"ربيع القارة المنسية".. عدوى التظاهرات تضرب أمريكا اللاتينية‎

تقارير وحوارات

بوابة الفجر

 ربيع جديد ولكن ليس عربي تلك المرة ولكنه أمريكي، ففجأة ثارت العديد من دول أمريكا اللاتينية على حكوماتها ورؤسائها، ضد الفساد وصعوبة الأوضاع المعيشية وكأنهم يكررون ما حدث عام 2011، ولكن في مكان آخر.

 

وبالأمس، هرب الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، على متن طائرة حكومية مكسيكية بعد ساعات من منحه حق اللجوء، وذلك عقب اسقالته على خلفية أسابيع من الاحتجاجات التي بلغت ذروتها وطالبته بالدعوة إلى انتخابات جديدة، و لا تزال تشيلي و الإكوادور وهايتي وفنزويلا تعج بالاحتجاجات والاشتباكات العنيفة بين الشرطة والمعارضين الرافضين لبقاء النظام السياسي وانتشار الفساد في دولهم.

 

العديد من العوامل التي تسببت في إثارة الأوضاع بالقارة المنسية تشبه إلى حد كبير أسباب المظاهرات بالوطن العربي، والتي بدأت عام 2011 وتجددت مؤخرا بالعراق ولبنان وإيران، ومنها انتشار الفساد وسوء الخدمات وإصرار الحكام على البقاء في مناصبهم.

 

وتقدم "الفجر"، خلال التقرير التالي أبرز العوامل التي تسببت في انتفاضة شعوب أمريكا اللاتينية.

 

التمسك بالرئاسة

 

ويتخذ الرؤساء بأمريكا اللاتينية نفس نهج الحكام العرب، الذين بقوا في الرئاسة لعشرات السنين، حتى انقلبت الشعوب عليهم، كما حدث في مصر وتونس  والجزائر وليبيا واليمن، فموراليس استقال وسط اضطرابات واحتجاجات عقب إعلان فوزه لولاية رابعة، وهو ما رفضه خصومه الذين أكدوا عدم نزاهة الانتخابات الأخيرة.

 

الظلم

 

تعاني أغلب دول أمريكا اللاتينية والتي يبلغ عددها 33 دولة من الظلم و الاستبداد، فلا يوجد أية مؤشرات لتغيرات سياسية ولا تزال الأحزاب الحاكمة هي المسيطرة منذ مدة طويلة، وهو نفس الأمر في إيران.

 

وقال مايكل ريد وهو خبير سياسي ومؤلف كتاب "القارة المنسية"، إن هناك حالة من الهياح السياسي والغضب الشديد لدى الطبقة المتوسطة، دفعها للانفجار في وجه الحكام، بسبب استمرار الظلم والقمع و اعتقال كل من يطالب بحقه أو يعبر عن اعتراضه على الأوضاع المعيشية.

 

فساد الحكام

 

في هايتي اختلس قادة الحكومة - بمن فيهم الرئيس - ما يقدر بنحو 2.3 مليار دولار من برنامج بيع النفط "بتروكاريب" والذي كان مخصصا لاستخدامه في سد عجز المرتبات و تمويل البنية التحتية، ونفس الأمر تكرر في الإكوادور وفنزويلا وغيرها من دول القارة المنسية التي يحصل فيها مسئوليها على الامتيازات فقط.

 

الركود الاقتصادي

 

تدهور الاقتصاد والتضخم، بات عامل مشرك بين العديد من الدول فهو سبب المظاهرات في لبنان والعراق، ويرى ألما جيليرموبريتو ، وهو صحفي بوليفي مخضرم أن أمريكا اللاتينية تعاني من عقد كامل من الركود الاقتصادي، فالأجور متدنية إلى حد كبير وملايين المواطنين يقيمون في العشوائيات، والزيادات التي تقدمها الحكومة معدومة، وهو ما ظهر الإكوادور، عنما خرج آلاف المتظاهرون للشوارع هذا الشهر بعد أن ألغى الرئيس  لين لين مورينو، دعم الوقود القديم منذ فترة طويلة كجزء من صفقة مع صندوق النقد الدولي ونفس الأمر حدث في شيلي بعد زيادة  سعر تذكرة المترو بنسبة 3%.

 

ربيع مزيف

 

ورغم أن ما يحدث في أمريكا اللاتينية يعتبر ثورة اجتماعية، إلا أن مجلة فورين بوليسي الأمريكية وصحيفة ذا جارديان البريطانية، وجدتا أن الأمر لا يرقى ليكون ربيع ثوري، موضحة أن تلك المظاهرات سيتم اخمادها قريبا بسبب عدم تأييد الدول الكبرى لها، وقمع الحكام، وبين الخبير السياسي ومؤلف كتاب "أمريكا اللاتنينة على حافة الانفجار" أن دول أمريكا اللاتينية لم تقم باحتجاجات منذ عقود وليس بها ما يؤهلها للقيام بربيع حقيقي يقضى على الفساد الكامن بها، قائلا" إن الأمر قد يحدث لاحقا ولكن ليس الآن حتى تمهد تلك الشعوب نفسها من أجل الديمقراطية".