شيخ الأزهر يستقبل رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي

أخبار مصر

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء


استقبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء،  الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، يرافقه  عبد السلام العبادي، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وذلك على هامش مشاركتهم في الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال.

قال فضيلة الإمام الأكبر إن الجهود الإنسانية الكبيرة التي يبذلها الفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال من أجل إنقاذ أطفال أفريقيا وآسيا  من مرض  شلل الأطفال هو عمل إنساني نبيل، مبديًا استعداد الأزهر الشريف لتقديم كافة أوجه الدعم  للفريق الاستشاري من أجل مضاعفة الجهود المبذولة للقضاء على مرض شلل الأطفال.

من جانبه أعرب رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي عن خالص شكره وتقديره لفضيلة الإمام الأكبر، لرعايته  ودعمه الدائم لأنشطة الفريق الاستشاري لاستئصال شلل الأطفال، مشيدًا بدور الأزهر الشريف في محاربة الأمراض التي تفتك بالمنطقة؛ بما يعود بالخير على الإنسانية كافة.

يشار إلى أن الأزهر الشريف، احتضن اليوم، فعاليات الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال، وذلك بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، لمناقشة التقدم المحرز والتحديات الماثلة بالدول الموبوءة والمعرضة لخطر ذلك المرض خلال عام 2019، في كل من أفغانستان وباكستان والصومال، وتسليط الضوء على جهود الفريق الاستشاري في مواجهة الأباطيل والمفاهيم الخاطئة والمعلومات الزائفة والشائعات التي تطال اللقاح المضاد لشلل الأطفال وسائر المبادرات المعنية بصحة الأمهات والأطفال.


وكان الدكتور شوقي علام – مفتي الجمهورية – قد أكد أن الاجتماع والتعاون من أجل القضاء على الأمراض ومنها مرض شلل الأطفال هو تحقيق لمقاصد الشريعة الغراء السمحة لحفظ النفوس وما يصلحها كلًّا أو جزءًا، وتطبيق لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي اهتم بشأن الضعفاء والمرضى من قبل بعثته صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويعين على نوائب الدهر.

وأضاف في كلمته -التي ألقاها خلال مشاركته في فعاليات الاجتماع السنوي السادس للفريق الاستشاري الإسلامي المعني باستئصال شلل الأطفال – أنه إذا كنا ننظر إلى مرض شلل الأطفال وغيره من الأمراض على أنها ضرر يجب دفعه بكافة الوسائل العلمية، فإننا لا ننسى أن لله تعالى حكمة بالغة في ابتلاء بعض الناس لرفع درجاتهم ودرجات من يتضرر بهذا الابتلاء معهم، فالإنسان المريض -وخاصة فلذات الأكباد- لا يتحملون وحدهم تبعة المرض، بل يعاني الآباء والأمهات أيضًا معاناة نفسية ومادية كبيرة تستحق منا أن نقف بجانبهم من أجل تقديم الدعم والمساعدة حتى يتحرر أطفالنا من هذا القيد الخبيث.

وثمَّن المفتي عقد هذا المؤتمر تحت رعاية  الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تبنى عددًا من المبادرات الصحية التي اهتمت بمقاومة العديد من الأمراض المزمنة وعلاجها بالمجان لكافة المصريين، لافتًا إلى أن هذه الجهود الجبارة التي يقودها الرؤساء والعلماء والدول في سبيل إصلاح المجتمع وتقويته بإصلاح صحة أبنائه وتقوية بنيانهم، من شأنها أن تثمر صحة وعافية لأفراد هذه المجتمعات، ولأن المجتمع هو مجموع أفراده فإن قوته في سلامة أفراده، ولأن كل الجهود التي تقودها هذه الدول في النهضة بالصناعة أو بالتعليم أو بالاقتصاد أو بالتكنولوجيا، تصبح هباء منثورًا إذا لم تُبنَ على قاعدة علمية قوية من الاهتمام بصحة هؤلاء الأفراد، وخاصة الأطفال الصغار.

وأشار إلى أن اجتماع العلماء لهذه الغايات السامية فيه تطبيق لسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وتفعيل لمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة، وإحياء لمعنى الدين الصحيح في وعي هذه الأمة وضميرها؛ إذ إن كثيرًا من القاصرين الذين حصروا الدين في قضايا ضيقة، قد حصروا دور المؤسسات الدينية في الدوران في فلك هذه القضايا لا تجاوزها ولا تبارحها، وشغلوا الأمة بهذه القضايا، وصوروا للناس أن العلماء الذين يهتمون بالقضايا الإنسانية العامة كالصحة والتعليم والبناء والحضارة والتنمية والثقافة والتعايش السلمي بين الشعوب قد ابتعدوا عن وظيفتهم الدينية.

وأوضح مفتي الجمهورية أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تبين أن علماء الأمة إذ يهتمون بتلك القضايا إنما هم يُحيون سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وأرسله الله عز وجل بشيرًا ونذيرًا للناس أجمعين.

واختتم مفتي الجمهورية كلمته بقوله: "إن العمل على مقاومة هذه الأمراض الفتاكة ينقذ الأمة من حالة الضعف والقعود والركود، فلا خير في أمة يفتك المرض بأبنائها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خير".