قتلت سائق حاول اغتصابها .. الفجر تحاور " فتاة العياط"

حوادث

بوابة الفجر


"حياة جديدة.. ابتسامة أمل.. أحضان ودموع".. مشاهد مفرحة عاشتها "أميرة أحمد رزق" في القضية المشهورة إعلاميًا "فتاة العياط"، فجر يوم الأربعاء الماضي، بعد قرار إخلاء سبيلها من المحكمة صباح يوم الثلاثاء بعد قضاء أكثر من 3 شهور منذ 12 يوليو الماضي متواصلين خلف قضبان محبسها.

"كانت لحظات شغف"، تنتظرها منذ وقت كثيرًا، أشعة الشمس تداعب وجهها وصوت قد اشتاقت لسماعه يناديها ليرسم ابتسامة على شفتيها للنظر في عيون والدتها، وهدوء نفسي يغمرها عقب قضاء أول ليلة خارج قضبان السجن، لتهنأ بأول ليلة وسط الأهل عقب الحادث. 

انتقلت محررتا الفجر، لمنزل "فتاة العياط"، لتكشفا كيف عاشت الفتاة الأيام القاسية داخل محبسها، وماذا تفعل في حياتها في الأيام المقبلة.

"مش أغراب عن بعض"... القتيل وحبيبها السابق تربطهما صلة قرابة
"ضحكوا عليا" بإيدي مرتجفة وعيون زائغة، قالت "فتاة العياط" إن "وائل" حبيبها السابق كان يرغب في خطبتها وكانت تربطه بالقتيل صلة قرابة فهم "أولاد عم"، وإنهم تربصوا وخططوا لحيلتهم ونصبوا فخهم للإيقاع بها، رغم ثقتها به كصديق مقرب بعد رفض والدها لخطبتها له لصغر سنها وقرراه بعدم نزولها للعمل مرة أخرى، فانقطعت الصلات بينهما لمدة دامت خمسة أشهر، لتأتي تلك المكالمة المشؤومة لتفتح باب من نار علي الجميع، ويطلب الشاب أن يقابلها بحديقة الحيوان من جديد.

اتصلو بيا وقالولي: "بنتك غرقانة دم بس هي كويسة"
كنت مربيها كويس.. هكذا بدأ الأب حديثه لـ" الفجر": في يوم الواقعة حوالي الساعة الـ 7 مساء جائتني مكالمة من شاب وفور إجابتي على الهاتف "مين معايا؟" قائلًا: "بنتك غرقانة في دمها وكان في واحد عايز يغتصبها بس هي كويسة"، وبعدها الهاتف فصل وجلست على الأريكة وأنا في حالة توتر وتساؤلات كثيرة: "ماذا حدث لنجلتي، مكالمة مفاجئة. 

بدأت استعيد قوتي كي أعرف ماذا أفعل.. واستكمل الأب حديثه لـ"الفجر"، وبعدها بنصف ساعة هاتفني رجل ويدعي "حجاج" وهو إمام مسجد بمنطقة العياط، ليطمئني على ابنتي وأن شابا حاول اغتصابها ولكن لا يستطيع قائلًا: "بنتك كويسة مفهاش حاجة وهي في بيتي"، أغلقت معه الهاتف وأخبرت والدتها وعلى الفور ذهبنا إليها، وطول الطريق كنا خائفين عليها بشدة.

الأم: اطمنت عليها أول ماشوفتها
بقلب الأم ولهفتها على نجلتها.."خدتها جري على الحمام" بدموع يتبعها تماسك جزئي روت الأم ذكريات الواقعة عند علمها بما حدث قائلة: "روحت مع والدها وأول ما وصلت خدتها من أيديها على الحمام علشان اطمن على عذريتها، وبدأت اتمالك نفسي بعد تأكدت أن بنتي سليمة وحافظت على نفسها".
 
وتابعت: "كل حاجة لازم تتغير بعد اللي حصل ودا قلم فوق أميرة وفوقني إن لازم أكون حريصة أكثر مع بناتي.

فتاة العياط توجه رسالة لكل بنت
"خلو بالكم الشباب بقت وحشة"، وبكل قوتها قالت "فتاة العياط" في رسالة لكل بنت، قائلة "الشباب بقت وحشة دلوقتي، ومالهمش أمان، وفكروا كتير قبل ماتدوا الثقة لأي حد"، مشيرة أنها تعلمت الكثير من هذا الدرس، لافتة أنها منذ هذه اللحظة ستستمع لكل نصيحة توجه لها من والدها ووالدتها، لأنهم بيحبوني وبيخافوا عليا.

نفسي أكون دكتوره وأنا شاطرة جدا في العلوم
بابتسامة أمل ونظرة تطلع لمستقبل لا يعكره شئ ماضي، تتمني "أميرة" ان تلتحق بكلية الطب وتصبح طبيبة مشهورة يفتخر بها والديها.

ربنا يسامحه بس انا مش هسامحه" بانكسار شديد وضعف يمتلكها لوهله، موجهة رسالتها لمن ادعى أنه يحبها، قائلة: "ضحك عليا وخاني وكان عاوز يسلمني لقريبه، بس أنا عمري ماهسمحك وربنا يرجعلي حقي منك". 

موافقة اتعرض على تأهيل نفسي
"محتاجة تأهيل نفسي".. "أيام السجن صعبة، ومش قادرة أنسى اللي حصل وبيتكرر قدامي كل شوية وببكي"، وأوضحت "فتاة العياط" أنها مازالت لا تستطيع أن تمحي من ذاكرتها تفاصيل الواقعة، وأنها بحاجة لعلاج نفسي يجعلها قادرة عاي تخطي ما مرت به.

البداية
كانت البداية، عندما تلقى قسم شرطة العياط، بلاغا من طالبة في العقد الثاني من عمرها، تفيد قيامها بقتل سائق سيارة ميكروباص حاول التعدي عليها جنسيًا بدائرة القسم، وسددت له عدة طعنات، وعلى الفور، انتقلت قوة من مباحث القسم إلى محل الواقعة، وتبين صحة ما جاء على لسان المتهمة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.

تقرير الطب الشرعي
وكانت جهات التحقيق تسلمت في وقت سابق، تقرير الطب الشرعي والأدلة الجنائية الخاصة بالمجني عليه، لينهي الجدل إذا كان هناك شخص آخر اشترك مع الفتاة في قتل المجني عليه حيث أوضح التقرير أن الجلد الذي تم العثور عليه أسفل أظافر المجني عليه يعود للمتهمة وليس لشخص آخر، فيما أوضح تقرير الأدلة الجنائية أن آثار الدماء الموجودة على سكين المجني عليه تعود للمتهمة، هذا يثبت رواية الفتاة أميرة بأنها هي التي قتلت المجني عليه دفاعًا عن شرفها

وقالت محامية فتاة العياط" في وقت سابق، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن تقرير الطب الشرعي، الخاص بالفتاة أثبت عذريتها، فيما تسير التحقيقات أن الفتاة "أميرة" كانت تقاوم المجني عليه بالسكين، دفاعًا عن النفس والشرف، مضيفة أن سوف تتغير مسار التحقيقات بعد التقرير الطبي.

تجديد حبس
وكان قاضي المعارضات بمحكمة جنح جنوب الجيزة، في 24 سبتمبر الماضي تجديد حبس الفتاة "أميرة" في القضية المعروفة إعلاميًا "فتاة العياط" المتهمة بقتل سائق ميكروباص الذي حاول اغتصابها فقامت بقتله دفاعًا عن شرفها، 45 يومًا على ذمة التحقيقات.

إخلاء سبيلها
وغادرت أميرة أحمد، مركز شرطة العياط، مساء الثلاثاء، بعد قرار المحكمة بإخلاء سبيلها، في قضية مقتل سائق، بعد إنهاء كافة الإجراءات من المحكمة، وتسليم الفتاة لوالدها بدون كفالة

وقررت محكمة شمال الجيزة،اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر، إخلاء سبيل الطفلة "أميرة أحمد"، المتهمة بقتل سائق حاول اغتصابها في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"فتاة العياط"، وتسليمها لوالدها بدون كفالة.

والد الفتاة: لم أكن متوقع حكم إخلاء السبيل
وقال "أحمد رزق" والد الفتاة "أميرة"، في تصريح خاص لـ"الفجر"، بعد خروج نجلته من مركز الشرطة، واستلامها بدون كفالة، إنه حين رؤيته لنجلته لأول مرة خارج محبسها شعر بسعادة غامرة، موضحا: "أشكر الله ولًا ثم القضاء لإنصاف ابنتي" بعد دفاعها عن شرفها.