"موضة أم قرار".. ما وراء اعتزال الفنانين بطريقة مفاجئة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


مفاجآت من العيار الثقيل، يفجرها الفنانون من صناع الدراما وأهل الغناء بين فترة وأخرى، حتى بات الاعتزال العامل المشترك بين هذه المفاجآت، ليصحو الجمهور على قرار أحدهم بالاعتزال، ويغفو على عودة آخر في اليوم التالي، وهو ما يجعل من قرار الاعتزال أشبه بعاصفة احتجاج في الوسط الفني، في وقت يتخذه البعض وسيلة لقياس ردات فعل الجمهور إزاء قراراتهم.

إليسا 
ومع الفنانة اللبنانية إليسا، كان الوسط الفني مع حلقة جديدة من حلقات مسلسل اعتزال أهل الفن، بعد إعلانها الشهر الماضي، اعتزالها الغناء رغم أنها لا تزال في وهج نجوميتها، ذلك القرار شكل صدمة لجمهورها.

إليسا لم تكشف حقيقة الدوافع التي أجبرتها على هذا الإعلان، مكتفية بتشبيه الساحة الموسيقية بـ"المافيا"، تاركة بذلك الجمهور في حالة حيرة وتساؤل حول إن كانت الأيام المقبلة ستشهد تراجعها عن قرارها أم سيظل صامداً.

شيرين عبد الوهاب
وأعاد قرار اعتزال إليسا للأذهان، القرارات المفاجئة السابقة التي أصدرها مطربون مصريون خلال السنوات الماضية، فقد سلكت هذا الطريق المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب التي بدا قرار الاعتزال بالنسبة لها، أشبه بـ"استراحة "بعد أن واجهت في سنواتها الأخيرة، مجموعة من الإشكاليات والأزمات التي وضعتها في مواجهة المحاكم، لتعود مجدداً إلى الغناء بعد تمكنها من تجاوز أزماتها، الأمر الذي أثبت أن قرارها بالاعتزال لم يكن قادراً على الصمود طويلاً.

هاني شاكر
وفي عام 2011 ذكرت وسائل إعلام مصرية أن الفنان المصري هاني شاكر أعلن اعتزاله الغناء عقب وفاة ابنته، لكنه عاد مرة أخرى للغناء "وفاءً لابنته" و"استجابة للجمهور"، وفق تعبيره. ثم أصبح نقيباً للموسيقيين لدورتين متتاليتين، وهو ما كرره أيضاً الفنان محمد الحلو، الذي اعتزل أياماً عدة، وتراجع عن قراره للسبب نفسه، وهو "حب الجمهور".

على غرار المطربة شيرين، والملحن عمرو مصطفى، ومن قبلهما محمد الحلو، وهاني شاكر، وغيرهم، ورغم اختلاف ظروف وملابسات قرار اعتزالهم، فإنهم تراجعوا جميعاً عن الاعتزال وعادوا للغناء والتلحين، بعد حدوث زخم إعلامي كبير حولهم.

عابد فهد 
وقبل نهاية الموسم الدرامي الرمضاني السابق، حتى أطل الفنان السوري عابد فهد على الملأ ليعلن هو الآخر أنه أصبح قريباً من الاعتزال، فهد قال إنه "أصبح يشعر بملل من الدراما التلفزيونية، وذلك ربما يكون نتيجة الإرهاق أو التراكم"، معتبراً أن صناعة الدراما التلفزيونية تحتاج إلى إعادة نظر، لا سيما وأن ظروف الإنتاج لم تعد تليق بالمستوى الذي يقدمه الفنانون والفنيون على حد سواء.

أمل عرفة
الظروف التي تحدث عنها فهد، لم تكن ذاتها التي صادفت مواطنته أمل عرفة التي أعلنت هي الأخرى قبل أشهر اعتزالها الحياة الفنية، ليبدو أن قرارها كان "انفعالياً"، ونتيجة مباشرة لكمِّ النقد الذي تعرضت له عرفة في مسلسل "سايكو" الذي لم يلق نجاحاً ملحوظاً، حيث بدا قرارها بحثاً عن "فترة استراحة" تمكنها من لملمة أوراقها وإعادة ترتيبها مجدداً.

الاعتزال من أجل إصلاح الوضع
على الساحة الفنية العربية، بدا قرار الاعتزال بالنسبة لبعض الفنانين، طريقة لوضع الإصبع على مواطن الخلل، كما فعلت الفنانة سميرة أحمد، التي أعلنت اعتزالها، ليشكل ذلك خسارة فادحة للساحة الفنية الإماراتية، حيث برَّرت سميرة أحمد خطوتها هذه بـ"عدم قدرتها على الصبر، وإصابتها بحالة حادة من الإحباط والتعب، ومعاناتها من تجاهل المؤسسات الإعلامية لمجمل ما قدمته من أعمال درامية". ولم تتراجع "سميرة" عن قرارها حتى اللحظة، ليبدو أنه جاء عن قناعة تامة، وتفكير ملي، وليس مجرد عاصفة فنية لإثارة الاهتمام.

ويؤكد نقاد موسيقيون أن اتجاه بعض المطربين إلى إعلان اعتزالهم الغناء بشكل مفاجئ يعود إلى أمرين، الأول هو اختبار درجة نجوميتهم وشعبيتهم وقياس مدى حب الجمهور لهم، والأمر الآخر للضغط على شركات التوزيع والإنتاج.