رضا طاهر الفقي يكتب: "سهير شلبي" وجه عشقناه

ركن القراء

رضا طاهر الفقي
رضا طاهر الفقي


عيناها كزرعنا الاخضر يعطي من يتامله بهجه تسر الناظرين.. من منا لم يفتن بهذا الوجه الجميل؟، وجه "سهير شلبى" يتسلل إلى وجدان المشاهدين من خلال الشاشة الفضية ، ليأسر قلوبنا ، ويحتوينا بصوتها الرقيق ، وحوارها الجاذب ، وما به من معلومات تروى القلوب والعقول ، وجه عشقنا ه منذ طفولتنا حتى صارنا شباباً ، ولم ولن ننساه .. عيناها مثل زرعنا الأخضر الذي يعطي لنا بهجه تسر الناظرين  حينما تتامله . 

وتحتار فى وجهها الجميل  تجد أن  مساحات الألم فيه أكثر من مساحات الفرح والبهجه، رغم تلك البشاشه التي لا تفارقه،  وجهها ، مصري ، أصيل " وجه مصر". 

 وإذا أردت ان تصف جمال هذا الوجه سوف تظل حائرا محيرا ، هل جمال وجهها عربي أم يوناني أم مصري ، رأيت فيه  خطوط من فلسفه ارسطو وسقراط  مع مزيج وجدان الوجه العربي ، وبساطة  الوجه المصرى ، به تفاصيل كثيره فيه تحدي الصعيدي ، وكرم الشرقاوي، وحلاوة منطق المنصوري . 

هذا الوجه سواح  مع الحياه  مثل برنامجها التي عرضت لنا  فيه عظمة الاباء ، وعرضت لنا تاريخنا الذي اهلنا عليه التراب  ، وكانت هي من ترفع عنه ذلك التراب الذي ران عليه . ولكني ادلف الي زمنا  بعيدا إلي اول مشاهده لطلتها تلك المغناطيسيه  . 

إن طلتها  تدفعك بسرعه إلي جو من الالفه الاصيله  التي لاشك فيها،  وكان كلامها في اليوم المفتوح  بسيطا واضحا،  ولكنه ينم عن شخصيه قويه . وليست قوتها من النوع الذي يحاول أن يسحق من أمامه . ولكنها قوه من نوع اخر .. كالظلال الحلوه التي تلقيها شجره كبيرة . قوتها قوه حنونة رقيقة . وليست قوه عاتية. 

ونحن صبيه  كان حديثنا عن الفنانات حسب مشارب وأفكار كل منا بعضنا يتكلم عن قد وخد الفنانه، وبعضنا يتكلم عن الرقه المنسابه من حديثها .

 كلا له فتاة احلامه . كان نادراً أن نتحدث عن مذيعه وسط هذا الخضم من الحديث   .. إلا أن سهير شلبي كانت تاتي في الحديث كان  الحديث عن الوجه الطلق البشوش.   وأكتشفنا  أن سهير شلبي  كانت تصنع لنا وجدان دون أن ندري ، وكان بعضنا في حصة الأبلة ماري مدرسه الأحياء   يتعلل لها بان بطنه موجوعة حتي يخرج إلي الحمام  ومن الحمام إلي سور المدرسة ، وثم إلي البيت حتي يشاهد اليوم المفتوح الذي كان مائدة عامرة عليها ..الدين..  الفكرة العلميه ..المعلومه التاريخيه وكأن المقصود من البرنامج تربية الوجدان والوجدان الحقيقي يتربي علي اكثر من مائده . شبه لي أحد الصبيه في ذلك الحين كان بليغا ، وأن صوتها المتفاعل مع روحها التواقه يسكت  ضوراي  النفس ، ويقطع صفير الرياح ، صوتا  يصالحك علي الكون .. صوتا يملك كل عناصر الظرف الاتصالي بينه وبين المتلقي .. مازالت  الحكمة التي كانت ترددها في اليوم  المفتوح عن نسيبة الألم الإنساني  حنيما كانت تعرض لاغنيه محمد عبد المطلب ..ياحاسدين الناس،  والتي طلبها احد المشاهدين وتحدثت عن  الالم الإنساني يزيد وينقص بقدر كم امتلاكنا للاشياء .. هي تربت في بيت الراجل  الذي عانق التاريخ وعانقه التاريخ  الدكتور أحمد شلبي الذي أعطي لها  تجارب التاريخ وعبره ومن تجارب التاريخ ،وأن الكلمه لاتؤثر إلا إذا سمعت.. الفكره الحبيسه جنين مجهول حتي تولد .. والكلمة الفاعله كالطفل الشرعي الذي يعرف أبويه ..  

إنها تمارس حياتها بطلاقه وبساطة ، وكأنها تدرك كلمة افلاطون الذي قال تجنبوا الكلمات المنفوخه فانها تبعدك عن الحقيقه فهي ادركت بان الحقيقه مباشره بالقلوب لابالكلمات..  لما كان عالمها الإعلام فكانت في حالة تقمص وحداني للمشاهد لكي تصل الرساله الإعلاميه فكانت تؤديها  في اقدام ونشاط  وصدق وهي ادركت إذا كان المرسل صادقا وصل للمتلقي هذا الصدق ،  وإيمانا بالفكرة الرسالة  ، لأن الحياة فكره ورساله  وليست اداه يوجهها من شاء إلي ماشاء.. والحياه الإنسانيه القائمة علي الفكرة مثمرة دائما وموجهه ابناء الفكرة جميعا إلي ألوان من النشاط تزيدها قوه وتدفع كل يوم حيويه جديده .. فاذا انطفا نور الفكرة لم يبقي للرسالة وجود وأن لهذه الحياة الإنسانيه أن يتواري كل مافيها من ضياء فلايبقي من الحياة إلأ المظهر المادي.