شوقي علام: الخلاف الفقهي لدى علماء المسلمين المعتمدين ظاهرة صحية

توك شو

المفتي
المفتي


قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن الخلاف الفقهي لدى علماء المسلمين المعتمدين ظاهرة صحية، تعكس مدى مرونة وحيوية الفقه الإسلامي الوسيع وملاءمته لكل زمان ومكان؛ لكونه كان سببًا فاعلًا في تكوين ثروة فقهية وتشريعية قلما توجد في أمة من الأمم.

وشدد على أنه كان للتعامل الحضاري مع قضية الخلاف الفقهي أثر حميد في وحدة المسلمين وتعايشهم مع الديانات والثقافات والحضارات المختلفة، وأثر ذلك في تراكم ثروة معرفية تشريعية امتد تأثيرها والاستفادة منها إلى دساتير وقوانين دول العالم الحديث، منوهًا إلى أن هذه الروح الحضارية التي يعمل المؤتمر العالمي للإفتاء على إحيائها وبعثها من جديد.

وأضاف "علام"، خلال كلمته على هامش المؤتمر العالمي الخامس للإفتاء الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان: "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، بحضور وفود من كبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم، اليوم الثلاثاء، أن التعامل الحضاري في إدارة الخلاف الفقهي، أنتج ثروة فقهية عظيمة لا مثيل لها في تاريخ البشرية، وأثمر رحمة بين العباد، وتعايشًا بينهم في مناخ آمن يسوده الحب والرحمة والسلام، وما زلنا نرث هذا الرقي الحضاري جيلًا بعد جيل، حتى نبتت في أمتنا نابتة سوء انتهجت منهج متطرفًا، وجعلوا من الفروع الفقهية أصولًا عقدية، كفَّروا بها كل من خالفهم.

وتابع مفتي الديار المصرية، أن الأمة قد تضررت كثيرًا من ممارسات هذه التيارات على اختلاف وكثرة أهوائها، فقد تحول التفكير إلى تكفير متشدد لا يعترف إلا بذاته ولا يعتقد إلا في نجاته، وقد تطور هذا التكفير إلى التفجير والإرهاب والقتل والدماء، وسفكت الدماء التي حرمها الله بغير حق، وانتشرت الفتن في كل أرض نزلوا بها، حتى شكلوا خطرًا حقيقيًا على العالم بأسره، مضيفًا مخاطبًا العلماء، قائلًا: "ها هي أمة الإسلام تستغيث بكم استغاثة المريض بالطبيب، وتعقد العزم على نبذ هذه التيارات الفاسدة وتسير على نهجكم الأصيل الموروث، فلا نجاة لأمتنا إلا باجتماع كلمتكم على مواجهة هذه الأخطار".