الرئيس الأمريكي يحث الدول الأوروبية على استعادة "دواعشهم"

عربي ودولي

دونالد ترامب
دونالد ترامب


حث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، الحكومات الأوروبية على استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم "داعش" وتم اعتقالهم من قبل الولايات المتحدة.

وفي تصريحات صحفية قال ترامب في البيت الأبيض: "في يوم من الأيام سأضطر للقول: أرجو المعذرة.. لكن عليكم استعادتهم، وإلا فسنطلق سراحهم على حدودكم". وأضاف أن الأوروبيين سيضطرون في هذه الحالة "للقبض على هؤلاء من جديد".

وتابع ترامب أن الولايات المتحدة قدمت "خدمة كبيرة للجميع" عندما أسرت هؤلاء المسلحين، لكنها لم تعد تستطيع تحمل عبء تكاليف اعتقالهم التي تقدر بـ "مليارات الدولارات".

ودعا ترامب مرارا الدول الأوروبية إلى استعادة 1.8 ألف من مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف "داعش" في سوريا والعراق من أجل مقاضاتهم في أوطانهم. وأبدت دول أوروبية عدة معارضتها لهذه الفكرة، من بينها بريطانيا التي قالت إن المسلحين يجب أن يمثلوا أمام القضاة في البلدان التي ارتكبت جرائمهم فيها.

وفي ديسمبر الماضي، أعلن ترامب أنه قرر سحب العسكريين الأمريكيين من سوريا، موضحا أن هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي في هذه البلاد تجعل بقاءهم هناك أمرا غير مجد.

من هو تنظيم داعش
ظهر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) للمرة الاولى في ابريل 2013، وقدم على انه نتيجة اندماج بين تنظيمي "دولة العراق الاسلامية" التابع لـ "القاعدة" و"جبهة النصرة" السورية، الا ان هذه الاخيرة رفضت الاندماج على الفور، ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في يناير 2014 لا تزال مستمرة بتقطع حتى اليوم.

واعترض "داعش" علناً على سلطة زعيم تنظيم "القاعدة" ايمن الظواهري ورفض الاستجابة لدعوته الى التركيز على العراق وترك سورية لجبهة "النصرة".

وكان "داعش" يعمل في بداياته في العراق تحت إسم "جماعة التوحيد والجهاد" ثم تحول الى تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" بعد تولي ابو مصعب الزرقاوي قيادته في 2004 ومبايعته زعيم "القاعدة" السابق اسامة بن لادن. واشتهر التنظيم الجديد ببث مقاطع فيديو على شبكة الانترنت تظهر اعدامات وقطع رؤوس.

وبعد مقتل الزرقاوي في يونيو 2006 على يد القوات الاميركية في العراق، انتخب التنظيم "ابي حمزة المهاجر" زعيما له. وبعد اشهر اعلن تشكيل "دولة العراق الاسلامية" بزعامة "ابي عمر البغدادي". لكن القوات الاميركية تمكنت في ابريل 2010 من قتل البغدادي ومساعده ابي حمزة، فاختار التنظيم "ابا بكر البغدادي" خليفة له. 

وخلال الفترة الممتدة بين العامين 2006 و 2010 تمكنت القوات الاميركية والعراقية من اضعاف التنظيم بشكل كبير، بعدما شكلت قوات "الصحوة" العراقية من مقاتلي العشائر في المناطق السنية، وقتلت او اعتقلت 34 من كبار قيادييه.

وبعد انسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية 2011، شن "دولة العراق الاسلامية" حملة تفجيرات عنيفة في المدن العراقية وخصوصا في العاصمة بغداد، حصدت آلاف الضحايا. وعرض الاميركيون مبلغ 10 ملايين دولار مكافأة للقبض على البغدادي او قتله. ورد التنظيم بحملة اطلق عليها "كسر الجدران" شملت عشرات الهجمات على السجون العراقية وادت الى الافراج عن المئات من معتقليه، وخصوصاً من سجني التاجي وأبو غريب الشهير.

وفي ابريل 2013 اعلن ابو بكر البغدادي في تسجيل صوتي ان جبهة "النصرة" هي امتداد لتنظيمه، واعلن دمج التنظيمين تحت مسمى واحد هو "الدولة الاسلامية في العراق والشام". لكن "النصرة" سارعت في اليوم التالي الى رفض عرض الاندماج.

وبعد اعلانه عن الاندماج الذي لم يكتمل، قرر البغدادي نقل نشاط تنظيمه الى سورية، حيث سيطر على اقليمي الرقة ودير الزور واستعاد اسلوب الزرقاوي بتنفيذ اعدامات بحق عناصر من جماعات اخرى منافسة وقطع رؤوسهم في الساحات العامة.

وسرعان ما بدأ التنظيم في خوض معارك على اكثر من جبهة في الداخل السوري، واحدة ضد "النصرة" وثانية ضد "الجيش السوري الحر" التابع لائتلاف المعارضة السورية، وثالثة ضد الاكراد السوريين الذين قرروا اقامة نوع من "الحكم الذاتي" في مناطقهم في شمال سورية. وفي فبراير الماضي، تمكن مقاتلو "داعش" من اغتيال ممثل الظواهري في سورية المدعو "ابو خالد السوري" بتفجير مقره في مدينة حلب.

وباشر التنظيم بعد وقت قصير من إعلان "دولة الخلافة" تهجير المسيحيين من الموصل الى مناطق بغداد والمناطق الكردية في شمال العراق، ثم لم يلبث أن بدأ في اعتقال الضباط السابقين في الجيش العراقي ما أدى الى توتر كبير مع "حزب البعث" العراقي واندلاع اشتباكات بين الجانبين يحتمل أن تتوسع.

وبعد هذا التمدد الجغرافي الكبير للتنظيم، اعتمد التنظيم تنويع مصادر دخله لتمويل عملياته ودفع رواتب مقاتليه، وصار يبيع باسعار منخفضة النفط الخام والبنزين من الحقول والمصافي النفطية التي استولى عليها في سورية والعراق على السواء. كما فرض رسوما على محطات بيع الوقود بالتجزئة، وعلى المركبات والشاحنات التي تنقل بضائع الى مناطق سيطرته.

ويقدر الباحث في مركز "بروكينغز" في الدوحة تشارلز ليستر أعداد المقاتلين المنضوين في تنظيم "الدولة الاسلامية" بما بين خمسة وستة آلاف مقاتل في العراق وسبعة آلاف في سورية. لكن لم تؤكد مصادر اخرى هذه الارقام.

وفي ما يتعلق بالجنسيات، يقول الخبير في الحركات الاسلامية رومان كاييه من "المعهد الفرنسي للشرق الاوسط" أن معظم المقاتلين على الارض في سورية، هم من الجنسية السورية، لكن قادتهم يأتون غالباً من الخارج بعدما اكتسبوا خبرة قتالية في العراق والشيشان وافغانستان. اما في العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين.

ويضم التنظيم قرابة الفي مقاتل من اصل مغربي من الناطقين بالفرنسية قدموا من فرنسا وبلجيكا، وبينهم خمسة يتولون مناصب قيادية.