بعد "انخفاض مستوى الدخل".. لبنان تنتفض بسبب سوء الأحوال المعيشية

 تعيش لبنان حالة من الغضب بسبب سوء الأحوال المعيشية وانتشار الفقر وانخفاض مستوى الدخل، حيث تاثر الاقتصاد اللبناني بانخفاض معدلات النمو، الإضافة إلى انخفاض احتياطي النقدي الدولي، قد خرج عشرات الآلاف من الشعب اللبناني بمدن كثيرة للتنديد بسوء مستوى المعيشة.

 

مظاهرات لبنان

 

نظم مئات المحتجين، اليوم الأحد مظاهرات واحتجاجات، قد أغلق متظاهرون عددا من الطرق الرئيسية في بيروت، وأشعل بعض المتظاهرين النار في إطارات وصناديق للقمامة، كما احتشد المحتجون في وسط المدينة احتجاجا على الفساد والأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

 

ورفع المتظاهرون لافتات وأعلاما، مرددين هتافات مثل ”تسقط الرأسمالية“ و"ارحلوا" وذلك وسط تشديد أمني في المنطقة، كما تجمع عدد آخر أمام مجلس النواب في مسيرة، من جانبها أكدت الوكالة الوطنية للإعلام، أن اجتماع متظاهرين كان في ثلاث مناطق على الأقل بينها طريق سريع رئيسي يؤدي إلى دمشق.

 

اعتصامات الثوار

 

فقد أشارت الوكالة الوطنية للإعلام، إلى أن المتعصمين حاولوا إشعال الاطارات وقد اتجهوا من ساحة رياض الصلح الى جسر الرينغ، قد سيطرت قوات الجيش ومنعت اشعال النيران ، كما قطع المتظاهرون الطريق المؤدي من الرينغ الى السراي الحكومي”.

 

أضافت الوكالة، أن هناك متظاهرين قطعوا الطريق من جسر الرينغ الذي يربط وسط المدينة باتجاه بشارة الخوري في الاتجاهين، وسيطرت قوات مكافحة الشغب علي الأوضاع، كما قطع المتظاهرين الطريق في النفق الذي يربط الحمرا بطريق سليم سلام بالاطارات المشتعلة، هو ما سبب زحام مروري خانق في جميع الطرق المؤدية الى مداخل بيروت.

 

أوضحت الوكالة، أن المتظاهرين أغلقوا طريق المصنع، كما اعتصم عشرات المواطنين أمام سرايا الهرمل الحكومي، احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، رافعين شعارات تندد بالفساد والإهمال ،قد تدخلت قوات الأمن تحويل السيارات إلى شوارع فرعية لحل مشكلة المرور.

 

وأكدت إحدى المتظاهرات، طبقا لما نشرته رويتزر، أن المتظاهرين نزلوا للمطالبة بالعيش بكرامة ونطالب النواب والوزراء بوقف الفساد "نقول للنواب والوزراء ولكل الطبقة الحاكمة إنهم إذا ما بدهم يرجعوا يللي سرقوه على الأقل يوقفوا سرقة لنقدر نعيش“.

 

صيدا

 

في مدنية بعلبك، قطع الثوار الطريق الدولية عند دوار بلدة دورس لجهة مدخل بعلبك الجنوبي بسبب تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، كما نفذ أبناء صيدا الجنوبية وقفات احتجاجا على الاوضاع المعيشية الصعبة.

 

أضافت الوكالة، أن صيدا شهدت تظاهرة شعبية احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية والمعيشية حيث انطلقت من ساحة الشهداء في صيدا تجولت في شوارع المدينة مرورا بساحة القدس وصولا إلى ساحة النجمة لتنديد بالوضع الحالي، ورددوا هتافات للتعبير عن إستيائهم.

 

ذكرت الوكالة، أن الثوار قطعوا طريق عام سعدنايل تعلبايا في منقطة البقاع وذلك احتجاجا على الاوضاع المعيشية، كما أقفل المتظاهرون طريق عام سعدنايل تعلبايا بالقرب من أفران موسى بالإطارات المشتعلة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية”.

 

أزمات لبنان

 

نظمت محطات الوقود إضرابا لمدة يوم واحد في هذا  الشهر، لأنها لم تستطع تدبير العملة الصعبة اللازمة، لاستيراد مطلبتها بسعر لصرف المحلي، كما اشتكت المطاحن أيضا، وأعلن البنك المركزي اللبناني، أنه يوجه البنوك المحلية بتوفير العملة الصعبة اللازمة لواردات الوقود والقمح والدواء، ويصل سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار إلى 1507.5، ذلك منذ أكثر من عقدين.

 

ويواجه لبنان مشكلة ارتفاع الدين المحلي والدولي وهو ما أثر على الموازنة العامة للدولة التي يذهب معظمها لخدمة الدين، كما تواجه الحكومة مشكلة نقص تدفقات رأس المال المطلوبة لتمويل الحكومة والاقتصاد، كما تأثر الاقتصاد أيضا بسنوات من انخفاض النمو، تقلص تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج وهو ما قلل احتياطي النقد الدولي.

 

خلال مؤتمر باريس العام الماضي، حصلت لبنان علي تعهدات بضخ 11 مليار دولار كاستثمارات ترتبط باصلاحات اقتصادية لوضع السياسية المالية اللبنانية على مسار التنمية المستدامة، ولم يتسلم لبنان الأموال التي تعهدت بها فرنسا والمؤسسات المانحة في المؤتمر حتى الآن.