"غضب بالكونجرس".. سياسيون أكراد يكشفون لـ"الفجر" أسرار زيارة "أردوغان" لأمريكا

تقارير وحوارات

أردوغان
أردوغان


بعد عدة أشهر من التوتر والمشاحنات، استقبل الرئيس ترامب نظيره التركي أردوغان في البيت الأبيض بحفاوة بالغة قائلا إنه من أشد المعجبين به.

وخلال اللقاء أكد ترامب أنه شدد في المقابل على دعم الأكراد قائلاً، إن وقف إطلاق النار في شمال سوريا "صامد إلى حد كبير".

وأشاد ترامب بأردوغان قائلا قبل أن يدخل كلاهما في اجتماع مغلق: "أنا والرئيس صديقان حميمان، ويفهم كل منا بلاد الآخر"، مضيفاً أن القوات الأمريكية في سوريا أمّنت موارد النفط، متابعاً إن كلا من القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وتركيا تحتجز مقاتلين من تنظيم "داعش".

أما أردوغان فذكر أن قرار مجلس النواب الأمريكي بشأن الأرمن "يلقي بظلاله على العلاقات" بين بلاده والولايات المتحدة. وأضاف: "أخبرت السيد الرئيس "ترامب" أن القرارات التي اتخذها مجلس النواب في 29 أكتوبر خدمت هذا الغرض، وأساءت إلى شعبنا وألقت بظلالها على علاقاتنا".

ربما ما ذكره أردوغان هو أحد الأسباب التي دفعته لزيارة واشنطن، في هذا التوقيت على الأخص، بعد شهور من المشاحنات بين تركيا وأمريكا، وفرض ترامب عقوبات أمريكية على"أنقرة" على خلفية انتهاكاتها في سوريا ضد الأكراد، ولكن تلك الزيارة لها أهداف نستعرضها في السطور التالية.

الاحتقان الشعبي في تركيا وأمريكا
في هذا السياق، أكد "ميليفان رسول" الكاتب والإعلامي الكردي، أن زيادة الاحتقان الشعبي في كل من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، هي السر في تلك الزيارة، موضحاً أنها تأتي مع حركة إعتراض داخلية في الوسط الأمريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين بسبب تصرفات ترامب مع الحملات التي يقودها بعض أعضاء الكونجرس من الأمريكيين لعزله.

وتابع رسول لـ"الفجر"، أن أمريكا استدعت أردوغان حاليًا بسبب عدم الإنسجام بين دول التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، والقوى الفاعلة فيه، ومن ضمنها تركيا، لأنه يمتلك ملفات كثيرة ومنه علاقته مع روسيا، حيث يحاول ترامب جذب أردوغان إلى حظيرته مع وجود ملفات عالقة لكليهما في إدارة دولتهما.

كما تابع الكاتب الكردي في حديثه، أن مراسم الاستقبال تضمنت مشاهد من الود والتحبب بينهما، بجانب أن هناك صفقات بين الطرفين، وعرض ترامب مشاريع على أردوغان، وفي نفس الوقت هناك تحرك روسي قوى مما يدل على وجود مشروع مجهول لدى الكثيرين، والدليل على ذلك انسحاب القوات الأمريكية من صرين في عين العرب وتسليمها للقيادة الروسية، والحديث عن البقاء لحماية النفط.

وأردف الكاتب والإعلامي الكردي، أن زيارة كانت موفقة بالنسبة لأردوغان لإنقاذه من أزمته الداخلية وعلاقته مع الغرب، ولكن الفاتورة يدفعها الشعب السوري والمكونات السورية، والثورة السورية.





تركيا دخلت نفق مظلم إقتصادياً
أما الكاتب إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي، وصف أسباب تلك الزيارة بأن تركيا دخلت إلى نفق مظلم "إقتصادياً" جراء سياسات أردوغان الخارجية التي تنعكس سلباً على الداخل، والعزلة التركية في المحيط ومع المجتمع الدولي باتت واضحة نتيجة للسلوكيات الخاطئة التي يمارسها فريق أردوغان الخارجي، لا سيما القضايا الأمنية وإدخال تركيا في حروب ونزاعات مع المحيط العربي والأوروبي والأمريكي.

وبين كابان، أنه يمكن أن نسمي هذا اللقاء "لقاء الإدارتين المتأزمتين" بعد الموجة العنيفة التي تتعرض لها إدارة ترامب، وإتحاد تيارات الصقور داخل المؤسسات العسكرية والسياسية الأمريكية والحزبيين الجمهوري الديمقراطي ضد قرار الرئيس ترامب في الإنسحاب من سوريا، وإعطاء المجال للأتراك في تنفيذ الغزو للشمال السوري، ومحاربة الحليف المحلي للولايات المتحدة الأمريكية "الكرد وقوات سوريا الديمقراطية"، وقد تعصف الأزمة في كلا البلدين إلى إجراءات كبيرة ضد الإداراتين.





لا جدوى له
"لاجديد" بتلك الكلمات وصفت سينام شيركاني مسئولة الإدارة الذاتية في شمال سوريا، لقاء الرئيس أردوغان بنظيره الأمريكي ترامب في واشنطن، مشيرة إلى أنه ما صدر بشأن وقف إطلاق النار غير واقعي، لأنه بالوقت الذي تم فيه الإجتماع كانت المعارك والهجوم مستمر على مناطق شرق الفرات.

وأكدت شيركاني لـ"الفجر"، أن هناك عقوبات امريكية تدرس من الكونجرس الأمريكي ضد تركيا وأردوغان بسبب حملتهم على شرق الفرات، وهناك تذمر من عدد كبير من أعضاء الكونجرس من السياسة الأمريكية تجاه الأكراد.

وبينت مسئولة الإدارة الذاتية في شمال سوريا في واشنطن، أن الرئيس الأمريكي هو صاحب قرار الإنسحاب من شرق الفرات، والسماح للعملية التركية في شمال سوريا.