بـ"التضامن والدعم".. كيف رد العرب على إرهاب "أردوغان" في سوريا؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


توالت ردود أفعال البلاد العربية، على العدوان التركي على الأراضي السورية، حيث بدأت تركيا عملية عسكرية على شمال شرق سوريا، أمس، ثم هاجمت شرق الفرات بريًا، وهو ما يؤثر على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، مدنين ما فعلته أنقرة "اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة".

وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أن تركيا شنت غارات جوية ومدفعية على نحو 3 بلدات حتى الآن، وسط حالة نزوح كبيرة للمواطنين انتابها الذعر بمدن رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، وعين عيسى وتل أبيض بريف الرقة. يأتي ذلك في أعقاب إعلان الولايات المتحدة سحب القوات الأمريكية من سوريا، وأنها لن تشارك بالعملية العسكرية التركية على شمال سوريا، وأنها لن تدعمها.

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمحو تركيا إذا قضت على الأكراد في شمال سوريا، قائلاً في كلمة مساء أمس ، إن الولايات المتحدة ظلت تقوم بدور الشرطي لسنوات في الشرق الأوسط وعلى بلدانها القيام بهذا الدور الآن، مضيفا أن الولايات المتحدة نقلت عددًا من عناصر "داعش" الأشد خطورة إلى خارج سوريا، قائلًا " انتصرنا على داعش.. وعلى أوروبا استعادة مقاتليها في التنظيم". كما أدانت العديد من الدول الكبرى العدوان التركي على الأراضي السورية، محذرة من العواقب وفي مقدمتها روسيا وغالبية الدول الأوروبية.

دعم العمل العربي ضد العدوان التركي
في غصون ذلك، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء  الأربعاء، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس العراقي برهم صالح، وتبحثا تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات الأوضاع الإقليمية في ضوء التطورات الأخيرة في سوريا، والعدوان التركي علي سيادة وأراضي سوريا، الأمر الذي يمثل تطور خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين ويفاقم الأوضاع المتأزمة في المنطقة، ويؤثر على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وكذلك على مسار العملية السياسية بها وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. 

وتم التوافق خلال الاتصال، علي استمرار المشاورات الثنائية بين االرئيس وأخيه الرئيس العراقي لدعم العمل العربي للتصدي للخطوة التركية وللحفاظ علي سلامة ووحدة سوريا، حسبما قال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

دعوة جامعة الدول العربية لاجتماع طارئ
وأدانت مصر، بأشد العبارات العدوان التركي على الأراضي السورية. وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أمس، أن مصر اعتبرت العدوان التركي اعتداءً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالًا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي.

 وأكد البيان، على مسئولية المجتمع الدولي، ممثلاً في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يُهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أية مساعٍ تهدف إلى احتلال أراضٍ سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا. وحذر البيان من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.

وفي هذا الصدد، فقد دعت مصر لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تلك التطورات وسُبل العمل على الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها.

تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي
وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية، عن إدانة المملكة العربية السعودية للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا، في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية. وعبر المصدر عن قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديدًا للأمن والسلم الإقليمي، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها.

ونبه المصدر إلى أنه بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان على شمال شرق سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في تلك المواقع.

يتنافى مع قواعد القانون الدولي
وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة، العدوان العسكري التركي على سوريا، وقال بيان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي،  إن هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي، ويمثل تدخلاً صارخا في الشأن العربي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام).

وأكد البيان موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل ما يمس سيادة الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين، محذرا من تبعات هذه العدوان على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومسار العملية السياسية فيها.

تضامن الجزائر الكامل مع سوريا
أعربت الجزائر عن تضامنها الكامل مع سوريا وحرصها على سيادة وسلامة أراضيها ووحدته الترابية، مؤكدة أنها تتابع بانشغال بالغ تطورات الأحداث في سوريا، مجددة رفضها القاطع للمساس بسيادة الدول في جميع الظروف والأحوال.

ذكرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان، "تتابع الجزائر بانشغال بالغ الأحداث الخطيرة الحاصلة في شمال سوريا وتجدد رفضها المبدئي القاطع المساس بسيادة الدول في جميع الظروف والأحوال"، مضيفا "كما تؤكد الجزائر تضامنها الكامل مع دولة سوريا الشقيقة وحرصها على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها الترابية".

بحث الاجتياح التركي
بدورها قالت جامعة الدول العربية، في بيان إنها ستعقد اجتماعا طارئا يوم السبت، بعد دعوة من مصر لكي تجتمع الجامعة بهدف بحث الهجوم التركي على سوريا. وأشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي، إلى أن ما حدث يمثل هجوما غير مقبول على سيادة دولة من الدول الأعضاء في الجامعة. 
وفي نيويورك، أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن قرر عقد جلسة طارئة، اليوم الخميس، لبحث هذا الهجوم.