وزير الثقافة اللبناني خلال افتتاح معرض بيكاسو والأسرة: تعاون خلاق بين فرنسا ولبنان

الفجر الفني

محمد داود
محمد داود


شهد متحف نقولا سرسق مساء أمس، حدثا ثقافيا فريدا في لبنان والمنطقة تمثل بافتتاح المعرض الذي ينظمه المتحف لأعمال الفنان العالمي بابلو بيكاسو بعنوان "بيكاسو والأسرة"، وذلك بدعم استثنائي من المتحف الوطني بيكاسو - باريس وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، وينظم هذا المعرض بمنحة من السيدة دانيال دو بيتشيوتو وبدعم من السيد سيريل كاراوغلان. 

حضر الحفل وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود، سفير فرنسا في لبنان برونو فوشيه، رئيس لجنة أمناء المتحف الوزير السابق الدكتور طارق متري ومديرة المتحف زينة عريضة، مدير متحف بيكاسو باريس لوران لو بون، حفيد الفنان العالمي بيرنارد لويس بيكاسو وعقيلته والسيدة دو بيتشيوتو والسيد كاراوغلان وشخصيات ثقافية وفنية وأصحاب المعارض واهل الصحافة والاعلام. 


استهل الحفل بالنشيد الوطني، ثم أعلن متري عن إطلاق "هيئة اصدقاء المتحف"، وقال: "ان هذا المتحف هو لجميع للبنانيين وليس لفئة او مدينة معينة، ونحن اليوم سعداء لاننا بدأنا نستعيد جزءا من دورنا، فنحن الى جانب اهتمامنا بالفن اللبناني والعربي منفتحون على العالم، وهذه هي المرة الاولى، منذ اعادة افتتاح المتحف، التي نستقبل فيها فنانا عالميا، وهذا سيفتح الطرق امام المزيد من اقامة المعارض الدولية التي تمثل شهادة لحيوية لبنان الثقافية ولانفتاحه على ثقافات العالم."


وأضاف: "هذا المعرض هو ثمرة شراكات كثيرة، وهو لم يكن ممكنا دون تعاون العديد ممن اسهموا في قيامه وخاصة وزير الثقافة الذي لم يوفر جهدا لإنجاح هذا المعرض، والسيدة دانيال دو بيتشيوتو والسيد كاراوغلان والسيدة نايلة ضاهر ورئيس بلدية بيروت جمال عيتاني وبالتأكيد متحف بيكاسو باريس الذي اراد ان يكون لبنان آخر محطة لرحلة هذه التحف الفنية حول المتوسط." 


من جهته، حيا لوبون مدينة بيروت لاستضافتها هذا "الحدث الفني الرفيع"، وشكر "كل من ساهم في انجاحه وخاصة السفير لفرنسي في لبنان الذي لعب دورا اساسيا في تحقيق انجاح هذا العمل".

بدورها، عبرت دو بيتشيوتو عن سرورها لاقامة هذا المعرض تخليدا لذكرى زوجها الراحل ادغار دو بيتشيوتو الذي "لطالما آمن بالتأثير الايجابي للفن والثقافة في العالم، وهو ما يجعل منهما جسرا يربط بين مختلف الحضارات". وأكدت على دور لبنان "الريادي والابداعي في مختلف المجالات الثقافية والفنية ما يجعله بلدا مميزا في محيطه وفي العالم." 
أما كاراوغلان فقال: "هذا الحدث كان لغاية الامس مجرد حلم إلا انه اليوم تحول الى حقيقة"، معتبرا ان "هذا المعرض يشكل انتصارا للبنان وللثقافة في بيروت"، شاكرا فرنسا على "ايمانها بهذا البلد وبرسالته المميزة"، آملا في "مستقبل مشرق للبنان ولابنائه." 

داود
وفي الختام، قدم وزير الثقافة تعازيه بوفاة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وقال: "ان هذا التعاون الرائع بين المتحف الوطني بيكاسو - باريس وبين متحف سرسق، وبدعم من السيدة الفاضلة دانيال ادغار دو بيتشيوتو، أتاح لنا فرصة الاستمتاع بهذه الأعمال الخالدة، تحت عنوان "بيكاسو- البحر المتوسط" وفتح للشغف اللبناني الأصيل نافذة يطل منها إلى بهو الفن الرحب أوروبيا وعالميا".

أضاف: "بيكاسو، الشاعر، الكاتب المسرحي، الرسام، النحات، أحد مؤسسي المدرسة التكعيبية مع الفنان جورج براك هذا الفنان الكبير. وعبر سنوات ابداعه الطويلة، أحدث عاصفة فنية وصدمة إيجابية، خضت مسار حركة التشكيل الأوروبية - العالمية، وشكلت تحولا في المدارس الفنية، عبر مدرسته التكعيبية - التركيبية، في تفكيك الواقع، وإعادة جمعه في سياق لوحاته."  

وتابع: "في المتاحف العالمية: من باريس إلى مدريد، إلى نيويورك، إلى موسكو ولندن، شاهد العالم إبداعات هذا العبقري. من مرحلته الزرقاء إلى الوردية فالكلاسيكية فالسورليالية. كما عبر في العديد من أعماله عن مواقفه المناضلة ضد الظلم والحروب، مثال ذلك في لوحته الشهيرة غيرنيكا خلال الحرب العالمية الثانية، كذلك في ملصق "مؤتمر السلام العالمي"، (باريس 1949) بناء على طلب الشاعر الفرنسي اليساري لويس اراغون. لكل نجمة في سماء الفن بريق ولمعان في هذا الشطر المقدس من الأرض والسماء، وبيكاسو الذي يغنينا ببنات ألوانه يغتني بلا شك بنا وبذوقنا وتذوقنا".

وختم: "إننا كوزارة الثقافة نثني على هذا التعاون الخلاق بين فرنسا ولبنان في خدمة الثقافة والفنون، ونثمن عاليا المبادرات والمبادرين إلى تكريس هذا الوطن الصغير دورا وليس رقما". 

جولة
وكان سبق حفل الافتتاح جولة لأهل الصحافة على المعرض، استمعوا خلالها الى شروحات لوبون وعريضة حول الاعمال المعروضة.

ويشكل المعرض الذي يستمر لغاية كانون الثاني المقبل، المحطة الاخيرة لرحلة اعمال الفنان العالمي حول المتوسط، وهو سيكون متاحا امام الجمهور مجانا يوميا ما عدا الاثنين والثلاثاء.