انهيار المفاوضات النووية بين "كوريا الشمالية" و"أمريكا"

عربي ودولي

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية وترامب



كشف كيم ميونج غيل، كبير مفاوضي كوريا الشمالية، اليوم السبت، عن فشل المفاوضات التي بدأت مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ستوكهولوم، والتي كانت تناقش نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية.

وقال كيم في تصريحات نقلتها صحيفة "دوجاس نييتر" السويدية، "نحن نشعر بخيبة أمل، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم شيئا على طاولة المفاوضات، الآن مسؤولية استمرار المفاوضات تقع على عاتق الولايات المتحدة".

وأضاف كبير مفاوضي كوريا الشمالية، أن "اتخاذ بيونج يانج قرارا باستئناف التجارب الصاروخية الباليستية، هو أمر يعتمد على واشنطن".

ويذكر أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا، من غواصة، قبالة ساحلها الشرقي يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد يوم واحد من إعلانها استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة بهدف إنهاء برنامجها النووي.

وقال جيش كوريا الجنوبية في وقت سابق، إنه رصد إطلاق صاروخ قطع مسافة 450 كيلومترا ووصل لارتفاع 910 كيلومترات.

وقال جيونج كيونج دو، وزير الدفاع الكوري الجنوبي، للجنة برلمانية إن "الصاروخ بوكوكسونج، وتعني النجم القطبي بالكورية، يبلغ مداه نحو 1300 كيلومتر، وإن مسار الصاروخ ربما يكون قد عدل لخفض المسافة التي يقطعها".

وأعربت كوريا الجنوبية عن قلقها، وأدان شينزو آبي رئيس وزراء اليابان إطلاق الصاروخ، قائلا، إن "ذلك يمثل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".

تأكيد أمريكي

هذا وكانت الولايات المتحدة، قدأكّدت من جانبها استشناف مفاوضاتها مع كوريا الشمالية بشأن ملفها النووي.

وقالت مورجان أورتاجوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، "يمكنني التأكيد بأن مسؤولين من الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يخططون للاجتماع خلال الأسبوع المقبل".

وتوقفت المفاوضات بين بيونج يانج وواشنطن، منذ انهيار قمة ثانية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فبراير من دون التوصل لاتفاق.

واتفق الزعيمان على استئناف حوار على مستوى فرق العمل، وذلك خلال اجتماع لم يكن مقررا في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين في يونيو، غير أن غضب كوريا الشمالية تجاه رفض الولايات المتحدة إلغاء مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الشمالية، أدى إلى تعليق الحوار.

وتحسنت العلاقات الشهر الماضي، بعد أن أقال ترامب مستشاره للأمن القومي جون بولتون، العروف بسياسته المتشددة حيال كوريا الشمالية، والذي كثيراً ما نددت به بيونج يانج، وقالت إنه "يسعى للحرب".

ورد كبير مفاوضي كوريا الجنوبية، إيجابا على اقتراح ترامب أن يقوم الطرفان بتجربة "نهج جديد" لأسلوب مباحثاتهما.

وكان بولتون قد دعا خصوصاً لتطبيق "النموذج الليبي" في كوريا الشمالية، والذي يعني أن على بيونج يانج التنازل عن كل قنابلها النووية وصواريخها مقابل رفع العقوبات عنها.

وأثارت هذه المقارنة مع ليبيا خلال حقبة معمر القذافي، الذي قتل في 2011 في انتفاضة ببلده دعمتها غارات لحلف شمال الأطلسي، غضب بيونج يانج، التي لم تخف أبدا استيائها من بولتون.

ورأى دونالد ترامب نفسه أن هذه المقارنة قد أدت إلى "تراجع كبير" في المفاوضات مع كوريا الشمالية.

ورحب البيت الأزرق، مقر الرئاسة الكورية الجنوبية، بالإعلان عن استئناف المفاوضات بين بيونج يانج وواشنطن، آملاً في أن ينتج عنها "خطوات عملية" تؤدي إلى "نظام سلام دائم ونزع كامل للسلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية".