"أصلهم وثرواتهم".. ماذا تعرف عن الأكراد؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


يعد الأكراد أكبر قومية لا تملك دولة مستقلة، وهناك الكثير من الجدل حول الشعب الكردي ابتداءً من منشأهم، وامتداداً إلى تاريخهم، بالرغم من أنهم يعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط، يعيشون في غرب آسيا شمال الشرق الأوسط بمحاذاة جبال زاكروس في المنطقة التي يسميها الأكراد كردستان الكبرى، وهي اليوم عبارة عن أجزاء من شمال شرق العراق وشمال غرب إيران وشمال شرق سوريا وجنوب شرق تركيا.

وتزامنًا مع بدأ تركيا عملية عسكرية ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، بعد أيام من انسحاب القوات الأمريكية من على الحدود، تستعرض "الفجر"، كل ما تريد معرفته عن الأكراد، الذين يترواح أعدادهم ما بين عشرين وثلاثين مليونا، فيما يلي.

أصلهم
لم تتوحد الآراء حول أَصل الأكراد، ونشأتهم، وبداية ظُهورهم في كُردستان؛ فقد ظهرت العديد من الدراسات حول أَصل الكرد، وتاريخهم القديم، علماً بأن بعض هذه الدراسات استدلت على ذلك من خلال ربط الخصائص القومية للشعب الكردي، حيث عاش الأكراد حياة قائمة على الرعي في سهول ما بين النهرين، وفي المناطق الجبلية المرتفعة الموجودة الآن في جنوب شرقي تركيا، وشمال شرقي سوريا، وشمالي العراق، وشمال غربي إيران، وجنوب غربي أرمينيا. واليوم يشكلون مجموعة متميزة، يجمعها العرق والثقافة واللغة، رغم عدم وجود لهجة موحدة، كما أنهم ينتمون لمجموعة مختلفة من العقائد والديانات، وإن كان أكثرهم يصنفون كمسلمين سنة.







لغاتهم ولهجتهم
يتحدث الأكراد اللغة الكردية الّتي تنتمي إلى فرع اللغات الإيرانية، كما أنّهم يتحدثون عادة بلغة ثانية بعد اللغة الأم مثل: اللغة العربية، واللغة الإيرانية، وغيرها. وهناك العديد من اللّهجات في اللغة الكردية وهي 4 لهجاتٍ رئيسية تتفرع منها باقي اللهجات  "اللهجة الكرمانجية الشمالية، واللهجة الكرمانجية الجنوبية، واللهجة اللورية، واللهجة الزازكية".

ثرواتها المعدنية
وتمتلك هذه البلاد-التي تتسم بطبيعتها حيث فيها الجبال، والحقول، والأنهار، والبحيرات، والينابيع، وتغطّيها الغابات، ومن أنهارها دجلة والفرات، وآراس، ويلحظ جمال الطّبيعة من خلال أغانيهم التراثية، كما أن طبيعة أرض كردستان الخصبة جعلت غالبيتهم يعملون في الزراعة والحقول-، العديد من الثّروات المعدنية، ومن أهمها النفط، وتعتبر حقول كركوك هي أكبر الحقول والّتي ترفد العراق بالكثير من النّفط.






تقسيمات الأكراد
يبلغ أكراد تركيا عددهم 56% من عدد الأكراد في العالمِ، 20% من سكان تركيا، وغالبهم يقيمون في الجنوبِ الشّرقي من تركيا، وبدأ نشوؤهم في تركيا منذُ الخلافة العثمانية، بينما بلغ أكراد 16% من مجموع الأكراد حول العالم، ويعيشون في الغرب الشمالي من إيران، واجتاحوا إيران بعد قيام الجمهورية الإسلامية، أما أكراد سوريا يشكلوا 6% من عدد الأكراد حول العالم، ويعيش أغلبهم في الحسكةِ والقامشلي، وتعتبرهم الحكومة السورية من الأجانب الذين ليس لهم حقوق في سوريا وغير مسجليين، إلا أن 1 مليون كردي هم من مواليد سوريا لكنهم لا يملكون الهويات السوريةِ، وليس لهم أي حقٍ في التملك أو الزواج أو الدراسة، أما أكراد أرمينيا يبلغ عددهم 1.5% من عدد الأكراد حول العالم، ويتمتعون بحقوقٍ ثقافيةٍ وقومية كاملة إلى حين انهيار الاتحاد السوفيتي فخسروا جميع امتيازتهم وبدأ عددهم بالنقصان وهجرتهم إلى روسيا.

يمثل الأكراد حوالي 15 أو 20 في المئة من السكان العراقيين. وتاريخيا، كان للأكراد العراقيين امتيازات مدنية مقارنة بالأكراد المقيمين في الدول المجاورة، إلا أنهم تعرضوا لقمع شديد. وثار الأكراد في شمال العراق ضد الحكم البريطاني في فترة الانتداب، لكنهم قمعوا. وفي عام 1946، أسس الملا مصطفى بارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني كوسيلة سياسية للنضال من أجل الاستقلال في اقليم كردستان العراق، وبعد ثورة عام 1958، اعترف الدستور الجديد بالقومية الكردية، لكن الحكومة المركزية رفضت خطة بارزاني للحكم الذاتي، فأعلن حزبه القتال المسلح عام 1961.

وفي عام 1970، عرضت الحكومة اتفاقا على الأكراد بإنهاء القتال ومنحهم منطقة حكم ذاتي، لكن الاتفاق انهار واستئونف القتال عام 1974، وبعد عام، انقسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أسس السياسي المعروف جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني،  وبعد هزيمة العراق في حرب الخليج عام 1991، اشتعلت انتفاضة واسعة في مناطق العراق ومنها كردستان ولشدة قمع الدولة لهذه الانتفاضة، فرضت الولايات المتحدة وحلفائها منطقة حظر جوي على شمال العراق، مما سمح للأكراد بالتمتع بحكم ذاتي،  واتفق الحزبان الكرديان على تقاسم السلطة، لكن الصراعات احتدمت، واشتعل صراع داخلي عام 1994، دام لأربع سنوات. ومع قوات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، التي أطاحت بالرئيس الراحل صدام حسين، شارك في كل الحكومات التي شكلت منذ ذلك التاريخ، كما شارك في التحالف الحاكم في الحكومة الإقليمية الكردستانية، التي شكلت عام 2005 لإدارة مناطق دهوك وإربيل والسليمانية.