"تدني الأوضاع الاقتصادية".. المعارضة التركية تعنف "أردوغان" بسبب الفقراء

تقارير وحوارات

أردوغان
أردوغان


تسببت واقعة الانتحار الجماعي لأربعة أخوة بسبب الفقر وضيق المعيشة، في تعالي أصوات المعارضة التركية، التي عنفت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على تردي الأوضاع الاقتصادية في عهده، وإصدار تقارير مزيفة حول تحسن الاقتصاد، لينتهي المطاف، ويخرج الشعب في تظاهرات ضد أردوغان.

حادثة الانتحار الجماعي
تعالت أصوات المعارضة التركية بسبب تدني الأوضاع الاقتصادية، إذ انتقد نائب رئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري بالبرلمان التركي أوزجور أوزال، سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم تجاه حادثة الانتحار الجماعي لأربعة أخوة في بلدية الفاتح بمحافظة أسطنبول التركية، بسبب الفقر وضيق المعيشة.

وقال أوزجور أوزال: "لقد انتحر 4 أخوة بسبب الفقر والجوع؛ لأنهم لم يستطيعوا أخذ رواتبهم التي كانت قيد التنفيذ، مضيفًا أن هذا الحادث لم يهز جدول الحكومة التركية، ولم يكن على أجندة الوزير أو رئيس الجمهورية، ولا حزب العدالة والتنمية".

وأضاف أوزال: "إن الإنسان يخجل من العيش في هذه الدولة، ومن الإجراءات السياسية بها، ومن الشهادة على وجود شخص في السلطة الحاكمة يسد أذنيه ويتجاهل الفقر، موضحًا أن الأخوة المنتحرين تتراوح أعمارهم من 48 إلى 60 عامًا، أحدهم مدرس موسيقي، وواحد ساعي بريد، والاثنان الباقيان عاطلان عن العمل، وأنهم منذ شهرين لا يستطيعون دفع فواتير كهرباء منزلهم، وأنه عقب ساعتين من موتهم، قامت شركة توزيع الكهرباء بقطع الكهرباء عن منزل الجنازة.

وذكر أوزال أن الأخوة المنتحرين مساكين للغاية، لدرجة أنهم خشوا ألا يعلم أحدٌ شيئًا عن موتهم، فكتبوا على الباب هناك (سيانيد) بالداخل أخبروا الشرطة، وذلك حتى لا يصاب من يعلم بخبر موتهم، مضيفًا: على الأقل ليدفنوهم مثل صغار القطط.

وقال أوزال أيضاً: "لقد حدث انتحار جماعي لأربعة أخوة في تركيا، والسبب هو الفقر وضيق المعيشة والجوع والبطالة، وإنه مكتوب في الدستور الذي أقسمتم عليه أن هذه الدولة هي دولة قانون. لكن الأغنياء يصبحون أغنياء أكثر، والرجل الواحد الذي يدير هذه الدولة هو من يقرر لمن ستُعطى المناقصات. أما الأربعة أخوة فينتحرون بسبب الفقر والجوع وعدم أخذ رواتب.

تقارير اقتصادية مزيفة
ورغم الواقع المؤسف الذي يعيشه الشعب التركي، إلا أن الحكومة تصدر تقارير مزيفة عن تحسن الاقتصادية، إذ انتقد نائب حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض فايق أوزتراك، الإحصاءات الأخيرة التي أعلنتها الحكومة التركية رسميًا لأحدث معدلات التضخم، التي قدمها معهد الإحصاء التركي، وطالب بالكشف عن تفاصيل أبحاثهم.

قال أوزتراك إن الأرقام الفعلية لمعدلات التضخم في تركيا أعلى بكثير مما أعلنته الحكومة رسميًا، وأشارت أحدث الأرقام التي أصدرها معهد الإحصاء التركي، في أكتوبر الماضي، إلى أن معدل التضخم شهد زيادة 8.55٪ على أساس سنوي، إذ ارتفعت المنتجات الغذائية بنسبة 7.85٪ خلال الفترة نفسها.

وأكد أوزتراك، أن هناك فرقًا كبيرًا بين التضخم الذي يحدده معهد الإحصاء، الذي يديره أصدقاء وزير المالية بيرات البيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتضخم الفعلى فى الشوارع، متسائلًا؛ من أين تقوم الحكومة بجمع هذه الأسعار؟ أعطونا العناوين، ليس أنت وحدك.. بل يجب أن نستفيد جميعنا من هذه الأسعار الرخيصة.

وانتقد أوزتراك أيضًا البنوك التركية الحكومية لمحاولتها التدخل في أسواق العملات بزعم دعم الاقتصاد التركي في البلاد، مشيرًا إلى أنه لا يمكن حل مشكلات هذا الاقتصاد بالتدخل في أسواق العملات، أو عن طريق توزيع خطوط الائتمان، إذ لا يمكن للبنوك العامة تحمل هذه المسئولية بالكامل.

تظاهر الأتراك
وعقب تردي الأوضاع الاقتصادية وأزمة المعيشة، شهدت تركيا تظاهرات احتجاجية جديدة بالملابس الداخلية، ضد الحكومة التركية، شارك فيها العديد من الموظفين الأتراك، قائلين إن حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان جردتنا حتى من سراويلنا الداخلية، وذلك تنديدًا بالأوضاع الاقتصادية الصعبة.

ونظم عدد من الموظفين الأتراك، وقفة احتجاجية أمام تمثال مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، بمنطقة أولوس بالعاصمة أنقرة، بعد أن رفضت السلطات التصريح لهم بتنظيم احتجاج على غلاء المعيشة أمام مبنى وزارة الخزانة والمالية التركية.

سبب التظاهر
ويتظاهر المواطنون، بسبب ضيق المعيشة والأزمة الاقتصادية، حيث قال المتظاهرين التابعين للاتحاد العام للخدمات الأربعة، إن المواطنين الذين انتحروا بسبب ضيق المعيشة والأزمة والاقتصادية يعبرون عن النقطة الأخيرة التي وصلنا إليها في الاقتصاد، وأضاف أحدهم: وصلنا إلى نتائج وخيمة.