كارثة.. أكبر 10 مواقع "فتوى" فى العالم تحت سيطرة قطر وتركيا

العدد الأسبوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


يستطيع أى مسلم أن يستخدم محركات البحث على فضاء الإنترنت للبحث عن فتوى أو معلومة دينية، لكنه لا يعلم أنه دخل بضغطة على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر أو الهاتف إلى محيط من الآراء المتشددة التى يسيطر عليه دعاة ينتمون لجماعة الإخوان أو السلفيين، وبدعم مالى من قطر وتركيا.

واستطاعت الجماعات الإرهابية منذ ثمانينيات القرن الماضى ملء المحتوى الرقمى الدينى، من خلال تسويق المادة العلمية الدينية عبر الإنترنت عن طريق مواقع إسلامية لاستهداف المسلمين أولاً حول العالم وليس فى مصر أو الوطن العربى فقط.

وسعى الإخوان والسلفيون لتدشين مواقع دينية لجذب أكبر عدد من الزائرين وغسل أدمغتهم بالأفكار المتشددة والمتطرفة، ومنها أكبر 10 مواقع عربية والتى لا تروج سوى للدعاة الإخوان أو السلفيين القريبين من أفكار الجماعة.

واستحوذت المواقع الصادرة عن قطر أو المدعومة منها على صدارة المشهد الإلكترونى وعلى رأسها موقع «إسلام ويب» التابع لإدارة الدعوة والإرشاد الدينى فى وزارة الوقاف والشئون الدينية القطرية، والذى يزوره 26% من المسلمين الذين يريدون الحصول على إجابة عن أسئلتهم الدينية خصوصاً أنه مهتم بإصدار الفتوى، وذلك لاعتماده على التقنيات الحديثة التى تسهل عملية الوصول للفتوى.

أما الموقع الثانى فى القائمة طريق الإسلام بنسبة 21%، وأسأل إمام، بنسبة 12%، وإسلام أونلاين بنسبة 9%، والسوسنة إسلام بنسبة 8%، ومفتى أونلاين بنسبة 8%، وشبكة بينونة للعلوم الشرعية بنسبة 7%، والإسلام سؤال وجواب بنسبة 6%، وموقع المسلم بنسبة 2%، وموقع «أنا السلفى» بنسبة 1%».

وكشف الباحث عبد الغنى الهندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المحتوى الرقمى الدينى المتشدد 96% بينما المعتدل 4% فقط، منبهاً لخطورة الأمر لأن النوع الأول والمنتشر يروج إلى أن أفكار داعش وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية تعبر عن الإسلام وليس الأزهر أو دار الإفتاء.

وقال الهندى، لـ«الفجر» إن عدد المسلمين فى العالم 1.7 مليار منهم 280 مليون مسلم عربى يزورون المواقع الإخوانية والسلفية ويتأثرون بما تبثه من أفكار متطرفة، بينما يصل عدد زوار موقع دار الإفتاء لـ1000 زائر يومياً فقط.

وقال «الهندى» إن الشخصيات المتطرفة والتى تروج للإرهاب الأكثر إصدارًا للفتاوى وتضم قائمة أكثر 10 شخصيات تطلق فتاوى : يوسف المخارزة وأحمد القصص وأبو أسامة الشوكانى وبلال خريسات وعطاء خليل أبى الرشة، أمير حزب التحرير، وأبو اليقظان المصرى وطاهر الفرغلى وأيمن الظواهرى وأبو بكر البغدادى، وأبو بكر الشيكوى.

تحرص المواقع المتطرفة على وصف الدعاة الإخوان والسلفيين بـ«المجددون» ما يزيد من شعبيتهم لدى المسلمين العاديين حتى يبحثوا دوماً عن فتاوى هؤلاء حيث يتصدر هؤلاء المواقع الأكثر إصدارًا للفتاوى على مستوى العالم مثل ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، والسعوديين ابن باز وابن عثيمين، والداعية القطرى يوسف القرضاوى وابن تيمية وحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان وسيد قطب، منظر الجماعة، وخالد تليمة، القيادى بالجماعة، بالإضافة إلى مرشدى الجماعة الراحلين حسن الهضيبى وعمر التلمسانى ومحمد حامد أبو النصر ومصطفى مشهور والحالى محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وجهاد الحداد، أحد كوادر الجماعة، وعضو مكتب الإرشاد، عبدالرحمن البر، والدعاة السلفيين محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحاق الحوينى وسعيد عبدالعظيم، وغيرهم.

وأشار هندى، إلى أن دار الإفتاء لديها مرصد عالمى لمواجهة الفتاوى المتطرفة وكذلك الأزهر لديه المركز العالمى لمواجهة الفتاوى المتطرفة، ولكن المرصدين يكتفيان بالرد على الفتاوى المتشددة أو الشاذة لكنهما لا يبادران بترويج الفتاوى السمحة التى تكشف عن الإسلام الحقيقى.

من جانبه قال دكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن مرصد الفتاوى التكفيرية ومهمته الرصد وجمع أكبر أرشيف للفتاوى الصادرة عن تنظيم داعش الإرهابى سواء تم بثها عبر وسائل الإعلام المسموعة أو المقروءة سواء على المواقع الإلكترونية أو فى كتب التنظيم ويتم الرد عليها.

وأضاف نجم.. إن فكرة أن يسبق المرصد التنظيمات المتطرفة والإرهابية ليست ممكنة حاليًا خاصًة أن فكرة المرصد قائمة على رصد الفتاوى المتطرفة المنتشرة والرد عليها بجانب صفحة «داعش تحت المجهر» بموقع «فيس بوك». وأشار نجم، إلى تقرير أعده المرصد كدليل للجمهور فى كيفية مواجهة التطرف باعتباره «طاعون العصر» لاكتشافه مبكراً بين أحد أفراد الأسرة حتى تستطيع استيعاب الشباب، حيث رصد الجماعات المتطرفة والإرهابية وخرائط تمركزها وتاريخ تكوينها وأبرز قادتها ومصادر تمويلها وأبرز العمليات الإرهابية التى قامت بها.