الاعتراف بـ"سقوط إسرائيل".. حرب أكتوبر في عيون قادة إسرائيل

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


رغم مرور ستة وأربعين عاما، على ذكرى السادس من أكتوبر المجيد، إلا أن تأثير النصر لازال محفورًا في أذهان الإسرائليين، لاسيما عقب تسطير شهادات القادة منهم ، التي توثق أنه لا يوجد مكان في العالم محميا بالصواريخ مثل مصر، فضلاً عن أن الاعتراف بضرب القوات الإسرائلية.

 

ويحتفل المصريون بالذكرى الـ 46 من حرب السادس من أكتوبر عام 1973، على العدو الصهيوني والتي حرر فيها الجيش المصري أرض سيناء وذلك بعد اتفاقية السلام التي أبرمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات. وبدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973، الموافق يوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري، والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء عسكريا أو اقتصاديا .

 

وخلال السطور التالية، تستعرض "الفجر"، حرب أكتوبر في عيون قادة إسرائيل، الذين واصفو الصواريخ المصرية وقت الحرب بأنها كانت مؤثرة للغاية.

 

ضرب المصريين القوات الإسرائلية

 

أكدت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل، أن المصريين عبروا القناة وضربوا بشدة قواتنا في سيناء.. وتوغل السوريون في العمق على مرتفعات الجولان وتكبدنا خسائر جسيمة على الجبهتين.. وكان السؤال المؤلم في ذلك الوقت هو ما إذا كنا نطلع الأمة على حقيقة الموقف السيئ أم لا ؟.

 

الاعتراف بعدم التمكن من كسر الجيش المصري

 

وفي ندوة عن حرب أكتوبر بالقدس في 16 سبتمبر 1974 قال الجنرال الإسرائيلي يشيعيا جافيتش، إنه وبالنسبة لإسرائيل ففي نهاية الأمر انتهت الحرب دون أن نتمكن من كسر الجيوش العربية ولم نحرز انتصارات ولم نتمكن من كسر الجيش المصري أو السوري على السواء ولم ننجح في استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي وإننا لو قيمنا الإنجازات على ضوء الأهداف لوجدنا أن انتصار العرب كان أكثر حسما ولا يسعني إلا الاعتراف بأن العرب قد أنجزوا قسما كبيرا للغاية من أهدافهم، فقد أثبتوا أنهم قادرون على التغلب على حاجز الخوف والخروج إلى الحرب والقتال بكفاءة وقد أثبتوا أيضا أنهم قادرون على اقتحام مانع قناة السويس، ولأسفنا الشديد فقد انتزعوا القناة من أيدينا بقوة السلاح.

 

المصريين أقوياء ويمتلكون أسلحة متقدمة

 

في سياق متصل قال زير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان، في مؤتمر صحفي لمكتب وزير الدفاع مع رؤساء تحرير الصحف الإسرائيلية بتاريخ 9/10/1973: "أود أن أصارح الأمة أنه لا يوجد مكان في العالم محميا بالصواريخ مثل مصر، نحن لا نمتلك حاليا القوة اللازمة لدفع الجيش المصري إلى الضفة الغربية مرة أخرى، لا أستطيع أن أقدم لكم صورة وردية عن الوضع في سيناء، المصريين أقوياء ويمتلكون أسلحة متقدمة، إننا خسرنا مئات الدبابات وبعضها تم أسره في يد المصريين وخسرنا 50 طائرة على مدى الأيام الثلاثة الأولى من الحرب والخسائر مستمرة بمعدلات لم تكن في حساباتنا".

 

 

 

سقوط إسرائيل

 

أما صاحب كتاب "إسرائيل انتهاء الخرافة"، آمنون كابيليوك فقد قال: "تقول الحكمة البريطانية كلما كان الصعود عاليا كان السقوط قاسيا".. وفي السادس من أكتوبر سقطت إسرائيل من أعلى برج السكينة والاطمئنان الذى كانت قد شيدته لنفسها وكانت الصدمة على مستوى الأوهام التى سبقتها قوية ومثيرة وكأن الإسرائيليين قد أفاقوا من حلم طويل جميل لكى يروا قائمة طويلة من الأمور المسلم بها والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التى آمنوا بها لسنوات عديدة، وقد اهتزت بل وتحطمت فى بعض الأحيان أمام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة بالنسبة لغالبية الإسرائيليين، ومن وجهة نظر الإسرائيلي العادي يمكن أن تحمل حرب أكتوبر أكثر من اسم مثل "حرب الإفاقة من نشوة الخمر" أو انهيار الأساطير" أو "نهاية الأوهام" أو "موت الأبقار المقدسة".

 

وأضاف: "عقب الحروب السابقة كانت تقام عروض عسكرية فخمة فى يوم الاستقلال تشاهد فيها الجماهير غنائم الحرب التى تم الاستيلاء عليها من العدو، أما فى هذه المرة فعلى العكس أقيم معرض كبير فى القاهرة بعد مرور شهرين على الحرب وفيه شاهدت الجماهير الدبابات والمدافع والعربات العسكرية وكثيرا من الأسلحة الإسرائيلية التي تم الاستيلاء عليها من العدو خلال الحرب. وفي المرات السابقة كان الجنود يعودون إلى ديارهم بعد تسريحهم وكانوا يذوبون فى موجة السعادة والفخر، أما هذه المرة فقد عادوا وقد استبد بهم الحزن والفزع واحتاج الكثيرون منهم إلى التردد على قسم العلاج النفسي في الإدارة الطبية التابعة للجيش نظرا لإصابتهم بصدمة قتال.

 

إصابة الأحزاب بالشلل

 

من جانبه قال يوسى بيلين، أحد زعماء حزب العمل الإسرائيلي: إن التوتر الذي ساد حزب العمل في 1973 أصاب الحزب بالشلل وجعله غير قادر على اتخاذ قرار بشأن الدخول في مفاوضات سلام مع العرب، وأدى ذلك إلى فشل مهمة جونار يارنج للوساطة بين مصر وإسرائيل فكانت النتيجة هى نشوب حرب عيد الغفران وانتهاء سلطة حزب العمل، وبالتالي تعادل في القوة بين اليمين واليسار وهذا التعادل مازال يملك النظام السياسي في إسرائيل حتى الآن وإذا لم يظهر في إسرائيل زعيم مستقل حتى الرابع من مايو عام 1999 موعد إعلان قيام الدولة الفلسطينية، فسوف يكون من الصعب جدا منع وقوع الكارثة التالية.

 

وقوع خسائر كبيرة في طائراتنا

 

من جانبه قال الرائد طيار يعقوب أمنون، إن الصواريخ المصرية كانت مؤثرة للغاية، وكنا نحاول الابتعاد عن مواقعها خشية أن تصاب طائراتنا، وعلى الرغم من محاولات التخلص منها فإنها كانت فعالة للغاية، مما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في طائراتنا خاصة طائرات الفانتوم.