منشطات "الچيم" تخطف أرواح الشباب.. ماذا فعل البرلمان لمواجهة هذه الكارثة؟ (تقرير)

أخبار مصر

بوابة الفجر


"المكملات الغذائية ومنشطات الجيم" من أهم الملفات الشائكة التي تتسبب ما بين الحين والآخر في حصد أرواح الشباب المصريين، دون تدخل صارم وواضح من قبل وزارة الصحة، لوضع معايير لاستخدام تلك العقاقير، أو فرض رقابة مُستمرة على الصالات الرياضية بجميع محافظات الجمهورية لمتابعة تطبيق القانون رقم 206 لسنة 2017 بشأن حظر تداول هذه العقاقير إلا تحت إشراف طبي، الأمر الذي دفع نواب البرلمان يستخدمون صلاحياتهم الرقابية بتوجيه طلبات الإحاطة لوزيرة الصحة لسؤالها عن خطة الحكومة في مواجهة تلك الأزمة. 

المكملات الغذائية ومنشطات الجيم تصيب الشباب بالعقم
من جانبه، تقدم النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، بطلب إحاطة عاجل إلى وزارة الصحة بسبب انتشار مكملات غذاء غير مطابقة للمواصفات، تصرف دون إشراف طبي، تستنزف أموال الشباب وتدمر صحتهم ومستقبلهم، موضحا أنّ الإقبال على المكملات الغذائية الرياضية أصبح ظاهرة بارزة بين الشباب، لتكوين بنية جسمية لافتة للأنظار، دون الحرص والتأكد منهم على صحة المواد المباعة، ومدى مطابقتها للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة على المحال والأندية الرياضية.

وأضاف بركات، أنّه ليس هناك خلاف على الأهمية القصوى لممارسة الرياضة فهي غذاء الجسم، لكن قد يكون السم في العسل، فهناك من يستغل حماسة الشباب في ممارسة الألعاب الرياضية ورغبتهم في بناء أجسام قوية، ليروج لهم العديد من أنواع المنشطات وهرمونات النمو، والمكملات الغذائية، رغم خطورتها الداهمة على الجسم، وتسببها في ظهور الأمراض الخبيثة، فضلا عن العقم وتشوهات الأجنة، وكل ذلك من أجل حلم يسعى ورائه العديد من الشباب في تكوين جسم مثالي، متجهين نحو الصالات الرياضية لشراء أنواع مختلفة من العقاقير التي تحتوي على مادة البروتين، بسبب سرعة مفعولها في رسم شكل الجسم المرغوب به، لكنهم يعتمدون على إرشادات المدربين لهم دون أي متابعة أو إرشادات طبية.

وأشار عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى أنّ هناك شبابا كثيرين أصيبوا وتعرضوا لتلك الأمراض لتناولهم منشطات كمال الأجسام والمكملات، وتجاوز حجم تداول المنشطات والهرمونات والمكملات الغذائية في مجال الألعاب الرياضية في مصر 6 مليارات جنيه، ولا يزال يحاول آلاف الشباب بناء أجسامهم من خلال الهرمونات المدمرة أو بعض المكملات الغذائية الضارة ليلفتوا الأنظار إليهم، واستغل تجار السوق السوداء ولع الشباب بالجسم الرياضي فباعوا لهم الوهم بهرمونات مضروبة لتنهش أجسادهم بقائمة لا تنتهي من الأمراض المستعصية.

مكملات الكالسيوم تزيد فرص الوفاة
كما تقدمت النائبة مايسة عطوة، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، بطلب إحاطة بشأن المكملات الغذائية التي أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة بصالات الألعاب الرياضية، لها العديد من الأضرار، مؤكدة أن أضرار هذه المكملات تصل إلى الوفاة المفاجئة، ومثال على ذلك وفاة المُمثل الشاب هيثم أحمد زكي، بسبب مكملات غذائية تناولها الفنان الراحل أثناء التمرين في شقته، والتي تسببت في إصابته بـ"مغص" وإعياء شديدين قبل وفاته.

وأوضحت عطوة، أن الدراسات والأبحاث تؤكد تناول كمية كبيرة من مكملات الكالسيوم يمكن أن تزيد فرص الوفاة الناتجة عن الإصابة بالسرطان، على عكس الأطعمة الطبيعية الآمنة الغنية بالكالسيوم، كما يصبح الأمر أسوأ لدى مرضى السرطان الذين يتناولون مكملات بمعدل أكبر من 1000 مليجرام يوميًا، من خلال فحص بيانات أكثر من 27 ألفا من البالغين، مُشيرًا إلى أنه على الرغم التحذيرات المستمرة من تلك المكملات إلا أن هناك عددًا كبيرًا من لاعبي كمال الاجسام والشباب يقومون بتناولها، وذلك اعتقادًا منهم أنها تساهم في بناء العضلات بشكل سريع، دون إدراك مدى خطورتها على الصحة، ومنها من يقوم بتناول تلك المكملات بدون وجود رقيب عليهم أو اتباع ارشادات الطبيب.

وتابعت النائبة مايسة عطوة، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب،:"على رغم أضرارها السابقة، فقد نمت نسبة مبيعات المكملات الغذائية على مدار الـ 5 أعوام الماضية بشكل كبير ويتطلب اتخاذ موقف، كما أن المكملات الغذائية التي تجمع بين الكالسيوم وفيتامين "د" مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، والأمراض القلبية"، مؤكدة أن الاستخدام المفرط للمكملات الغذائية بأنواعها ودون إرشاد طبي، أمر خطر طبي، حيث أنها من الممكن أن تتسبب في الوفاة حال عدم إدراك الشخص بطبيعة جسده والأمراض الخفية فيه كمرضى الضغط والسكر اللذين لا يظهران بسهولة.

وطالبت عطوة، بوضع ضوابط لاستخدام العقاقير الطبية دون إرشاد طبي حرصا على الصحة العامة للمواطنين وخاصة في ظل وجود استخدام عشوائي لتلك الأدوية مما تسبب في العديد من الوفيات.

القانون يحظر تداول المكملات الغذائية 
وتقدم اللواء تامر الشهاوي، عضو مجلس النواب، أيضًا بطلب إحاطة لللدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، موجه لوزيرة الصحة بشأن تداول المكملات الغذائية والبروتينات داخل صالات الألعاب الرياضية وبعض الصيدليات.

وقال الشهاوي، إن هناك محلات متخصصة فى بيع وتداول مثل تلك الأدوية والعقاقير على الرغم من أن القانون 206 لسنة 2017 حظر تداول هذه العقاقير إلا تحت إشراف طبى.

وأشار الشهاوي، في نص طلب الإحاطة الذي تقدم به، إلى تعدد حالات الوفاة نتيجة الاستخدام الخاطئ وعدم وجود الإشراف الطبى والسيطرة على تداولها.

الحكومة ضعيفة في مواجهة معدومي الضمير 
كما تقدم النائب عمرو غلاب، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الصحة ووزير الشباب، بشأن الرقابة الغائبة على صالات الجيم والنوادي الصحية وتداول المنشطات السامة للشباب بها.

وأكد غلاب، أنه رغم الاهتمامات الرئاسية بالشباب في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووضعهم على أجندة الأولويات للدولة المصرية، إلا أن ضعف الإجراءات الحكومية وغياب الرقابة يجعل العديد منهم مستهدف من قبل منعدمي الضمير وتعرضهم للموت البطيء من خلال السموم والحبوب والمنشطات التي يتم استخدامها بالعديد من النوادي الصحية وصالات الجيم التي انتشرت مؤخرا في العديد من محافظات مصر بدون أي ضوابط أو رقابة من الأجهزة المعنية.

وأضاف النائب عمرو غلاب، عضو مجلس النواب، أن كوارث المنشطات وصلت للمنتخب الوطني لرفع الأثقال، والتي على أثرها تم استبعاد مصر بشكل نهائي من المشاركة في دورة الألعاب الأوليمبية، ومن ثم يكون الطبيعي أن هذه الكوارث منتشرة في النوادي الصحية وصالات الجيم التي لا يتم عليها أي رقابة من الأجهزة المعنية، حيث وصل الأمر لتداول مثل هذه المنشطات بأسعار خيالية، مع أن الجميع يدرك ويعلم مخاطرها الصحية على الشباب المصري، مُشيرًا إلى أن هذه الكارثة لم تعد في المدينة فقط ولكن وصلت للأرياف والقرى، وهو ما يمثل ظاهرة خطيرة على المجتمع المصري، الذي يعرض شبابه للموت البطيء من خلال حبوب ومكملات غذائية سامة، حيث من ناحية العديد من صالات الجيم غير مؤهلة لتقديم خدمة ممارسة الرياضة، ومن ناحية أخرى تداول مثل هذه السموم بها جريمة في حق الشباب خاصة أنها أصبحت بؤرة فساد بهذه الطريقة.