معلومات عن أنور وجدي في ذكرى ميلاده

الفجر الفني

بوابة الفجر



تحل اليوم ذكرى ميلاد أمير الانتقام أنور وجدي، حيث ولد في 11 أكتوبر بمدينة حلب بسوريا، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة وانتقل إلى مصر بعد أن فشلت تجارته وأفلس، مما جعل أسرته تعاني الفقر والحرمان الشديد.

ترك أنور الدراسة بعد أن أخذ قسطاً معقولاً من التعليم لكي يتفرغ للفن وأيضاً لأن ظروف أسرته لم تكن تساعد على الاستمرار في الدراسة، كما عمل في العديد من المهن بسبب عمله كهاوٍ في العديد من الفرق الفنية الصغيرة، لكن عينه كانت دائما على هوليوود، وكان يحلم دائمًا بالسفر إلى أميركا، حتى أنه أغرى زميلين له بمحاولة الهروب معه لأميركا ليعملوا في السينما، ولكن محاولتهم باءت بالفشل وطرده أبيه من المنزل عندما علم بأنه يريد أن يكون ممثلاً.

أول أعماله
كان أول ظهور له حينما قام بدور ضابط روماني صامت في مسرحية "يوليوس قيصر" وكان أجره حينذاك 4 جنيهات شهريًا.

وبعد ذلك بدأ أنور تمثيل أدوار رئيسية واشتهر في دور عباس في مسرحية "الدفاع" مع يوسف وهبي 1931. حتى وجد فرصة أفضل في نفس العام مع فرقة عبد الرحمن رشدي، فانتقل إليها وانتهى به المطاف في الفرقة القومية نظير أجر شهري قدره 6 جنيهات، وأصبح يقوم بأعمال البطولة، وأشتهر بدوره في مسرحية "البندقية".

بدايته الحقيقية
وحدث ذات يوم أن قرر الفنان يوسف وهبي الاستعانة ببعض تلاميذه لأداء بعض الأدوار الصغيرة في أفلامه الأولى، وكان أنور واحداً منهم، وأسند له بعض الأدوار الثانوية في أفلام مثل أولاد الذوات (1932) والدفاع (1935)، واتجه أنور إلى السينما وقرر ترك المسرح نهائياً، فرشحه المنتج والمخرج أحمد سالم ليشارك في فيلم أجنحة الصحراء (1938) الذي أخرجه أحمد سالم وقامت ببطولته راقية إبراهيم أمام حسين صدقي، ويثبت وتتوالى أفلامه فيقدم في عام (1939) أربعة أفلام دفعة واحدة، خلف الحبايب مع المخرج فؤاد الجزايرلي، والدكتور مع المخرج نيازي مصطفى، وبياعة التفاح مع المخرج حسين فوزي، أما فيلمه الرابع فكان واحداً من أهم أفلام السينما المصرية وواحداً من كلاسيكياتها الشهيرة وهو فيلم العزيمة الذي أخرجه المخرج الكبير كمال سليم وقامت ببطولته فاطمة رشدي أمام حسين صدقي.

فتي الشاشة الأول

مع بداية حقبة الأربعينيات أصبح أنور وجدي نمطاً سينمائيًا مطلوبًا بشدة في تلك الفترة، حيث استغل منتجي السينما ومخرجيها ملامحه الناعمة ووسامته في تقديم أدوار "ابن الباشوات" الثري المستهتر الذي يكون رمزاً للشر، فشارك فيما يزيد عن 20 فيلماً من هذه النوعية في السنوات الخمس الأولى من الأربعينيات، ومن أشهر وأهم هذه الأفلام: شهداء الغرام (1944) مع المخرج كمال سليم، انتصار الشباب (1941) مع المخرج أحمد بدرخان، ليلى بنت الريف (1941) من إخراج توجو مزراحي، وفي عام (1944) قدم فيلم كدب في كدب أول بطولاته من إخراج توجو مزراحي. 

بعد ذلك توالت البطولات وأصبح أنور وجدي في النصف الأخير من الأربعينيات فتى الشاشة الأول .

أشهر أفلامه

قدم مجموعة من أنجح أفلام تلك الفترة منها القلب له واحد وسر أبي مع صباح، وليلى بنت الأغنياء وعنبر مع ليلى مراد، وطلاق سعاد هانم مع عقيلة راتب، وهنا بدء التحول الذي أحدثه أنور وجدي على أدواره وشخصياته في أفلامه، فقدم أنور نفسه لجمهور السينما بصورة مغايرة غير التي اعتادوا مشاهدته فيها فبعد أن كان شبه متخصص في نمط وشخصية الثري ابن الذوات المليء بالشر والانتهازية، أصبح يجسد أدواراً وشخصيات تقدمه في شخوص ومواقف إنسانية خصوصاً صورة الشخص الفقير الذي يتفانى في أداء واجبه سواء الإنساني أو المهني ومن خلال حرصه على هذا الواجب يصل لقلب حبيبته التي غالباً ما تكون من أسرة ثرية أرستقراطية، كما تميزت شخوصه السينمائية خلال هذه الفترة أيضاً بالرومانسية والشفافية والشهامة وهذا ما جعله يظهر أيضاً في صورة المدافع عن الحق الإنساني في الحب والحياة، ونجح أنور وجدي في أن يكسب قلوب جمهور السينما من خلال هذا التحول الهائل والعكسي في أدواره. 

وتأتي بداية الخمسينيات لتكون نهاية مشواره السينمائي، وقدم فيها مجموعة من الأفلام المهمة ومن أبرزها أمير الانتقام عام (1950) عن رواية الكونت دي مونت كريستو، وفيلم النمر وفيلم ريا وسكينة عام (1953)، وفيلم الوحش عام (1954). ومن هنا حقق أنور وجدي كل ما كان يصبو إليه من شهرة ونجومية ومال بذل في الحصول عليه عرقه ودمه.

تزوج أنور وجدي 3 مرات من الفنانات " إلهام حسين، ليلى مراد، ليلى فوزي" ولم ينجب أولاد.

كان أنور وجدي ومازال شخصية عظيمة في مجاله وظلت أدوراه تترك آثراً في قلوبنا ، قامت السينما المصرية بعمل أفلام عن قصة حياته ومنها طريق الدموع، كتاب سينما أنور وجدي: صدر عن سلسلة آفاق السينما ويقع في 368 صفحة، للناقد محمد عبد الفتاح، أنا قلبي دليلي: مسلسل مصري يحكي قصة الفنانة ليلى مراد، وقام أحمد فلوكس بدور أنور وجدي، أم كلثوم: مسلسل مصري بطولة صابرين وأحمد راتب وكمال أبو رية، وقام سمير صبري بدور أنور وجدي،الشحرورة: مسلسل لبناني يحكي قصة الفنانة اللبنانية صباح، وقام أسامة أسعد بدور أنور وجدي،أبو ضحكة جنان: مسلسل مصري يحكي قصة حياة الفنان إسماعيل ياسين، وقام علي حمدي بدور أنور وجدي.

توفى في 14 مايو عام 1955 بعد رحله مع المرض، ولكن هو حاضر معنا بأعماله الخالدة .