د.حماد عبدالله يكتب: الدوله "اليهودية" والفاتيكان!!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله -
د.حماد عبدالله - أرشيفية


      
هذه الدوله التي زُرِعَتْ بين أضلاع الأمه العربية وهذه القضية المتنامية في المنطقة والعالم ، والتي مرت بمراحل زمنية  وحقبات سياسية متنوعة ، ومواجهات متعددة مرات بالحروب المباشرة ، ومرات بحروب الجواسييس والمعلومات ، ومرات بالمفاوضات الشرِسهَ ، وقليل من الأتفاق علي مباديء السلام ، وأيضاً البعض من المحاكم الدولية ، وكل تلك التفاعلات منذ الأعلان عن إنشاء دولة أسرائيل علي أراضي عربية ، ومازالت وحتي اليوم ، تلك التفاعلات تجري تحت سطوة من الولايات المتحدة الأمريكية وتمثيل شرفى للأتحاد الأوربي ، ودور متضائل لروسيا ( الأتحاد السوفيتي القوي سابقاً ) !!
ولعل بقرائة في التاريخ السياسي لهذه القضية ( قضية فلسطين ) نجد بأن العرب كانوا دائماً الأقل حظاً والأقل توفيقاً في أتخاذهم لقرارات أو مبادرات أو حتي في مواجهات كانت هي الأجدر والأكثر قدرة حينها علي جلب مكاسب لهم ، ( العرب ) ، ولكن كان الأصرار دائماً من العرب علي أن يأخذوا كل شيء أو لا شيء !!
في الوقت الذي أستطاعوا فيه اليهود أن يأخذوا أي شيء لحين الحصول علي كل شيء !!


هذا هو الفرق بين فريقي تلك القضية ، ومع ذلك فأن الموقف اليوم أسوأ بكثير جداً من عام 1948 عقب صدور قرار التقسيم من الأمم المتحده عقب الحرب التي تجمدت وأعلنت الهدنة، وكذلك الموقف اليوم أيضاً أسوأ بكثير مما توصلنا إليه في محادثات عام 1979 ، ودعوة الفلسطينيون لطاولة مفاوضات مينا هاوس ، عقب أتفاق "كامب ديفيد" وكذلك الوضع أسوأ مما هو كان عليه عام 2002 في شرم الشيخ بين ( ياسر عرفات وباراك وكلينتون ) وأيضاً الأشراف والدفع والألحاح من المصريين علي فض هذا النزاع بصورة عادله ، وحتي (بنظام القطعة – قطعة) إلا أن الوضع اليوم أسوأ بكثير جداً مما كنا عليه في مواقف سابقة ، ولعل الأسوأ اليوم هو مايحاول "نتن ياهو" وحكومته فرضة علي الموقف السياسي وهو القبول بأسرائيل علي أنها ( دولة يهودية ) أي دوله دينية ، وكأنها مجمع 
( الفاتيكان ) الحائز علي مساحة من العاصمة الإيطالية "روما" ، وليست لدولة كاملة لها سيادة وسلاح وقوة عسكرية تعد من الأكثر شراسة في العالم ..!!
ومع ذلك فأن الدولة "العبرية" في الأراضي"العربية" ، ستظل دائماً شوكة في حلق هذا الوطن الكبير ، ولن يتحقق سلام طالما أن تلك الدولة الناشئة هي غريبة عن المنطقة وعن أهلها ، ولن تعيش تلك الدولة في سلام ، طالما أن هناك حقوق لشعب  "فلسطين " وأيضاً لمسلمي ومسيحي العالم مغتصبة من تلك العصابة العنصرية والتي تدعو لدولة يهودية وهذا مالم يحدث في التاريخ القديم أو المعاصر !!