استكمال الأعمال الدورية لصيانة الكعبة المشرفة

السعودية

أعمال صيانة للكعبة
أعمال صيانة للكعبة المشرفة


استكملت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في الإدارة العامة للمشاريع "قسم الصيانة"، الأعمال الدورية لصيانة الكعبة المشرفة، التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.

وشملت أعمال الصيانة جدران الكعبة المشرفة في معالجة حواف وحجر الجدران في بعض المناطق ومعالجة بعض التشققات الموجودة في العراميس باستخدام مواد مخصصة وذات جودة عالية لضمان وسلامة الكعبة.

كما جرى أعمال تذهيب حلقات تثبيت ثوب الكعبة، وذلك استعدادًا لإسدال ثوب الكعبة بعد انتهاء موسم الحج.

يذكر أن الرئاسة تستخدم أحدث التقنيات وأفضل المواد بالمواصفات العالمية في تنفيذها لأعمال صيانة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وذلك لما توليه حكومة المملكة من عناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما وبالكعبة المشرفة على مدى عقود عديدة.

والكعبة المشرفة هي البيت العتيق وقبلة المسلمين والذي رفع قواعده أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام وعن ذلك قال الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

وللكعبة أسرار لا يعرفها الكثيرون وعبر التاريخ كانت الكعبة لها عناية خاصة قبل الإسلام وبعده، حيث اهتم بها وبعمارتها وصيانتها الحكام المسلمين على مر العصور، وفي هذا الموضوع نستعرض بعضًا من أسرار الكعبة.

أول من رفع قواعد الكعبة المشرفة هو نبي الله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام بمساعدة ابنه إسماعيل، ثم أعاد بناءها قريش قبل 5 سنوات من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووضع النبي الحجر الأسود فيها بيديه، وأعيد بناءها ما يقرب من 10 مرات على مر التاريخ أبرزها بناء عبدالله بن الزبير عام 65 هجريًا، وبعدها بعام أعاد بناءها الحجاج، وأخيرًا أعاد صيانتها وبنائها السلطان العثماني مراد الرابع عام 1040 هجريًا بعد أن أصابها سيل عظيم. حسبما ذكر الإمام ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".

بنيت الكعبة بأكثر من 1614 حجرًا في بناءها الأخير الذي هي عليه الآن.

تم الاستعانة بمهندسين مصريين في إعادة بناء وإعمار الكعبة المشرفة وقامووا بإعادة بناءها وفق الشكل الأصلي واستغرقت عمارتها حوالي 6 أشهر، وذلك في عهد محمد علي باشا والي مصر في ذلك الوقت تحت خلافة السلطان مراد الرابع السلطان العثماني بعد أن أصابت السيول الكعبة وأضعفت بنيانها بشكل كبير.

في إعمار السلطان مراد الرابع أحضر حجارتها التي استخدمت في بناء ما تهدم من الكعبة المشرفة من منطقة "الشبيكة" القريبة من الكعبة المشرفة، لذلك تسمى أحجار "شبيكية".

كان باب الكعبة مصنوعًا من خشب "الآس" الأسود وملاصقًا للأرض، وفي العهد السعودي تم تركيب بابين جديدين الأول في عهد الملك عبدالعزيز عام 1944 ميلاديًا وكان من الألومنيوم بسمك 2.5 سم، وارتفاعه 3.10 متر، وكان مدعمًا بقضبان من الحديد، وتمت تغطية الوجه الخارجي له بألواح من الفضة المطلية بالذهب، وزُين بأسماء الله الحسنى.

في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، تمت صناعة باب جديد للكعبة المشرفة عام 1976، صممه المهندس المصري منير الجندي، وقد صُنع من الذهب الخالص عيار 99.99، حيث بلغ مقدار الذهب المستخدم فيه حوالي 280 كيلو جراما.

قام المهندس المصري منير الجندي باستخدام أحدث الطرق التقنية في الهيكل الإنشائي لباب الكعبة المشرفة للتوصل إلى درجة عالية من المتانة والجودة؛ ليقوم الباب بوظيفته دون الاحتياج إلى الصيانة الدورية.

تكلفت صناعة بابي الكعبة المشرفة وباب التوبة الداخلي حوالي: (13.420.000) ريال في ذلك الوقت، واستغرق العمل 12 شهرًا حيث بدأ العمل في غرة ذي الحجة 1398، وأُقيمت ورشة خاصة لصناعتهما.

في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، تم تغيير الأعمدة الثلاثة الخشبية التي صمدت لأكثر من 1200 عاما قبل أن تتآكل بفعل الزمن، ضمن عملية ترميم شاملة أزيل خلالها سقف الكعبة وأعيد بناؤه ورممت أحجار متآكلة ودعمت الأرضية بالرخام.

الأعمدة الجديدة صنعت من خشب "التيك" الصلب جلبت من بورما (ميانمار) حاليًا، ويتميز هذا النوع من الأخشاب بثبات شكله بعد الاستخدام ومقاومته الشديدة للعوامل الجوية مثل الحرارة والرطوبة والماء.