"مروة سالم".. حكاية أول فتاة مصرية "محجبة" تعمل في "تويوتا"

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"النجاح دائماً قرار" وهذا القرار اتخذته" مروة سليم" منذ 4 أعوام ولم تعلم أنه سيكون محور تغيير حياتها بالكامل، ففي عام 2015، هاجرت مروة البالغة من العمر 33 عاماً بابنتها الصغيرة إلى أمريكا، بعد أن قدمت على هجرة عشوائية لأمريكا وتم قبولها" النجاح والتغيير دايماً مش سهل وبيتطلب مننا حب المغامرة".

منذ ما يقرب من 11 عاماً، أنهت مروة دراستها للصحافة بأكاديمية "أخبار اليوم"، وتزوجت وانجبت ابنتها الصغيرة، وبعد ظروف قاسية مرت بها الشابة الثلاثينية، قررت ترك حياتها القديمة في منطقة الهرم بالجيزة، وسافرت عام 2015، للعيش برفقة أخيها وأسرته"كل واحدة بتحلم إنها توصل لمكانة عالية في مستقبلها وده كان هدفي من السفر، بس طبعاً مكنتش عارفة ساعتها إني هشتغل في شركة زي عالمية زي تويوتا".

منذ سفر مروة إلى الخارج ظلت تفكر في وظيفة مناسبة لها تحقق لها طموحها الوظيفي، وتساعدها في الوصول لمكانة تستحقها، حتى جاء ذلك اليوم الذي ابتسم فيه الحظ لها، بعد أن ظهر إعلان أمامها عن وظائف متاحة في شركة"تويتا" العالمية للسيارات، حينها لمعت عين الشابة الصغيرة" حسيت ساعتها إن ربنا بعتلي فرصة علشان حياتي الجديدة، وقدمت بدون تفكير، حتى مكنتش عارفة هتقبل فيها ولا لا".

قدمت ثلاثينة العمر جميع أوراقها "online"عبر موقع التواصل الخاص بوظائف الشركة، وبعد عدة أسابيع من الانتظار حدث ما كانت تتمناه" طبعاً أنا مكنتش عارفة إني هتقبل، بس لقيتهم بعتولي ميل، محددين ليا فيه موعد للانترفيو".




مرت مروة بعدة مراحل قبل قبولها للعمل في الشركة العالمية" مفيش حاجة بتيجي سهل بعد الانترفيو خضعت لاختبار عملي وكشف طبي علشان يتأكدوا إني مناسبة للوظيفة.

وبعد أن أنهت الشابة الثلاثينية الاختبارات المطلوبة، انتظرت عدة أيام شعرت فيها بالضغط النفسي كثيراً، خوفاً من ضياع تلك الفرصة التي لطالما تمنت أن تصل إليها خاصة أنها المصرية المسلمة الوحيدة التي تقلدت هذا المنصب"كنت على أعصابي لحد ما اتقبلت فعلاً كـ"production team member"، والحمد لله قدرت أحقق جزء من طموحي".

منذ اليوم الأول لعمل "مروة" في الشركة واجهت العديد من التحديات ولكنها أصرت للتغلب عليه"التحدي كان باين حد بااين جداً لإني مختلفة، وكل العيون عليا خاصة إني بنت مصرية والوحيدة اللي هناك كده ومسلمة محجبة، وطبعاً كان شكلي غريب وسط زملائي".

"اتباع التعليمات واحترام المواعيد، وعمل الشغل بطريقة صحيحة" هي الوصفة التي اتبعتها "مروة" كي تتمكن من خوض التحدي الذي فرض عليها منذ يومها اليوم في العمل"زي ما أنا بقول دايماً إن النجاح مش سهل، وأنا كان لازم أثبت نفسي بأي شكل، وحققت كل ده لما نفذت كل شغلي بالطريقة الصح، واقدر اتبع كل التعليمات واحترم مواعيدي".






ودائماً ما يصحب النجاح عدد من الصعوبات"طبعاً مظهري كان من بين الصعوبات اللي قابلتها فيه ناس كتير سألتني عن الحجاب، وهل أنا لبساه بسبب ديني ولا ثقافة بلدي، لكني كنت بحاول أوضح ليهم تعليمات ديني على قدر الإمكان، وحاولت أصحح المفاهيم المغلوطة في ذهنهم عن الإسلام وده بيتم من خلال إني أكون شخصية جديرة بإلاحترام".

أحلام الشابة الصغيرة وطموحها عنان السماء، خاصة بعد أن اجتازت أيام مريرة في حياتها السابقة، وترغب في أن تكون قدوة صالحة لها ولابنتها تفخر بها "أنا بحب الطموح جداً بس هدفي اللي عاوزه أوصل ليه إني أربي بنتي تربية صالحة، وأكون لها قدوة  وإني أنجح في شغلي وأوصل لمنصب أفضل، والنجاح الحقيقي ليا إني أغير صورة المسلمين في عيون الناس، ومش في حاجة غير إني أكون شخص جدير بالإحترام".