قطر ترعى لقاءات في عمان تمثل بداية لصراع جديد في اليمن

عربي ودولي

أمير قطر
أمير قطر


ترعى قطر سلسلة لقاءات في سلطنة عمان، ضمت قيادات في الشرعية وميليشيا الحوثي الإنقلابية والحراك الجنوبي جناح إيران، حسبما قالت مصادر سياسية.

 

وتزامنت هذه التصريحات مع وصول نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبدالعزيز جباري ونائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أحمد الميسري ووزير النقل صالح الجبواني إلى مسقط، السبت، في زيارة سرية بعد إعلانهم عن تشكيل ما وصفوه بالجبهة الوطنية للإنقاذ التي تبنت في البيان الأول لها مصفوفة من الأهداف المعادية للتحالف العربي والتي تلمح إلى التقارب مع الحوثيين وقطر.

 

ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن تلك المصادر، أن المسؤولين الثلاثة بعد الكشف عن زيارتهم وتسريب العمانيين معلومات عنها إلى وسائل الإعلام بهدف وضعهم في زاوية ضيقة في مواجهة التحالف بقيادة السعودية، لجأوا إلى نشر خبر ملتبس في موقع وزارة الداخلية اليمنية على الإنترنت، وصف الزيارة بالرسمية وأنها “ستستغرق بضعة أيام وذلك للتباحث مع الأشقاء في سلطنة عمان حول آخر المستجدات في اليمن”.

 

وذكر خبر الداخلية أن “الوفد الذي يرأسه الميسري بمرافقة وزير النقل صالح الجبواني وعبدالعزيز جباري نائب رئيس مجلس النواب، سيجري سلسلة لقاءات هامة مع القيادة العمانية في عدد من الملفات الهامة وستتم مناقشة آخر مستجدات الأوضاع في الشأن اليمني”.

 

وفيما نفت مصادر مقربة من رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك إطلاع الحكومة على الزيارة أو علمها المسبق بها، أكدت مصادر يمنية أخرى أن الزيارة تمت بإيعاز من دوائر مؤثرة في الرئاسة اليمنية ومكتب نائب الرئيس علي محسن صالح الأحمر، بهدف الضغط على السعودية وإفشال اتفاق جدة والتلويح بوجود بدائل في حال وصلت العلاقة بين الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية إلى طريق مسدود.

 

وتعالت في الآونة الأخيرة الأصوات المطالبة بتكوين تحالفات جديدة بين الشرعية التي يهمين عليها الإخوان وتركيا وقطر وسلطنة عمان، كما شرع مسؤولون في الشرعية بمهاجمة السعودية بعد أن كان هجومهم يقتصر على دولة الإمارات.

 

 وبحسب مصادر مطلعة، فقد دعمت الدوحة ومسقط إنشاء تكتل جنوبي مناهض للتحالف العربي بقيادة فادي باعوم المقيم في الضاحية الجنوبية ببيروت والذي تربطه صلات وثيقة بالحوثيين.

 

وأعلن باعوم الذي يصف نفسه برئيس المكتب السياسي لمجلس الحراك الثوري، عن تشكيل تكتل وطني جنوبي تحت اسم “مجلس الإنقاذ الوطني” كبديل إيراني قطري عماني للمجلس الانتقالي الجنوبي، ويتكون من قوى مثيرة للجدل من بينها “المجلس العام لأبناء المهرة وسقطرى” الذي يتزعمه علي سالم الحريزي ويقود الاحتجاجات المناهضة للسعودية في محافظة مهرة.

 

ويتزامن الإعلان عن تشكيل تكتل جنوبي، مع إعلان مسؤولين من داخل الشرعية، الميسري والجبواني وجباري، عن تشكيل تكتل مماثل من داخل الشرعية مسنود من جماعة الإخوان، في ظل مؤشرات على أن هذه المكونات بالإضافة إلى الجماعة الحوثية ستكون رأس الحربة في المعركة القادمة التي تستهدف أمن دول التحالف العربي وتتناغم مع التصعيد الإيراني-التركي الذي يرجح أن يكون الراعي الإقليمي لهذا التجمع.

 

ووصفت مصادر سياسية الزيارة التي قام بها ثلاثة من كبار المسؤولين في الشرعية اليمنية إلى مسقط ولقاء قيادات حوثية من بينها محمد عبدالسلام الناطق باسم الحوثيين وأخرى في الحراك الجنوبي المدعوم إيرانيا يمثلها فادي باعوم، بداية لمرحلة جديدة في الصراع الذي تشهده المنطقة، بالنظر إلى حالة التصعيد المتزايدة في الشرعية ضد التحالف العربي في هذا التوقيت الذي تخوض فيه السعودية صراعات مفتوحة مع إيران والحوثيين وقطر وتركيا والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان.

 

وكشف حساب على موقع تويتر مقرب من الاستخبارات العمانية عن أجندة الزيارة لقيادات بارزة في الشرعية إلى مسقط في ظل هذه الظروف، وكتب الحساب الذي يحمل اسم “حاتم الحريزي-المهرة” وهو واحد من الحسابات التي تستخدمها مسقط للتحريض ضد التواجد السعودي في محافظة المهرة “بشرى سارة للشعب اليمني، سلطنة عمان تحتضن محادثات يمنية-يمنية وتنظم اجتماعات مزدوجة بين وفد حكومي برئاسة الميسري ووفد الحوثيين برئاسة محمد عبدالسلام ووفد مجلس الإنقاذ برئاسة باعوم للخروج بصيغة توافقية شاملة لحل الأزمة اليمنية الحل في مسقط بإذن الله”.

 

وتعمدت الحكومة اليمنية استفزاز السعودية عبر السير قدما في اتجاه الرفض لجهودها الرامية لرأب الصدع وإنجاح حوار جدة، من خلال إصدار قرارات جديدة تسهم في توتير الوضع وتعزز من نفوذ الجناح المتشدد في الشرعية المرتهن لقطر والإخوان والمرتبط بأجندة مسقط وأنقرة.

 

واعتبر مراقبون أن التحول في موقف الشرعية، وذهابها بعيدا عن التحالف العربي بقيادة السعودية، ربما يسهم في إعادة تقييم العلاقات بين التحالف والأطراف والمكونات اليمنية، بعد أن باتت عملية الترميم والمعالجات داخل بنية الشرعية شبه مستحيلة في ظل تغول الإخوان وتوسع نفوذ قطر واستمرار سياسة إرباك وتشتيت التحالف والشرعية على السواء لصالح أجندات ومشاريع تعمل ضد أهداف مواجهة المشروع الإيراني من داخل مؤسسات الشرعية.