"على هامش القاهرة السينمائي".. مخرجات أمريكيات يقدمن ورشة عمل عن صناعة الأفلام الوثائقية والمستقلة (حوار)

الفجر الفني

بوابة الفجر


مرشحة للأوسكار: لدي شغف لإنتاج فيلم عن "كيف تكونت الشخصية المصري"

المنتجة كيلي توماس: مصر تتحرك بقوة للأمام في مجال صناعة السينما والتلفزيون

للعام الثاني على التوالي، يقيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ41، مهرجان "أيام القاهرة لصناعة السينما" بالتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، والتي ضمت العديد من الشراكات الدولية من بينها مؤسسة "فيلم إندبندنت Film Independent"، ومبادرة الشرق الأوسط للإعلام- Middle east media Initiative MEMI".

وأقامت المؤسستان مجموعة من ورش العمل للمبدعين وصناع الأفلام لتعزيز التعاون بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في مجال صناعة الأفلام والتلفزيون.

وشاركت كلا من المنتجة والمخرجة الأمريكية "هيذر راي"، منتجة فيلم "فروزن ريفير"، والذي تم ترشيحة لجائزة الأوسكار عام 2008، والمنتجة "كيلي توماس" الحائزة على جائزة "سبيريت" الدولية عن فيلم "سبا نايت"، ضمن ورشة عمل أستمرت لمدة أربعة أيام بالتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، لمساعدة المنتجين المصريين على تطوير مشاريعهم، إلى جانب تعليمهم تقديم أفلام وثائقية ومستقلة ناجحة، بالإضافة لفهم استراتيجيات تمويل الأفلام المستقلة.


وعن مشاركتها في "أيام القاهرة لصناعة السينما" للمرة الأولى، قالت كيلي لـ"الفجر الفني" خلال حوار معها: "نحن هنا كجزء من برنامج الدبلوماسية السينمائية الذي تنفذه وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يقوم على شراكات بين الفعاليات الفنية والثقافية ومؤسسات الإنتاج السينمائي العملاقة في لوس أنجلوس.

نقوم بتقديم ورش للمبدعين وصناع الأفلام المصريين خلال فعاليات أيام القاهرة السينمائية، حول فنون كتابة السيناريو، خلال العاميين الماضيين قابلنا الكثير من المبدعين والشركاء في المنطقة، والذين يملكون الكثير "من المواهب والأفكار التي تقود إلى تطوير هذا التعاون بين الولايات المتحدة وشركاؤها.

وأكدت أنها شاركت في برنامج الدبلوماسية السينمائية بالشرق الأوسط منذ بدايته، حيث رغبت في تقديم أفضل دعم لصناع الأفلام والمبدعين في المنطقة، ومساعدة كتاب السيناريو في تقديم محتوى عصري يتناسب مع الجمهور ويجذب المشاهدين، وهذا ما استدعى بحثها عن ما الذي يرغب فيه الجمهور ونوعية القصص التي يكونوا شغوفين بها وحال السوق الفنية هنا.

وبسؤالها عن مشاركتها في مهرجان القاهرة السينمائي، صرحت كيلي بأن المهرجان عريق وكبير وهو الأهم في المنطقة، ويضم مجموعة من أفضل صناع الأفلام بالمنطقة، ويشمل برنامجه الكثير من الأفلام المثيرة، مضيفة: "الكثير ممن نتعاون معهم هنا اليوم تخطوا مرحلة دارسي السينما وإنما هم في مراحل تطوير مشاريعهم".

وتابعت: "الآن يأتي الاهتمام من قبل إدارة المهرجان في توسيع الدائرة والحديث كذلك عن صناعة المسلسلات التي تمثل جزءًا هامًا من صناعة الترفيه وتصل إلى كل مكان سواء عبر شاشات التلفزيون أو المواقع والمنصات الرقمية، وهذا هو سبب وجودنا هنا والمشاركة بهذا الجزء من المهرجان".

وأكدت المنتجة والممثلة الأمريكية "هيذر راي" أنها شعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت فيلم لأحد أصدقائها في لوس أنجلوس يتم عرضه في المهرجان هنا، حيث كانت متحمسة للغاية وهي تتحدث مع من أعرفهم عن الفيلم وظلت تبحث عن التذاكر، لكنها بيعت جميعًا".

وقدمت هيذر طلبا للقائمين على المهرجان حيث قالت: " آمل من القائمين على المهرجان في الدورة القادمة أن يقوموا بزيادة عدد صالات العرض التي تُعرض فيها أفلام المهرجان لمنح عدد أكبر من الجمهور فرصة مشاهدتها في أكثر من موعد، هذه هي ملاحظتي على المهرجان أنه يقوم بتخصيص أماكن محددة وقليلة لعروض الأفلام؛ وهذا يحدث في مهرجانات أخرى مثل مهرجان تروبيكا ومهرجان نيويورك، وأتمنى أن يحدث هذا أيضًا في مهرجان القاهرة".

وبسؤالهم عن زيارتهم للقاهرة، أجابت كيلي: "هي المرة الأولى لي في القاهرة وأتمنى لو لم تكن الأولى، فقد رغبت في القدوم إلى هنا كثيرًا، رغم الضوضاء الشديد الذي تحدثه أبواق السيارات".

وأضافت: "قابلنا الكثير من الموهوبين من صناع الأفلام المصريين، والذين قدم بعضهم إلى هوليود من قبل، وما نراه وقاله الجميع أن مصر تتحرك بقوة للأمام في مجال صناعة السينما والتلفزيون، واستمتعت كثيرًا بصحبة هؤلاء والتفاعل الكبير الذي حدث بيننا خلال المحادثات".

وبدورها صرحت هيذر: "منذ القدوم إلى هنا وأنا متحمسة كثيرًا لرؤية الأماكن الفرعونية، فلديَّ شغف كبير للغاية تجاه الحضارة المصرية منذ كنت في السادسة وشاهدت صور لجدتي، ولكن للأسف لم يكن هناك سوى وقت قليل لرؤية الأهرمات بسبب أيام العمل المزدحمة".

وتابعت: "الآن أشعر بنوع آخر من الحماس تجاه هؤلاء الذين يُمثلون مستقبل صناعة السينما والتليفزيون في مصر، والمشاركين في هذه البرامج، ولكن للأسف أيضًا أنه لم يكن لدينا سوى بضعة أيام فقط هي مدة أيام القاهرة لصناعة السينما والتي لا تُمثل وقتًا كافيًا للخوض أكثر في العمل مع هؤلاء المبدعين".

وعن الفرق بين صناعة الأفلام الوثائقية في مصر وباقي دول العالم، أكدت كيلي أن صناعة القصة هو أمر عالمي وهي منذ قديم الأزل، وصناعة القصة تعتمد على رؤى سياسية وعالمية وعن الحب الممنوع ايضا، لذلك جميع القصص من حول العالم قد تبدو متشابهة لانها تدور في تلك المحاور الثلاثة".

وعلقت هيذر: "لقد قمت بإخراج ثلاث أفلام وثائقية، وكل الافلام التي صنعتها كانت تدور حول عائلتي ومجتمعي، مهنتي الحقيقة هي صناعة الافلام ولكن لدي مهنة اخرى وهي انني ناشطة حقوقية للدفاع عن سكان أمريكا الأصليون "الهنود الحمر" لأنهم جزء من عائلتي من ناحية الأم،ونحن نتعامل مع حجب لهويتنا في الثقافة الأمريكية كما اننا غائبون عن الاعلام الامريكي، لذلك قضيت اخر عقدين من حياتي المهنية في محاولة لجعل السكان الاصليون اكثر وجودا وظهورا كجزء من الثقتفة الامريكية".

وقالت هيذر: "الأمر المذهل بشأن الأفلام الوثائقية هي أنها لا تحتاج للكثير من الوقت لاعدادها كما هو الحال في الأفلام الروائية، كل ما يحتاجه الأمر هو وجود كاميرا للتصوير وجمع فريقك والبدأ في التصوير مباشرة، واعتقد ان هناك قوة كبيرة في صناعة قصة تحدث في الوقت الحالي على عكس الأفلام الروائية التي تحتاج كثير من الوقت لكتابة قصة ومحتوى ثم العمل عليه وتطويره ثم اختيار الممثلين، لكن الافلام الوثائقية انت في حوار مع العالم".

وتحدثت هيذر، والتي تنتمي إلى طائفة الهنود الحمر من ناحية الأم، وهم السكان الأصليون لأمريكا الشمالية عن عشقها لجذورها قائلة: "كان هناك نهضة للهنود الحمر منذ عامين وكان الأمر حدث جلل في الولايات المتحدة لأنه للمرة الأولى وقف الهنود الحمر ضد الحكومة للمطالبة بحقوقهم، وأنا لدي صلة كبيرة بهم لأنهم عائلتي من ناحية الأم"، مضيفة: "في الولايات المتحدة نعرف القليل عن سكان أمريكا الأصليون، ومعظم القصص عنهم تعود للقرن ال19، ولكنهم موجودون الآن ولا نعرف عنهم شيئا، لذلك عندما قمت بكتابة قصة "النهر المتجمد أو frozen riverوكان الفيلم رؤية معاصرة عن الهنود الحمر.

وعن قيامهم بعمل أي فيلم عن مصر، قالت "كيلي": "الناس هنا يتمتعون بالطيبة والكرم ومحاولتهم الدائمة لمشاركة ثقافتهم وثقافة عائلاتهم، لذلك إذا قمت بصناعة فيلم فقد أهتم بالتركيز على المصريين أنفسهم وكيف أن المصريون ليس هنا فقط ولكن حول العالم فخورون بثقافتهم وتاريخهم".

وبدورها أكدت هيذر: "أنا اعشق التاريخ، ولدى مصر تاريخ عميق ومميز، ولككني ايضا لدي شغف لاعرف لماذا هوية وثقافة مصر مختلفة عن باقي أفريقيا والشرق الأوسط، واعتقد أن مصر لديها هويتها الفريدة، لذلك قد أقدم فيلم عن شخصية معاصرة اليوم ولكن في نفس الوقت قد نبحث في جذورها وماضيها لنرى كيف تكونت الشخصية المصرية من تاريخها وأجداداها، نحن لسنا وليدون اللحظة ولكن دائما هناك ماضي لنا".