كيف تناولت الصحف العالمية مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي؟

بدأ الأمر بتغريدة غامضة نشرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بأن "هناك أمر كبير حدث للتو"، ثم تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية صباح اليوم خبر مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية على شرق إدلب بسوريا.

وركزت الصحف العالمية على خبر مقتل البغدادي الذي قاد داعش منذ عام 2010، عندما كانت لا تزال فرعًا لتنظيم القاعدة في العراق. وقد تم رصد مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن موقعه، وكان يُعتقد أنه مختبئ في مكان ما على طول الحدود العراقية السورية.

وتحت عنوان "زعيم داعش أبو بكر البغدادي يُعتقد أنه قُتل في غارة أمريكية"، نقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية تصريحات لمسؤولين في الاستخبارات بأن الغارة جاءت بعد عملية استخباراتية استمرت شهرًا وتتبعت البغدادي إلى المنطقة من خلال أحد المهربين الذي نقل زوجات شقيقيه من العراق إلى إدلب.

ويعتقد المسؤولون أن البغدادي ربما فجر حزامًا انتحارياً عندما اقتربت القوات من منزل بالقرب من الحدود التركية كان يختبئ فيه. ويُعتقد أن الانفجار أسفر أيضًا عن مقتل اثنتين من زوجاته.

ووصفت الصحيفة مقتل البغدادي بـ"الضربة المدمرة" لجماعة إرهابية انتشرت في جميع أنحاء المنطقة لمدة خمس سنوات منذ منتصف عام 2014، وأسفرت عن هجمات إرهابية مروعة في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى تضخيم الهجرة الجماعية للاجئين وأشعل حربًا لاحتواءهم قُتل فيها الآلاف وتشرد الملايين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرر أن يلقي الرئيس ترامب كلمة في الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت جرينتش في واشنطن، بعد أن نشر تغريدته دون أي توضيح.

ومن جانبها، ألقت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الضوء على لقطات الفيديو التي تُظهر لحظة قيام قوات العمليات الخاصة الأمريكية بضرب المكان الذي يختبئ فيه البغدادي في سوريا، في الوقت الذي قام فيه زعيم داعش بتفجير سترته الانتحارية.

وأوضحت الصحيفة أن زعيم داعش كان مع زوجتيه، اللتين ورد أنهما كانتا ترتديان أحزمة ناسفة، وكذلك أطفاله الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وشددت على أنه لم يتم التأكد من الفيديو حتى الآن وأن التأكيد النهائي لمقتل البغدادي لا يزال جارياً حيث يتم إجراء اختبار الحمض النووي والبيومتري، حسبما أفادت مصادر لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية.

وفي تقرير بعنوان "زعيم داعش البغدادي: طريق محفوف بالرعب والموت"، تحدثت وكالة "رويترز" للأنباء عن استهداف أبو بكر البغدادي، الذي وصفته بالجهادي العراقي الذي ظهر من وسط الظلام ليعلن نفسه "خليفة" لجميع المسلمين كزعيم للدولة الإسلامية، في عملية عسكرية أمريكية في سوريا مع وجود تصريحات تؤكد مقتله.

وقال مسؤول أمريكي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لرويترز، إن البغدادي كان مستهدفًا في الغارة الليلية ولكنه لم يتمكن من معرفة ما إذا كانت العملية ناجحة. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "بيانًا كبيرًا" في البيت الأبيض في وقت لاحق يوم الأحد.

وأكدت "رويترز" أنه لطالما كان البغدادي هدفًا لقوات الأمن الأمريكية والإقليمية التي تحاول القضاء على تنظيم داعش، حتى عندما استعادت معظم الأراضي التي كانت تحتلها الجماعة.

وأبرزت ارتكاب تنظيم الدولة الإسلامية أو الخلافة التي أعلنها البغدادي في يوليو 2014 في العراق وسوريا للفظائع ضد الأقليات الدينية والهجمات على القارات الخمس باسم نسخة من الإسلام المتطرف الذي أرعب المسلمين المعتدلين.

وفي السياق ذاته، نشرت شبكة "سي ان ان"الإخبارية الأمريكية تقريرًا بعنوان "كيف أصبح زعيم داعش أبو بكر البغدادي واعظًا للكراهية يُخشى منه".

واستهلت الشبكة الأمريكية تقريرها بوصف البغدادي بأنه الواعظ للكراهية، المحرض والملهم لبعض أعمال العنف الأكثر بشاعة على الإطلاق، أحد الهاربين بعيد المنال، تُطارده الطائرات بدون طيار، لم يظهر علنًا إلا مرة واحدة.

والآن، بعد ما يعتقد أنه قُتل في غارة شنتها القوات الأمريكية، فإنه يترك وراءه سلسلة من الجرائم البشعة والكراهية الداخلية والإدراك المحزن بأنه هو وأتباعه من داعش بمثابة علامة مستمرة للاضطرابات والفشل الإقليميين، وما يمكن أن يفعله الإنترنت بالأشخاص المعزولين والمشوهين نفسياً.