20 صورة تحكي مجهودات ترميم معرض "خديوي القناة" الأثري

أخبار مصر

بوابة الفجر


قالت الدكتورة رحاب جمعة، رئيسة قسم الترميم بمتحف قصر المنيل، إن أي معرض مؤقت يطلقه المتحف، يتضمن حكاية من مجهودات كبيرة، تبدأ بمجهود مدير المتحف ورئيسة المعارض المؤقتة، في اختيار القطع المناسبة لسيناريو المعرض حسب المناسبة أو الحدث. 


وتابعت "جمعة": ثم يأتي بعد ذلك دور فريق الترميم، والذي يقوم بإعداد القطع للعرض، وكان المتحف قد أطلق المتحف دعوته لزيارة معرض "خديوى القناة" المقام بسراي الإقامة، والذي سيستمر شهرًا كاملًا بمناسبة الذكرى الـ 150 لافتتاح قناة السويس، وهنا جاء دور فريق الترميم الذي قام بأعمال الترميم اللازم للمقتنيات المختارة للعرض في وقت قياسي، وكانت بعض القطع تحتاج لمجهود من فريق العمل والبعض الآخر كان بحالة جيدة.


وأضافت رئيسة قسم الترميم بمتحف قصر المنيل، أنه من أهم وأندر مقتنيات المعرض والتى تشير بشكل مباشر لهذا الحدث هو المخطوط الخاص باحتفالية قناة السويس، وقد قامت بترميمه "رشا حسنين"، أخصائية ترميم المخطوطات بالمتحف، حيث كانت المخطوطة تعاني من فقد في بعض أجزائها وتحتاج مهارة ودقة، وقد استطاعت المرممة الانتهاء منها على الوجه الأكمل خلال زمن قياسي، كما قامت منى عدلى وعايدة يوسف وعادل لطفي بمجهودات واضحة في فك وتنظيف ثم إعادة تركيب اللوحة القيمة والرائعة في تصميمها وألوانها المبهرة والتي يظهر في منتصفها الخديوي إسماعيل.


كما قامت رحاب حامد، أخصائية الترميم، بترميم إطار اللوحة الزيتية وتمكنت من الإنتهاء منها بشكل متناسق ودقيق، وكذلك باقي أعضاء الفريق نهى حمدي ونهى أحمد ومنال إبراهيم اللاتي استطعن الإنتهاء من إعداد المقتنيات للعرض بمهارة وإتقان. 


وكان الدكتور ولاء بدوي مدير عام قصر المنيل افتتح يوم الاثنين 18 نوفمبر، ولمدة شهر معرضًا مؤقتًا بعنوان "خديوي القناة"، وهو يضم 20 قطعة أثرية تحكي عن مناسبة افتتاح قناة السويس قبل 150 عامًا، وتضم

ثلاث لوحات نادرة إحداها للفنان الفرنسي الذي استقدمه الخديو إسماعيل خصيصًا للقاهرة لتسجيل الحدث بريشته العبقرية، كما ضم المعرض يظهر بها الخديوي إسماعيل وبجانبه ولي عهده الخديوي محمد توفيق واقفان أمام تمثال نصفي لمحمد علي باشا الكبير مؤسس الدولة العلوية على حامل من الرخام كتب عليه كلمات "التجارة - الصناعة - الزراعة - الرخاء"، وفي خلفية اللوحة يظهر جزء من لوحة لإبراهيم باشا ابن محمد علي الكبير تمثل هذه اللوحة رسالة الفنان حيث يوصي إسماعيل ولي عهده توفيق بحضره كل من أبيه وأخيه بالحفاظ على ما بدأه محمد علي الكبير، ولوحة ثالثة "شغل سيرما" يتوسطها وجه الوالي محمد سعيد باشا تزينها الزخارف النباتية وعبارات مدح للوالي.


وضم المعرض أيضا مجموعة من العملات المعدنية التي تخلد ذكرى افتتاح قناة السويس، وتحمل كلمة "تذكار افتتاح قناة السويس" على أحد وجهيها، والوجه الآخر ملكة جالسة ممسكه بيدها اليمنى شعلة نار واليسرى غصن نبات أمامها تقف إحدى الوصيفات، واثنين من أقداح القهوة مصنوعين من البورسلين أحدهما عليهما صورة الخديو إسماعيل والتاج الملكي ولكل منها طبق بنفس لون الفنجان، فنجان وظرف من البورسلين يحلي كلاهما اسم "إسماعيل" داخل كلمة تتوسط كل منهما.


ومجموعة من الحافظات العاجية تحليها فصوص صغيرة من الذهب والحليات والقفل من الذهب الخالص ويزينها التاج الملكي والحرف الأول إسماعيل، وعملتين تذكاريتين تخلدان تأميم شركة قناة السويس، وميدالية تذكارية على أحد وجهيها صورة الإمبراطور نابليون الثالث والوجه الآخر تمثل ربط القناة للبحرين من خلال سيدتين تمسك كل منهما يد الأخرى ومن خلفهما يظهر أبو الهول والهرم ونخلة.


وقصر الأمير محمد علي توفيق في المنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص، وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي.


مكونات قصر المنيل

ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.


وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية.