قوات الأمن العراقية تنجح في إعادة فتح مدخل ميناء أم قصر

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أعادت قوات الأمن العراقية، فتح مدخل ميناء أم قصر الرئيسي بالعراق اليوم الجمعة، بعد تفريق المتظاهرين الذين كانوا يغلقونه بالقوة، حيث أوضح أكبر رجل دين في البلاد، آية الله العظمى علي السيستاني، أن الإصلاحات السياسية السريعة هي السبيل الوحيد لإنهاء الاضطرابات.

وقالت مصادر لرويترز، إن الموظفين تمكنوا من دخول ميناء أم قصر للسلع قرب البصرة للمرة الأولى منذ إغلاقه يوم الاثنين لكن لم تستأنف العمليات العادية بعد.

وقد قُتل ما لا يقل عن 326 شخصًا منذ بدء الاضطرابات الجماعية في بغداد وجنوب العراق في أوائل أكتوبر، وهي أكبر مظاهرات منذ سقوط صدام حسين عام 2003.

يطالب المتظاهرون بالإطاحة بطبقة سياسية يُنظر إليها على أنها فاسدة وتخدم قوى أجنبية بينما يعاني الكثير من العراقيين من الفقر دون وظائف أو رعاية صحية أو تعليم.

دعا السيستاني، السياسيين إلى التعجيل بإصلاح القوانين الانتخابية لأن التغييرات ستكون هي السبيل الوحيد لحل أسابيع من الاضطرابات المميتة.

وقال ممثله خلال خطبة في مدينة كربلاء المقدسة: "نؤكد على أهمية تسريع إقرار قانون الانتخابات وقانون لجنة الانتخابات لأن هذا يساعد البلد علي تجاوز الأزمة الكبيرة".

ويملك السيستاني، الذي نادرًا ما يتأثر بالسياسة إلا في أوقات الأزمات، تأثير هائل على الرأي العام في العراق ذي الأغلبية الشيعية، كما كرر وجهة نظره بأن المحتجين لديهم مطالب مشروعة ويجب عدم مواجهتها بالعنف.

وتحول العديد من المتظاهرين إلى أساليب العصيان المدني في الأسابيع الأخيرة بسبب عدم رضائهم عن وعود الإصلاح الحكومي التي يرون أنها هزيلة.

وكانوا قد أغلقوا من قبل أم قصر في الفترة من من 29 أكتوبر إلى 9 نوفمبر، باستثناء استئناف قصير للعمليات لمدة ثلاثة أيام. 

ويتلقى الميناء واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر وهي تغذي الدولة التي تعتمد إلى حد كبير على المواد الغذائية المستوردة.

وقد احتل المحتجون أجزاء من الجسور الرئيسية الثلاثة في بغداد، والتي تؤدي إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، مقر الحكومة العراقية، واستخدمت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من التقدم هناك.

وقُتل 320 محتجًا على الأقل وأصيب الآلاف منذ بدء الاضطرابات في الأول من أكتوبر، عندما خرج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع غاضبين من الفساد الحكومي وضعف الخدمات الأساسية رغم الثروة النفطية الهائلة للعراق.

وفي وقت سابق، صرح متحدث باسم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، إن غلق ميناء أم قصر الرئيسي في العراق من قبل المتظاهرين المناهضين للحكومة كلف البلاد أكثر من 6 مليارات دولار حتى الآن.

وأضاف عبدالمهدي، بأن إغلاق ميناء أم قصر يضر بالبلاد، حيث أنه لا تزال مئات الشاحنات متوقفة، وتسبب هذه القضية أضرارًا جسيمة للأمة.

كما قالت مصادر أمنية ونفطية لرويترز، إن المحتجين العراقيين أغلقوا مدخل مصفاة النفط في الناصرية في الجنوب.

وأضافت المصادر، أن المتظاهرين منعوا الناقلات التي تنقل الوقود إلى المحطات من دخول المصفاة، مما تسبب في نقص الوقود في جميع أنحاء محافظة ذي قار.

وقد قال شاهد من رويترز، إن قوات الأمن العراقية فتحت النار يوم الأربعاء، لتفريق المتظاهرين الذين تجمعوا على جسر بوسط بغداد وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء، يبدو أنه لم تقع إصابات.

كان المتظاهرون قد أغلقوا جسر الشهداء منذ ظهر يوم الثلاثاء في إطار الجهود المبذولة لإيقاف الحركة بالبلاد، حيث واصل الآلاف المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة والمحافظات الجنوبية.

قتلت قوات الأمن 13 متظاهرًا على الأقل بالرصاص في غضون 24 ساعة حتى وقت متأخر من يوم الثلاثاء، مستغلة أسابيع من القيود النسبية لصالح محاولة القضاء على المعارضة.

وفي محافظة البصرة الغنية بالنفط في الجنوب، قالت مصادر أمنية، إن قوات الأمن فرقت اعتصامًا ليلًا، لكن لم ترد أنباء عن وقوع وفيات، وكان المحتجون يخيمون أمام مبنى حكومة المقاطعة.