رئيس جامعة القاهرة: أنشئنا مركز الدعم النفسي للتصدي للانتحار.. والعلاج مجاني (حوار)

طلاب وجامعات

أرشيفية
أرشيفية


شهدت البلاد، خلال الفترة الماضية، ارتفاع حالات الانتحار بين الشباب، وخاصة فى المرحلة الجامعية، وهو ما دفع الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إلى تأسيس أول مركز للدعم النفسي وإعادة بناء الذات، وذلك من أجل التصدي لحالات الانتحار بين الشباب.

المبادرة التي أطلقتها جامعة القاهرة، لاقت ترحابا كبيرا بين أوساط المجتمع المصري، وخاصة أولياء الأمور، لما لها من أهمية كبرى في تحجيم حالات الانتحار والقضاء عليها بين الشباب، حيث من المقرر أن يكون مقر المركز، المدينة الجامعية، بعد وضع لائحة العمل وتشكيل مجلس إدارة المركز من أقسام الطب النفسي وعلم النفس وعلم الاجتماع.

ويعمل المركز علي الدعم النفسي وإعادة بناء الذات، ويختص بفئة طلاب الجامعات، ودوره لا يقتصر على البحوث بل يهتم بلقاء الطلاب والاستماع لهم، وستقوم الجامعة بتحويل الحالات التي تحتاج للعلاج لعيادات الطب النفسي بالقصر العيني لمتابعتها، وبعض الحالات الأخرى يتم متابعتها من خلال المركز، على أن يتجاوز دور المركز الأمراض النفسية ويكون له دور اجتماعي.

"الفجر" التقت الدكتور محمد عثمان الخشت، للاطلاع منه على فكرة المركز وطريقة عمله خلال الفترة المقبلة.

كيف نشأت فكرة المركز؟ وماهية عمله؟

المركز تم إنشائه من أجل التصدي لحالات الانتحار بين الشباب، وسيكون أحد مؤسسات المجتمع المدني التي توفر للشباب عوامل الحماية من مخاطر الإصابة بالاضطرابات النفسية والأمراض، وتنمية الإمكانات الذاتية على مقاومة هذه المخاطر، وحل المشكلات، وتحقيق الذات وغايات الحياة ذات المعنى بالنسبة للفرد.

ورسالة المركز، تتمثل في إتباع كافة سبل وطرائق التدخل الفعال لدى الطالبات والطلاب، للوقاية والعلاج من الاضطرابات والأمراض النفسية، وذلك عن طريق أساليب وبرامج التدخل المناسبة، وبرامج تنمية الإمكانات الذاتية في التكيف الفعال مع مشاق الحياة وحل المشكلات، وإعادة الاعتبار للحوار المثمر بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب، والتدخل ببرامج الإرشاد الأسري بما يجعل من أسر الطلاب مصادر للدعم والمساندة والحماية من الاضطرابات النفسية.

هل هناك إستراتيجية عمل واضحة يسير عليها المركز؟ 

بالطبع هناك إستراتيجية عمل واضحة، المركز له رؤيته، بوصفه واحدا من مؤسسات المجتمع المدني التي توفر عوامل الحماية لأبنائنا من التعرض للاضطرابات والأمراض النفسية والسلوكية، وإتباع كل السبل الطبية والنفسية والاجتماعية والأسرية لحل مشكلات شبابنا، وعلاجهم، من أية اضطرابات يتعرضون لها،  إلي جانب التوعية بأن المرض النفسي مثله مثل كل الأمراض بحاجة إلي العلاج، وليس التجاهل والإهمال، ومحو الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي.

وتأتي رسالة وأهداف المركز في إطار هذه الرؤية، وقد انتهينا من وضع الهيكل التنظيمي للمركز الذي يؤله لتحقيق الغايات المنبثقة عن هده الرؤية.

ما الأهداف المنوط بالمركز تحقيقها على المدى القريب والبعيد؟

1.بحث المشكلات النفسية والاجتماعية لدى أبنائنا من طالبات وطلاب الجامعة، وأن يقترن بالمسوح البحثية تصميم البرامج والخطط المناسبة للتدخل العلمي والواقعي لحل هذه المشكلات.

2.اتخاذ خطوات عملية وفعلية نحو إعادة تكوين النظر للمرض النفسي على أساس أنه مثله مثل المرض النفسي يجب العلاج منه، وليس شيئا يستحى منه.

3.التدخل على المستوى الجمعي، ضوء تغيير طرائق التفكير وتطوير العقل المصري، لتطوير التعامل مع الضغوط والمشاق والتحديات وتكوين خطاب ديني جديد برؤية جديدة للعالم تفتح آفاق الأمل وتحقيق الذات.

4.أن يكون من بين دورات تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس دورة تدريبية أساسية في تقنيات إقامة حوار فعال مع الطلاب والإنصات إلى مشكلاتهم وتدريبهم على حلها.

5.التدخل ببرامج على المستوى الفردي لتنمية الأنساق الذاتية المعرفية والوجدانية والدافعية والأخلاقية.

 6.تنمية استراتيجيات التعايش الإيجابي ومقاومة المخاطر وحل المشكلات.

7.تنمية القدرة على استخدام التفكير النقدي والتفكير الإبداعي في الحياة اليومية، بما ينعكس بالإيجاب على الصحة النفسية.

8.مساعدة الطلاب في اتخاذ القرار المناسب بشأن التخصص العلمي في بداية الالتحاق بالجامعة، وما يرتبط بهذا من الإحساس بتحقق الذات وتوكيدها.

9.التدخل بتقنيات الإرشاد الأسري بما يعيد للأسرة دورها وأهميتها في حماية الأبناء ومساندتهم.

10.إتباع الوسائل وآليات تكوين مد جسور التعاون والتكامل مع مختلف مرافق الجامعة ومؤسسات المجتمع المدني على اتساعه لتقديم الخدمات النفسية والاجتماعية التي تستهدف حماية الذات وازدهارها.

11.تحويل الحالات التي تحتاج للعلاج لعيادات الطب النفسي إلى القصر العيني لمتابعتها.


12.دور المركز يتجاوز الأمراض النفسية إلى الدور الاجتماعي.


13.لقاء الطلاب والاستماع إلى مشاكلهم.


14.إتاحة الدعم النفسي والعلاج المعرفي.



هل سيضم المركز شباب من جامعات مصر؟

يهتم المركز بالرعاية النفسية لشبابنا من أبناء جامعة القاهرة، والجامعات المصرية عموما.

هل سيكون هناك حملات توعوية للشباب وكيف سيكون نهجها ؟

من أهم أدوات عمل المركز حملات التوعية، بالانتقال إلى الكليات، واستضافة شخصيات لديها القدرة على الحوار مع الشباب بلغتهم، ويعكف فريق العمل بالمركز على وضع خطة بمجموعة من الندوات والمحاضرات العامة تبدأ بمحو المعتقدات الشائعة الخاطئة عن المرض النفسي، ويعقبها ندوة عن أسس جديدة للإيمان والتدين، هذا علي سبيل المثال، بالإضافة إلي الدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس في كيفية التعامل مع الطلاب والإنصات إليهم، وإعادة الاعتبار للحوار مع الطلاب.

كيف ستتم عمليات المسح على طلاب الجامعة؟

سيتم تشكيل فرق بحثية من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة من أقسام علم النفس والاجتماع والطب النفسي لعمل مسح شامل لطلاب الجامعة للوقوف على المشكلات والصعوبات التي تعوق توافقه النفسي والاجتماعي، وتسبب لهم متاعب نفسية، حتى يمكن مساعدتهم على التغلب عليها يتجاوزها من خلال البرامج التي سينهض بها المركز سواء على المستوى الوقائي أو العلاجي، وذلك بعد تحليل البيانات التي سيتم الحصول عليها من هذا المسح.

هل هناك آلية محددة؟

هناك آليات عديدة سيوظفها المركز لتقديم خدماته لجميع طلاب الجامعة في المرحلة الأولى، ثم طلاب الجامعات الأخرى في مراحل تالية، فطبقا لرؤية الجامعة وتوجهاتها الأساسية فالهدف هو تطوير الإنسان المصري وتطوير العقل المصري بكل السبل الممكنة، بما في ذلك العمل على الحفاظ على صحته النفسية والارتقاء به لتحقيق ذاته ومن ثم المساهمة في نهضة الوطن وتقدمه، وستكون الآليات التي ستستخدم على مستوى الفرد والجماعة.

هل سيتم إضافة مادة جديدة للتوعية النفسية لكل الكليات أم ستكون لكليات محددة؟

ستشمل آليات التوعية عمل منشورات إليكترونية وورقية، ومواد فيلمية، وتخصيص أجزاء من المحاضرات لهذا الهدف، وعمل ندوات ولقاءات مفتوحة مع الطلاب، وغير ذلك، ويمكن التفكير مستقبلا في عمل مادة للتوعية النفسية عموما.

هل ستكون مجانية؟ وكم التكلفة التي تكلفتها الجامعة لإنشاء المركز؟

الخدمات التي يقدمها المركز مجانية تماما، حتى في الحالات التي ستحتاج لعلاج طبي نفسي يتكفل بها الجامعة كالعادة في رعاية أبنائها دون أية تكلفة.