"من فرحة الولادة للعناية المركزة".. القصة الكاملة لهندية وضعت توأمًا بعد 74 عامًا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


انبهر العالم بمن كان حلمها في عمر المراهقة أن تصبح أما، ولو لطفل واحد على الأكثر، إلا أن سنوات الشباب ولت مع محاولاتها التي بدأت منذ زواجها بعمر 17 عام من هندي مثلها، وكانت تنتهي منذ 1962 بفشل يليه الإحباط، برغم ارتيادها لعدد من العيادات، زارت فيها أطباء مختصين، إلى أن أثمر عنادErramatti Mangaymma المعزز بأمل مرفق بصبر جميل دائما، مع العلاج بتقنية التلقيح الاصطناعي، عن تحقيق الحلم مضاعفًا.

اليوم المعهود
الخميس 5 سبتمبر2019 تحقق الحلم والإعجاز العالمي، ففيه وضعت البالغة 74 عاما توأما من ابنتين، وأصبحت أكبر أم سنا في التاريخ، بعد أن مرت بمرحلة انقطاع الطمث قبل 30 عاما.

تحطيم الرقم القياسي
بوضعها مولودتيها، وهي بعمر متقدم، لم تسبقها إليه أي امرأة قبل الآن، انتزعت "إرّاماتي" رقما قياسيا كان لمواطنتها الهندية Daljinder Kaur التي احتلت مكانا بارزا في كتاب Guinness الأميركي للأرقام القياسية، حين وضعت بعد سنوات من العلاج التلقيحي نفسه، مولودا سمته Armaan وأبصر النور في أبريل 2016 حين كانت بعمر 72 سنة تقريبا.

كما تجاوزت الرقم القياسي الحالي المسجل لأكبر أم تنجب، وهي ماريا ديل كارمن بوسادا دي لارا، التي أنجبت توأما من الصبيان قبل الأوان في عمر الـ66، ولكنها اعترفت بالكذب بشأن سنها لتلقي علاج الخصوبة في عيادة بولاية لوس أنجلوس، في عام 2006.

شعور الأم بعد الولادة
بعد ولادة التوأم في مدينة Guntur الواقعة في أقصى الجنوب الهندي، حيث ولاية Andhra Pradesh الممتدة على ساحل خليج البنغال، قالت الأم "أنا سعيدة جدا، لكني لا أتمكن من وصف شعوري بالكلمات عن هاتين الابنتين، سوى أنهما تكملاني، وتنهيان مرحلة انتظار عشتها طوال 6 عقود، لكن لن يعتبرني أحدا عاقرا لا أنجب بعد الآن"، في إشارة إلى ما كانت تشعر به من إحباط وألم نفسي، ناتجين عن إحساسها بأنها ربما كانت السبب في بقاء زوجها المزارع Raja Rao البالغ 78 عام، من دون أبناء خلال تلك المدة الطويلة، لذلك قال: "أشعر بسعادة كبيرة، لأن ابنتينا تنهيان كل ما كنا نشعر به من ألم نفسي"، بحسب تعبيره.

لحظات الفرح لم تدوم 
بعد يوم واحدا فقط من ولادة الطفلتين دخل والدهما المزارع Raja Rao البالغ 78 عاما إلى العناية المركزة بعد تأثره بأزمة قلبية حادة مفاجئة، لتتوقف فرحته بتوأميه الذي انتظرهما منذ 60 عاما.

لم تلبث الأم طويلا ولحقت بزوجها، سيتاراما راجاراو، إلى غرفة العناية المركزة، في أسباب غامضة، في نفس المستشفى في مدينة جنتر بولاية أندرا براديش، جنوب الهند، بعد الانتظار أكثر من 6 عقود لترى إماراتي مانجاياما أطفالها أمام عينيها.

التقارير لم تذكر سبب دخول الأم إلى العناية المركزة، كما لم يتم الإعلان عن أي تقدم في الحالة الصحية للأب العجوز، الذى كان قد عبر عن سعادته بعد ولادة طفلتيه، وقال بعد الولادة مباشرة إنهما أسعد زوجين على وجه الأرض.

صحة الرضيعتين
وعن الأطفال أشارت التقارير الطبية أنهن بصحة جيدة رغم كبر سن الأم، وذلك لمكوث أكبر أم بالعالم طيلة فترة الحمل بالمستشفى بعد عملية التلقيح الصناعي تحت الرعاية الطبية الشديدة، بالإضافة إلى الحالة الصجية الجيدة التي كانت تتمتع بها فالأم رغم كبر عمرها إلا أنها لم تكن تعاني من أي أمراض في حين صرح مدير المشفى إن العملية الجراحية مرت بكل سهولة، وأن كلاً من الأم والرضيعتين يتمتعون بصحة جيدة وليس لديهم أى مضاعفات.

جدل
وكان حمل المرأة آثار جدلا واسعا في الهند، وانتقد كثيرون قرار الحمل، على اعتبار أن الأبوين لن يكونا قادرين على رعاية المولودتين نظرا للتقدم الكبير في العمر. أما المدافعون عن قرار الحمل، فقالوا إن من حق المرأة أن تحمل وتنجب رغم التقدم في السن، لا سيما وأن الأمر يتعلق بحلم عمره نصف قرن.