من ضابط لزعيم تنظيم.. ننشر التاريخ الأسود للإرهابي "هشام عشماوي"

أخبار مصر

الارهابي هشام علي
الارهابي هشام علي عشماوي


قضت المحكمة العسكرية للجنايات بحكمها في القضية رقم "1 2014" جنايات عسكرية المدعى العام العسكري والشهيرة إعلاميا بقضية "الفرافرة"، في جلسة اليوم الأربعاء، بمعاقبة الإرهابي هشام عشماوي، بالإعدام شنقًا.

وكان "عشماوي" الضابط المفصول من القوات المسلحة، من أكثر الإرهابيين المطلوبين في مصر، لامتلاء سجله الإجرامي بعد طرده من الجيش، ما بين القتل والعنف والتخريب، خاصة في الفترة من 2013 حتى أواخر 2017، ليلقى القبض عليه في الثامن من أكتوبر العام الماضي، على يد عناصر من الجيش الوطني الليبي أثناءَ معركة درنة، وتم تسليمه للسلطات المصرية في 28 مايو 2019.

التحق هشام بالكلية الحربي في عام 1996، وانضم لسلاح المشاة، ومن ثم للصاعقة، وحصل على تدريبات احترافية بالولايات المتحدة الأمريكية، وظهر عليه التشدد الديني خلال مشادة حدثت بينه وبين خطيب مسجد في معسكره التدريبي، بعد إن أخطأ الأخير في ترتيل القرآن الكريم، وحول للتحقيق، ووضع تحت المتابعة من قبل المخابرات الحربية، وأقيل نهائيًا من القوات المسلحة عام 2011 لتكرار كلماته التحريضية ضد الجيش.
انطلاقة عشماوي في عالم الإرهاب.

وانطلق النشاط الإرهابي للضابط المقال عقب فصله من الخدمة العسكرية، بتكوين خلية إرهابية مع 4 من ضباط الجيش مفصولين من الخدمة بتهمة سوء السلوك، وضموا إليهم عددًا من العناصر التكفيرية، ثم عمل "عشماوي في التجارة وتصدير واستيراد الملابس وقطع الغيار، لينضم في عام 2012، إلى " أنصار بيت المقدس"، ليقود خلية وشارك في تدريب الأعضاء على الأعمال القتالية، بحسب ما كشفت مصادر أمنية.
محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية الأسبق.

وقالت المحكمة العسكرية للجنايات، إن المتهم شارك في استهداف وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، برصد موكبه وتصويره والتخطيط لاغتياله، على أن يتولى أحد أفراد التنظيم الإرهابي تنفيذ العملية كفرد انتحاري يستقل السيارة المفخخة ويقوم بتفجيرها أثناء مرور الموكب.

وخطط الإرهابي لمدة 10 أيام لاغتيال وزير الداخلية الأسبق، برصد ومراقبة خط سير موكبه، ثم أعد مقترحًا لاغتياله بواسطة أحد الانتحاريين عن طريق استخدام سيارة مفخخة بداخلها مواد متفجرة، في 5 سبتمبر 2013، بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، وصور "عشماوي الواقعة كلها"، حيث كان سبق الانتحاري للموقع المتفق عليه للقيام بعملية التصوير، إلا أن التفجير لم يصب الوزير، وأسفر عن إصابة 21 آخرين.

استهداف سفن وتهريب "أبو أسماء"
وأوضحت المحكمة، أن التهمة الثانية للإرهابي عشماوي، جاءت لاشتراكه في التخطيط والتنفيذ لاستهداف السفن التجارية لقناة السويس خلال النصف الثاني من عام 2013، بجانب ضلوعه بالاشتراك في تهريب أحد عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس المُكنى بـ" أبو أسماء" من داخل إحدى المستشفيات الحكومية بالإسماعيلية، بعد إصابته بشظايا متفرقه بجسده والمتحفظ عليه بحراسه شرطية وذلك بالاشتراك مع أفراد أخرين من التنظيم الإرهابي.

تفحل النشاطات الإرهابية بتكتيك " الصيد الحر"
كما تولى الضابط السابق بالجيش، قيادة مجموعة إرهابية، ونهج في استخدام تكتيك " الصيد الحر"، بالنصف الثاني من عام 2013، عن طريق التحرك بسيارة على الطرق المختلفة بنطاق الجيش الثاني واستهداف المركبات العسكرية " أفراد – نقل"، أثناء تحركها باستخدام الأسلحة النارية، وقد قام باستهداف إحدى السيارات العسكرية التي كان يستقلها "خمسة أفراد" تابعين للقوات المسلحة أثناء تحركها بطريق الصالحية الجديدة، بالإضافة إلى استهدافه سيارة عسكرية أخرى يستقلها ضابط ومجند سابق وأربعة جنود بالكبينة الخلفية حال تحركها بطريق الصالحية الجديدة وبذات الكيفية.

ليس ذلك فقط، بل استهداف سيارة تلر "ناقلة دبابات" محمل عليها دبابة إم 60 بطريق " القاهرة – الإسماعيلية" واستهدافه أيضَا، لإحدى السيارات العسكرية التي كان يستقلها ضابط ومجند سائق أثناء تحركها، مما أسفر عن استشهاد مستقلي هذه السيارات من الضباط والأفراد وتدميرها.

ولفتت المحكمة إلى أنه استهدف مع آخرين من عناصر التنظيم الإرهابي عدد من المباني الأمنية بالإسماعيلية، في التاسع عشر من أكتوبر عام 2013، قبل اشتراكه مع آخرين في استهداف عدد من المباني الأمنية بأنشاص في التاسع والعشرين من الشهر الأخير للعام ذاته.

وطالت يد التنظيم الإرهابي تحت قيادة "عشماوي"، باستهداف مدرعتين تابعتين لوزارة الداخلية وتدميرها حال اعتراضهما للسيارة التي كان يستقلها وآخرين بشرق مدينة بدر طريق "القاهرة – السويس"، واستهداف سيارة تابعه لحرس الحدود والالتفاف حول تبه جبلية والاختفاء خلفها، ثم استهدافها بمجرد وصولها لمنطقة الكمين المخطط وقتل جميع أفرادها والاستيلاء على كافة الأسلحة التي بحوزتهم.

توليه إمارة تنظيم بيت المقدس
كما تولى إمارة تنظيم أنصار بيت المقدس عقب مقتل الإرهابي "أبو عبيده"، وانتقل رفقه التابعين له من المنطقة الجبلية بالعين السخنة إلى عناصر التنظيم بالصحراء الغربية والتمركز في بادئ الأمر في منطقة " البويطي"، ثم الانتقال إلى التمركز شرق نقطة حرس حدود "الفرافرة"، كما ضلوع بالرصد والاستطلاع ووضع مخطط استهداف وتنفيذ الهجوم الإرهابي على نقطة حرس حدود الفرافرة، وقتل جميع ضباطها وأفرادها وتفجير مخرن الأسلحة والذخيرة بها في 19 يوليو 2014.

وشارك الإرهابي في عمليات قنص لغرف أمن بوابات الوحدات العسكرية المنتشرة في محيط مناطق "أبو صوير، الصالحية، القصاصين"، بالإضافة إلى استهداف كمين شرطة مدنية بمنطقة أبو صوير.

هروبه إلى ليبيا وتأسيس حركة إرهابية جديدة
وعقب ارتكاب تلك الجرائم تسلل إلى الأراضي الليبية، مع عدد من عناصر التنظيم، وأقام تحت شرعية تنظيم أنصار الشريعة بمدينة أجدابيا ذات المرجعية الفكرية لتنظيم القاعدة، ومن ثم تأسيس حركة إرهابية جديدة تمسى المرابطون تنتمي لتنظيم القاعدة، ليقود جماعة متشددة في مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، تقوم بارتكاب عمليات إرهابية من هناك، وألقي القبض عليه في 8 من أكتوبر 2018، على يد عناصر من الجيش الوطني الليبي أثناءَ معركة درنة، وتم تسليمه للسلطات المصرية في 28 مايو 2019، ليقضى عليه بالإعدام شنقًا خلال محاكمة اليوم.