ثقافة جديدة تتحقق على أرض العاصمة الإدارية لجذب الاستثمار وترشيد الاستهلاك

الاقتصاد

بوابة الفجر


في خطوة جديدة من خطوات النجاح التي تحصدها مصر في تعاونها المثمر مع الصين لبناء العاصمة الإدارية الجديدة، وفي أكبر شراكة صينية في مجال التشييد والعقارات بدأت تظهر بوادر هذا التعاون جيدًا في مشروع بناء المنطقة التجارية المركزية (CBD) في العاصمة الإدارية الجديدة. 

هذا المشروع يهدف إلى توفير الآلاف من فرص العمل وتحويل الصحراء إلى أرض خصبة للإنتاج والاستثمار وتحفيز الاقتصاد البطيء، في الوقت الذي تستعد فيه المؤسسات الحكومية في مصر الانتقال إلى العاصمة الجديدة. 

في مشروع الـCBD بالعاصمة الإدارية الجديدة، يتجسد منظرين في غاية الجمال؛ الأول في مقدمة الموقع الذي لا يتوقف عن العمل قط، والزخم الكبير للمعدات التي لا تتوقف، وأصوات الماكينات، وعلى الجانب الآخر ترى منظر للحياة الكاملة حيث الفراش يطير والعصافير تغني ويتخلل ذلك العمال الصينيين مطورين حديقة الخضروات.

زراعة أكثر من 1800 متر مربع 

وفي خطوة جادة لدى العمال الصينيين قاموا بزراعة أربع رقع زراعية تصل مساحتها إلى أكثر من 1800 متر مربع، وقاموا بوضع خطة صارمة فكل مكان يحيط بالسكن وكل زاوية زرعوا فيها، حيث زرعوا النباتات المصرية والصينية مثل: الفلفل الحامي والكرات والكرنب والأعشاب مثل البقدونس والكزبرة ، وانتظروا حتى ينبت الزرع ثم يتم ريه بشكل مستمر، ومع مرور الوقت ينبت الزرع ويقومون بحصاده، كما يسعون لزراعة جانب الطريق الواصل بين المحطة الخرسانية والسكن نبات الذرة.

ثقافة الأرض الخضراء 

مما لا شك فيه أن طبيعة الأرض الصحراوية تبدو مملة للعمال؛ فقبل البدء في المشروع كانت الأرض عبارة عن صحراء تكسوها الرمال من كل مكان، وكان العمال الذين يعملون هنا غالبًا ما يعانون من مشاكل بصرية بسبب الرمال الصفراء، ومن أجل السيطرة على هذا الأمر، قام القسم المتخصص بالشركة الصينية بنقل التربة الطينية عالية الجودة من المناطق المجاورة لنهر النيل لهذه الأرض الصحراوية، وبعد التخطيط والإدارة الصارمة أصبحت الحديقة الصغيرة نسخة طبق الأصل من الحديقة العادية.

هذا الأمر بدا جيدً للعمال في هذه المنطقة بعدما سار الموظفون في الهواء الطلق مستنشقين رائحة التربة والخضروات مستمعين إلى زقزقة الطيور، ما ساعدهم على الهدوء النفسي وأصبحت المشاكل اليومية تكاد تكون منعدمة.

وخير مثال على ذلك ووفقا للتقرير الصيني، يتوجه مصطفي شعبان إبراهيم موظف مصري، بعد انتهاء الدوام إلى الحديقة للزراعة فهو يشعر بسعادة كبيرة عند القيام بذلك الأمر.

سياسة ترشيد الاستهلاك

للمياه أهمية قصوى في الصحراء باعتبارها مورد غالي الثمن؛ ومن أجل حفظ المياه لري الحدائق، تروى ثلاث مرات في الأيام الحارة أما الأيام الباردة تروى مرة واحدة فقط.

وتجسد الحديقة العمل الشاق والجهد الذي يقوم به الموظفون من الصينيين والمصريين معًا؛ فحديقة الخضروات تلك لا تثري فقط الحياة العملية للموظفين بل أيضا تتيح للمصريين فهم ثقافية الزراعة الصينية، والأهم من ذلك أن الكثير من الناس قد تعزز لديهم الوعي بترشيد الاستهلاك، وحفظ الموارد لتكوين صحراء فريدة من نوعها، وتعزيز ثقافة زراعة الحدائق.

وقد أوضح ليان فو خي رئيس الفرع المصري بالمشروعات، أن منظر الخضروات في الحديقة من أكثر المناظر جذبًا للنظر، ليس ذلك فحسب بل أن الموظفون المصريين غالبا ما يأتون إلى هنا ليتذوقوا الخضروات الصينية.