من الشمال للجنوب.. التفاصيل الكاملة لحرائق لبنان

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استيقظ العالم على اجتياح سلسلة من الحرائق الشاسعة عددًا من المناطق اللبنانية، التهمت مساحات كبيرة من الغابات والمزروعات والأشجار، كما حاصرت الكثير من المنازل، مما أدى إلى إخلاء المواطنين منازلهم فى بعض المناطق، فيما تواصل أجهزة الدفاع المدني بالتعاون مع الطائرات المروحية التابعة للجيش جهودها للسيطرة على الحرائق وإخمادها.

وبدأت الحرائق بالأمس، جراء الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة المصحوب برياح جافة شديدة وصلت إلى 50 كم/ساعة ساهمت فى انتشار الحرائق وتنقلها بين الأماكن، على نحو استنفرت معه أجهزة الدولة اللبنانية للسيطرة على الحرائق وطلب الاستعانة بطائرات قبرصية متخصصة فى إخمادها. وتدخلت طائرات مروحية تابعة للقوات المسلحة اللبنانية بشكل متواصل، لإخماد الحرائق، كما استعان المواطنون بصهاريج المياه وكذلك مياه حمامات السباحة في المنازل الكبيرة في إطار محاولاتهم لمساعدة قوات الدفاع المدني. وأكدت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن، أن هذه الطائرات باشرت عملها، مشيرة إلى أنه تم إنشاء غرفة عمليات في السراي الحكومي وأخرى متنقلة على الأرض في بلدة المشرف لمتابعة عملية إخماد الحرائق.

نزوح المواطنين
وتسببت الحرائق في موجة نزوح محدودة من عدد من المنازل لا سيما فى منطقة (المشرف) بمدينة الشوف الجبلية فى محافظة جبل لبنان، حيث حاصرت ألسنة اللهب عددا من المنازل على نحو اضطر معه المواطنون إلى ترك منازلهم وإخلائها، كما اضطرت جامعة بيروت العربية إلى إيقاف الدراسة فى فرع الجامعة بمنطقة الدبية بمحافظة جبل لبنان، خشية تطور الوضع وتوسع الحرائق قرب حرم الجامعة.

سقوط خمس إصابات طفيفة
وأعلن المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، أن الحرائق المندلعة على الأراضي اللبنانية يفوق عددها المئة، مطالبًا من المواطنين مساعدة عناصر الدفاع المدني في إخمادها، لافتاً إلى أن هناك مئتي سيارة تعمل على كافة الأراضي اللبنانية. وأضاف في حديث تلفزيوني سقوط خمس إصابات طفيفة جرت معالجتها، معتبراً أن دول العالم التي لديها إمكانيات ضخمة لا تقوم بفعلٍ أفضل مما قمنا به، مشيراً إلى انفجار عشرين لغماً جراء الحرائق في منطقة الشوف.

وقال خطار إن هذا الحريق لم يشهد لبنان مثله منذ عشرات السنوات، وهذا الوقت من العام هو الأصعب، حيث تم التواصل مع كل المعنيين لإطفاء الحريق، مشيرً إلى أن الوضع تحسن بعد انخفاض سرعة الرياح وإعادة عمل الطيران، لافتاً إلى أن بقعة الحريق كبيرة جداً ونحن نتحدث عن كيلومترات عديدة جراء سرعة الرياح.

فيما طالب وزير الخارجية اللبناني فادي جريصاتي، وزارة الداخلية والمديرية العامة للدفاع المدني وأفواج الاطفاء، البقاء على أهبة الاستعداد تحسبًا لما قد يطرأ اليومين المقبلين مع اشتداد سرعة الرياح التي تصل حتى 45 كيلومترا في الساعة.

وفي بيانٍ له، دعا جريصاتي المواطنين إلى "تفادى حرق الحشائش اليابسة، واتخاذ أقصى درجات الحذر عند تنظيف أراضيهم"، كما دعا "البلديات في أنحاء لبنان، ولا سيما البلديات الـ26 الأكثر تهديدًا، بالتعرض للحرائق إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة والاستمرار بأعمال الوقاية تجنبا لاندلاع أي حريق".

الأوضاع أكثر توترًا في الجنوب
أما الأماكن الأشد وعورة، فقد قال مركز الدفاع المدني في بزبينا، أن الحريق لايزال مشتعلا، وأن عناصر وآليات الدفاع المدني من مركزي بزبينا وعكار العتيقة والأهالي وشرطة البلدية تمكنوا من تطويق النيران ومنع تمددها، لكن وعورة المنطقة وعدم توفر طرقات فيها، منعت وصول سيارة الإطفاء الكبيرة إلى موقع الحريق، في حين ارسل رئيس البلدية ماجد درباس صهريج ماء مزود بمضخة، وسيارة اطفاء صغيرة للدفاع المدني للوصول إلى المكان، وتقوم سيارات الإطفاء الكبيرة بتزويد الآليتين الصغيرتين بالماء. وفي الجنوب شب حريق كبير ليل امس في خراج بلدة صفاريه في منطقة جزين، وقد عمل الدفاع المدني طيلة الليل حتى صباح اليوم على اخماده بصعوبة نظرا لشدة الرياح بعدما قضى على 45 دونما من الاشجار الحرجية.