقون على ذلك؟".

بدوره، وصف الوزير السابق أشرف ريفي ردّ حزب الله على إسرائيل بـ"الصوري"، معتبرا أن "الضحية الأولى للتفاهم على هذا الرد هي الدولة بدءا من رأس الهرم، والقرارات الدولية"، معتبرا أن "الدولة تستقيل وتتحول إلى ناطق رسمي لمشروع إقليمي يفاوض بنا وباقتصادنا وبمستقبلنا".

ورأى أن "هذه التبعية والدونية المنفعية لأهل السلطة تدمر لبنان"، لكنه أكد "أن الأولوية اليوم إخراج الوطن من السجن الكبير".

من جهتها، قالت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية مي شدياق إن "حزب الله لا يطلعنا على ما يخطط له".

وأضافت في حديث تلفزيوني: "المشهد بحد ذاته لا يشبه الواقع الاستراتيجي، والتوتر الذي ينشأ عادة عند حصول أي عملية أو عملية مضادة بين حزب الله والعدو الإسرائيلي".

ورأت أن "ما حدث وكأنه بشكل أو بآخر نوع من المسرحية، وكأن الاتصالات الدولية أدت إلى لجم الأمور، وما نراه هو لعب على حافة الهاوية بين الطرفين، ووضع لبنان في موقف لا يحسد عليه، لأن تطور الأمور يمكن أن يوصلنا إلى حالة مشابهة لحرب 2006".

ولم يكن موقف النائب السابق فارس سعيد مختلفا، بحيث علّق على كلام نصر الله، معتبرا أن "لبنان تحت وصاية إيران، ومن يريد استرجاعه عليه خوض معركة استقلال سياسية سلمية شعبية إعلاميّة".

وأضاف، في تصريحات صحفية، أنه "في 1 سبتمبر/أيلول 1920 أعلنت دولة لبنان الكبيرة، وفي 1 سبتمبر/أيلول 2019 أعلن حزب الله انتصاره على إسرائيل".

وتوجّه إلى نصر الله بالقول: "صنعنا لبنان وأنتم تدمرونه من أجل إيران.. نحن انتصرنا للدولة اللبنانية، وأنتم تقاتلون لدولة إيران وستخسرون حتماً".

وأضاف: "يحاول حزب الله اليوم حكم لبنان على قاعدة أنه انتزع انتصارا على إسرائيل".

وفي سياق متصل، أصدرت "كتلة المستقبل" النيابية موقفا حيال التصعيد العسكري الأخير، إذ ومع إدانتها للاعتداءات والخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، أكدت أن "اللبنانيين مكلفون بالدفاع عن أرضهم وسيادتهم تحت سقف الدولة ومؤسساتها الشرعية، وهم لن يشكلوا غطاء لأي حروب بالوكالة من أي نوع كانت ولأي أهداف تخرج عن نطاق المصلحة الوطنية اللبنانية".

وعبرت "الكتلة" عن "الاطمئنان للمسار الذي اعتمدته الحكومة في هذا الشأن وللجهود التي تولاها رئيس مجلس الوزراء الذي أمسك بزمام الاتصالات الدولية والعربية وعمل بالتنسيق مع رئيسي الجمهورية ومجلس النواب على تجنيب لبنان والمنطقة حربا مجهولة الأبعاد".

وطالبت المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان بـ"الوفاء بالتزاماتهم تجاه حماية القرار 10701 وممارسة كل أشكال التدخل لوقف مسلسل الخروقات الإسرائيلية وتجنيب المنطقة مزيدا من حلقات التدهور العسكري".

وكانت مجموعة من "حزب الله" استهدفت، الأحد، آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم داخل إسرائيل، رداً على مقتل عنصرين له في قصف إسرائيلي في سوريا.

ورد الجيش الإسرائيلي بشن هجمات على أهداف للحزب، ما أدى إلى توتّر على الحدود من الجهتين، ما استدعى قيام الحريري باتصالات دولية قبل أن تهدأ الأمور لساعات ويعود نصر الله، مساء الإثنين، ويطلق مواقفه التصعيدية.