وفد من نقابة المرشدين السياحيين في زيارة لسور مجرى العيون

أخبار مصر

بوابة الفجر


زار الأستاذ الدكتور جمال عبد الرحيم أستاذ الآثار والفنون بجامعة القاهرة وبصحبته وفدًا من المرشدين السياحيين، سور مجرى العيون؛ للوقوف على مدى جهازيته لاستقبال الوفود السياحية.

وأشاد عبد الرحيم بأعمال الترميمات الجارية في السور على قدم وساق، وكذلك عمليات إزالة عشوائيات المنطقة المحيطة بالسور والتي قال عنها إنها ستتحول لمنطقة سياحية عالمية، وكان في استقبال الوفد.

وكانت أعمال الترميمات قد انطلقت منذ ما يزيد عن الشهر في منطقة سور مجرى العيون، حيث وجه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري والذي بسرعة إنجاز الأعمال في مبنى المأخذ، أو مبنى السواقي وهو المبنى الذي من خلاله كان يتم رفع المياه لما فوق السور ليتم إيصالها إلى القلعة.

وقد صاحبت كاميرا الفجر الأمين العام واطلعت على الأعمال الجارية بسور مجرى العيون، حيث تتم عملية تنظيف ميكانيكي لواجهاته، وكذلك تتم عملية تجديد للسواقي، كما سيتم ترميب طلمبات خفض منسوب المياه، إضافة لعمليات الترميم بأعلى المأخذ في حوض الترصيد ومجرى المياه فوق السور.

وقد زار المهندس مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بصحبة وزير الآثار سور مجرى العيون منذ مايزيد عن الأسبوع لمتابعة أعمال الإزالات الجارية حوله، للمساكن العشوائية حيث سيتم تحويل كل المنطقة المحيطة به لمنطقة خدمات سياحية.

وسور مجرى العيون يعرف باسم قناطر المياه، جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ - 1312 م، وصاحب الفكرة والإنشاء السلطان صلاح الدين الأيوبي ثم أقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة ومادة البناء من الحجر النحيت وتجرى عليه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر "العقود المدببة" كانت تنتهي بصب مياهها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة.

قام السلطان الغوري بعمل مأخذ مياه آخر لهذه القناطر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة، ولم يبق من القناطر القديمة التي أنشأها صلاح الدين سوى جزء في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجه لمسجد السيدة عائشة، والقناطر الحالية أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح.

والسور يعمل بآلية تضمن أمرين الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة، ومن ناحية إيصال المياه بسهولة فالسور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواق ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية.

والحوض كان مكسيًا بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، وكانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان، وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع والسر يكمن في هندسة البناء، حيث أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في المجراه الملساء حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة.

وكان الغرض الثاني للسور هو حماية المياه من أن يستولي عليها الجيش المحاصر للقلعة مثلًا، يتوفر أيضًا بسهولة لأن السور مرتفع للغاية، والمأخذ محمي بالجنود.