بفمه صنع العالمية.. تاريخ عريق من البطولات لذوي الهمم (صور)

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


"الإعاقة طاقة " فيمكنها أن تصنع المعجزات إذا ما اقترنت بإرادة من حديد، لينتصروا على أنفسهم بالإبداع الكامن في داخلهم، ليجعلوا من الإعاقة طاقة كامنة تملأها التحدى والإصرار والعزيمة على مواجهة الصعاب والمخاطر.

بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى عام 2018، أصبح اهتمام الدولة بذوي الهمم يحصل على نصيب الأسد في تفعيل طاقتهم والاستفادة منهم في إحداث تغير شامل، فلم تعد نظرة المجتمع الدونية كما في السابق؛ إذ ارتبطت هذه التغيرات الجذرية في مع تطور مستويات التعليم وانتشار المؤسسات الإنسانية التي أخذت على عاتقها مهمة التوعية والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، حتى بتنا نلمس النتائج الإيجابية بشكل واضح في السنوات الأخيرة.

تاريخ متحدى الإعاقة 

على مر العصور والتاريخ، لم يكن للمعاق الحق فى الخروج من منزلة وكان هناك تنمر كبير من المجتمع، وكان يصل الأمر إلى إخفاء الأهل لأطفالهم من ذوي الإعاقة، فمن يطلع على كتب التاريخ ويدرس أنماط المعيشة في المجتمعات المصرية المختلفة عبر مر العصور، يجد فروقًا واضحة في ما بينها.

وقالت، الدكتورة مها الهلالي، عضو المجلس القومي لشئون الإعاقة، في تصريح خاص لـ«الفجر»، إن كتب التاريخ التى عثر عليها أشارت إلى ما دونه القدماء المصرين علي جدارن المعابد المصرية، وكانت أحد النماذج رسم عمره 5 آلاف سنة لطفل فرعوني مشلول الساق قال عنه المختصون في الطب أنه إشارة إلى مرض شلل الأطفال، وفي ذلك التوقيت قام (منفتاح الأول) حوالي سنة (1200 ق.م)، بعزل آلاف من المجذومين من بني إسرائيل في محاجر خاصة وأسكنهم بعد ذلك في مدينة (ثانيس) بشمال الدلتا الشرقي، حيث كانت المدينة خالية بعد طرد الهكسوس منها، وارجع التاريخ انه استفحال المرض بين بني إسرائيل كان من بين الأسباب التي دفعت الفراعنة لطردهم من مصر.

أضافت، عضو المجلس القومي لشئون الإعاقة، إن مصر القديمة عرفت المجتمع كيفية التعامل مع المعاقين منذ القدم، حيث كان هذا المجتمع أول من عرف تدعيم الأسرة ورعاية الطفولة والمعوقين، ففي عهد الفراعنة حذر حكماء المصريين الناس من السخرية بالمعوقين، حيث قال "أمنموبي"، (لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجههم، فالإنسان صنع من طين وقش، والله هو خالقه وهو القادر على أن يهدم ويبني كل يوم)، ولم تكتف مصر في ذلك الوقت بخطر الاستهزاء بالمعاقين بل كانت تتطلب الإسراع إلى مد يد العون إليهم، كما كان في العهد الأشوري والبابلي سجل حمورابي قوانين الجزاء والعقاب على قوالب الطين،كما سجل عليها طرقا لعلاج مبتوري الأطراف وفاقدي البصر.

ذوو الهمم: سنجعل العالم يسمعنا ويدعمنا

وفي رحلة هذا السرد التاريخى لقصص لقدماء المصرين حول التعامل مع ذوي الإعاقة والذى احترم الحكام المصريين المعاقين، أصبح التاريخ ماضي وصنع التحدي من ذوي الهمم حاضر من بطولات وأمجاد صنعوا تاريخ جديد جعل العالم يلتف إليهم، ليقف إليهم احتراما وإجلالنًا، لهم وكان من تلك النماذج المصرية الناجحة.

صفاء طه.. متحدية الإعاقة والقراءة ومنيرة العقول

تمكنت صفاء طه متحدية الإعاقة، من قراءة أكثر من خمسين كتابًا في مسابقة تحدي القراءة العربي وهي طالبة بمدرسة تابعة لمحافظة الجيزة، حيث اجتازت الاختبارات ونجحت بكل إصرار وطموح وتنافسية شريفة على المركز الثالث من بين 850 طالب وعلى مستوى الجمهورية، في مسابقة أُقيمت في 17 أبريل من العام الجاري.

"بفمه" صنع العالمية

صنع وتحدى العالم بفمه الذهبى، المصرى إبراهيم حمدتو، بل العالم في التنس الطاولة لذوي الإعاقة والذى يبلغ العقد الخامس من عمره، فاقد ليديه، استطاع أن يدخل موسوعة جينيس، كونه أول رياضي يمارس تنس الطاولة بلا يدين في العالم، وأصبحت إعاقته سر نجاحه وإصرار علي تحقيق حلمه الرياضي، فلم يوقفه بتر يديه، واستخدم فمه في الإمساك بالمضرب، وصار متمكنًا، حتى فاز بعدة مسابقات سواء الخاصة بذوي الهمم أو الأصحاء، كما أنه استطاع تحقيق المركز الثاني ببطولة أفريقيا لتنس الطاولة، رغم أن منافسيه كانوا أصحاء.

"بتر قدمى" سر نجاحه للعالمية فى السباحة

ومع قصص نجاح آخري يأتى البطل العالمي، عمر حجازي، 26 عامًا لم توقفه بتر قدمه عن الضغط على ارض صلبة دون النظر إلى الهاوية، فأصبح الإصرار والتقدم لإحداث النجاح أمر جعله يحول قدمه المبتورة إلى قدم حديدية بالكامل، وتمكن أن يعيش حياته ويمارس كل الرياضات التى يعشقها من السباحة إلى تسلق الجبال، والغطس، وغيرها، وكان أول مصرى خوض مغامرة لعبور خليج العقبة فى النقطة من ميناء العقبة الأردنى إلى مدينة طابا المصرية، وهو ما يقرب من 20 كيلو مترا من السباحة.

وذلك فى رسالة عالمية لتشجيع السياحة المصرية والدعوة للأمل والقوة والحياة، والتى استغرقت مدة من 7 إلى 10 ساعات، في رسالة واضحة أن الإنسان قادر على صنع المعجزات بإرادة من حديد.

يذكر أن، هناك الكثير والكثير من الأبطال والنماذج الحقيقة من الذين تحدو الصعاب والإعاقة التى منحتهم الطاقة ومنهم، عمرو السوهاجي الذى تحدى الإعاقة وحصل على الميدالية البرونزية فى في بطولة الجمهورية والمرشح لخوض بطولة العالم في طوكيو عام 2020 وغيرهم.