تونس.. رئيس الوزراء "جملي" يواجه تحدياً كبيراً

عربي ودولي

حبيب جملي
حبيب جملي



يواجه رئيس الحكومة التونسية الجديد "حبيب جملي" التحدي المتمثل في تجميع ائتلاف حاكم بتونس المضطربة اقتصاديًا، بعد أن رشحه حزب النهضة الإسلامي المعتدل، الذي حصل على معظم المقاعد في انتخابات الشهر الماضي.

وسيكون أمام "جملي" شهرين لتشكيل ائتلاف من برلمان محطم، حيث حصل حزب النهضة، كأكبر حزب فيه، على ربع المقاعد فقط.

وستحتاج أي حكومة جديدة إلى دعم من حزب واحد على الأقل، لقيادة حتى الأغلبية البرلمانية الدنيا وهي 109 مقاعد اللازمة لتمرير التشريعات.

كما أيد خصم حزب النهضة الانتخابي "قلب تونس"، زعيم حزب النهضة المخضرم "راشد الغنوشي" كرئيس للبرلمان، في إشارة إلى أنهما قد يضعان جانبا عدائهما السابق ويتعاونان على تشكيل ائتلاف.

وشغل جملي البالغ من العمر 60 عامًا، منصب وزير أول في الحكومة الأولى، التي تشكلت في أواخر عام 2011، بعد سقوط الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، في انتفاضة مؤيدة للديمقراطية.

ويقول المحللون، إن الحكومة الجديدة ستحتاج إلى إرادة سياسية واضحة ودعم قوي في البرلمان لدفع الإصلاحات الاقتصادية، التي بدأها رئيس الوزراء المنتهية ولايته، يوسف شهيد، الذي يعمل كقائم بأعمال رئيس خلال محادثات الائتلاف.

وركزت حكومته على تخفيضات الإنفاق المدعومة من صندوق النقد الدولي للسيطرة على العجز الضخم والديون العامة في تونس، مع زيادة الإنفاق على الأمن لجذب السياح إلى الدولة الواقعة شمال إفريقيا.

لقد ابتليت تونس منذ ثورتها عام 2011، بالمشاكل الاقتصادية والبطالة، التي بلغت 15٪ على الصعيد الوطني و30٪ في بعض المدن، والتضخم من حوالي 7٪ والدينار الضعيف، والتي ولدت الديمقراطية وأشعلت "الربيع العربي".

وتلك المشاكل، إلى جانب تدهور الخدمات العامة وتصور الجمهور لفساد الحكومة على نطاق واسع، دفعت الناخبين إلى رفض المؤسسة السياسية في انتخابات هذا الخريف.

وقد يجعل هذا الغضب الشعبي من الصعب على رئيس وزراء جديد أن يواصل خفض الإنفاق، وسوف يواجهه نفس المطالب المتنافسة للسيطرة على العجز مع تحسين الخدمات.

كما دفع الرئيس التونسي "قيس سعيد"، وهو أستاذ قانون متقاعد مستقل، بالفعل مقترحات لمكافحة الفساد منذ تنصيبه، وقال دبلوماسيون: إنه "قد يفوز بدعم شعبي كاف لشراء الوقت لإجراء إصلاحات اقتصادية جديدة".

ورأس "قلب تونس"، الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية، الإعلامي نبيل كروي، الذي احتُجز لفترة طويلة من فترة الانتخابات بتهمة الفساد، وهو ما ينكره.

وأقسم حزب النهضة، الذي خسر مرشحه نفسه أمام سعيد وكاروي في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المنفصلة، على عدم الدخول في ائتلاف مع حزب هارت أوف تونسيز، وصوّره كجزء من النخبة الفاسدة.